هل تنوين مشاركة صديقتك في عمل تجاري؟ إليك هذه النصائح
عندما تبدأين تنفيذ فكرة مشروع جديد، أو العمل على تأسيس شركة جديدة بصحبة أحد أصدقائك، يبدو الأمر رائعاً وتشعرين أن أيا كانت المشاكل التي يمكن أن تواجهكما في العمل فأنتما قادرين على حلها والتعامل معها بسبب صداقتكما. وقد يكون اعتقادك هذا صحيحاً، فتكون الشراكة ناجحة وتجدها قد طوّرت صداقتكما وأكسبتها المزيد من المتانة، ولكن في أحيان أخرى تكون هذه الشراكة هي السبب في خسارتك صداقتك التي دامت لسنوات. فمع العمل، تظهر طباع وتصرفات أخرى للشخص، ومهما كانت صداقتكما قوية، ففور بدء مشروع معاً، سيكون لكل منكما جوانب أخرى تظهر مع الوقت، وكونكما صديقان لن يمنع المشاكل، على العكس قد يزيدها.
لذلك، قبل أن تقررّي مشاركة أحد أصدقائك أو صديقاتك المقربات في مشروع خاص أو شركة ناشئة، إليك بعض النصائح المهمة التي يجب عليك وضعها في الاعتبار.
فهم واضح لأدوار كل منكما
من المهم بناء المسؤوليات وفقاً لنقاط قوة والمهارات الشخصية لكل منكما. تحديد من سيفعل ماذا، وترك المهام لكل شخص لتنفيذها، لا تستمري في المراقبة ومحاولة تحسين ما يفعله شريكك في العمل. هذا إلا إذا كان بحاجة إلى مساعدتك حقاً، يمكنك بعد ذلك متابعة تقدمكما لاحقاً. يجب أن تدركي جيداً طبيعة كل علاقة، واستقلاليتها عن العلاقة الأخرى.
الاتفاق على القيم والرؤى
في البداية، يمكن أن تجدا اختلافات كثيرة حول طريقة إدارة المشروع أو الرؤية الأساسية التي يجب أن يكون عليها، مما يعني ضرورة أن تتحدثا وتبنيا معاً رؤية وقناعة تعبر عنكما وتجمعكما، فقد تواجهكما أفكار يرفضها طرف بينما يراها الآخر رائعة، ولذلك اعملا معاً على وضع رؤية وقناعة موحدة، وأنكما على نفس الصفحة حول ما تريدان تحقيقه حتى لا تكتشفا في منتضف الطريق عدم التوافق على أمر كان يجب حسمه مسبقاً.
التأكد من التوافق كشركاء عمل
الصفات التي تجعل الناس أصدقاء لا تتطابق دائماً مع الصفات التي تجعل الناس شركاء أعمال رائعين. فقد يكون ميل صديقك للتأخر مُحتملاً في علاقة صداقتكما، ولكن هذه العادة نفسها قد تكون محبطة للغاية عندما يحدث نفس الشيء في اجتماع عمل مهم. لذلك، قبل بدء العمل مع صديقتك تأكدي أن لديكما نفس أخلاقيات العمل ونفس الأهداف. كوني صريحة مع نفسك وفكرّي بعمق حتى لا تخسري مشروعك أو تخسري صديقتك.
الاختلاف في الشخصيات
يجب أن يضيف شريكك المزيد من الخبرات والمهارات المتنوعة في العمل، فلا تختاري الصديق الذي لديه نفس مهاراتك أو ينفذ نفس مهامك، فذلك لا يؤدي إلى إثراء المزيد من الخبرات الجديدة، كما يفضل أن يتوافر الاختلاف في الشخصيات ليكمل أحدكما الآخر في العمل ويعوض النقص الموجود لديه.
الفصل بين العمل والعلاقة الشخصية
أهم ما يجب عليك فعله، هو الفصل بين المواقف الحياتية والعلاقة الشخصية التي تجمعكما وعلاقة العمل، حتى لا يصبح هناك تداخل بين ما هو خاص بالعمل وما له علاقة بحياتكما كأصدقاء بينكما أمور مشتركة ومواقف مضحكة ورحلات. فعليكما تخصيص وقت للصداقة بعيداً عن وقت العمل، مع الحرص على ألا تفسدي أي مشكلة أو عائق في العمل على التفاصيل التي تجمعكما. أنت بحاجة إلى ساعات أو أيام إجازة لمشاركة الأمور الشخصية، وخلال هذا الوقت الشخصي يُمكنكما المزاح والضحك وفعل أي شيء آخر اعتدتما أن تتشاركا فيه كأصدقاء. الأمر لا يعتبر صعباً، ولكنه يحمل كثير من التفاصيل التي يجب وضعها في الاعتبار للتمكن من إتمام عمل تجاري دوق قلق مع الأصدقاء.
الشفافية المالية
لا تسمحي لأموالك التجارية والشخصية بالاختلاط في أي وقت. بدلاً من ذلك، افتحي حساباً تجارياً يمكن لكليكما الوصول إليه، واتفقا أيضاً قبل بدء المشروع على أنه ستكون هناك شفافية كاملة فيما يتعلق بجميع جوانب الشؤون المالية للشركة، وبأنه لا يجوز لأي شريك في أي وقت أخذ الأموال من الشركة دون علم وموافقة الطرف الآخر. والأفضل تعيين محاسب أو وجود شخص ما يتعامل مع الأموال يساعد أيضاً في نزع الطابع الشخصي عن أي مشاكل مالية.
الحرص على التواصل الدائم والمستمر
عندما تكونين في حالة شك، تحدّثي سواء كنت قلقة بشأن شيء فعله شريكك أو تشعرينس بعدم الارتياح بشأن المشروع الذي تتعاملين معه، ولا تدعي المشاعر السلبية تتراكم لأنه عندما يتصاعد التوتر ويزداد، قد يصل الأمر إلى حدّ الخلاف والعدوانية. لا تدعي الأمور تصل إلى هذا الحدّ، وكوني حازمة وتحدثي عن مشاعرك بصدق.
إدارة الصراع
الصراع أو الخلاف أمر لا مفر منه، حتى بين أفضل الأصدقاء. الفكرة ليست في منع حدوث الخلاف، لكنها في الطريقة التي تتعاملين بها مع خلافاتك وهو ما يُسمى بإدارة الصراع. عندما يتعلق الأمر بالخلافات حول الأخطاء التي ارتكبها أحدكما أو الآخر، حاولي ممارسة التسامح، المرونة والانفتاح. فالخطأ حدث بالفعل، والفكرة هي مُحاولة ألا يتكرر ثانية، تذكرّي أن الجميع يخطئون وأسهل طريقة لقتل الشراكة والصداقة هي حمل الضغينة، بغض النظر عمّن هو المخطئ.