خاص "هي": تعرفوا على قصة نجاح رائدة الأعمال السعودية ريوف الرميح
أعطت رائدة الأعمال السعودية "ريوف الرميح" القيادة بُعدًا آخر في السعودية، فهي ليست برئيسة نمطية، بل انطلقت كقائدٍ حقيقي لشقِّ طريقها الخاص بعزيمة وإصرار، إذ استطاعت ريوف الرميح بإلهامها ورؤيتها القيادية أن تجمع فريقًا موهوبًا من الشباب السعودي لتقديم خدمات تسويق متكاملة للجهات الحكومية والشركات الخاصة والمنظمات غير الربحية في المملكة، من خلال مشروعها المتميز شركة "نثار" Nithar.. فلنتعرف على قصة نجاح رائدة الأعمال السعودية "ريوف الرميح" من خلال حوارها الخاص مع مجلة "هي".
كيف تصفين فلسفتكِ الخاصة في عالم ريادة الأعمال؟
فلسفتي في عالم ريادة الأعمال تعتمد على الابتكار والتفرد في تقديم الحلول، حيث أؤمن بأن النجاح يأتي من القدرة على التفكير خارج الصندوق وتقديم خدمات ومنتجات تلبي احتياجات السوق بطرق جديدة ومختلفة، ثم إنَّ التعلم المستمر والانفتاح على التجارب والخبرات العالمية يعدان ركنين أساسيين في فلسفتي، حيث اعتبرهما وسائل لتعزيز القدرة التنافسية والنمو المستدام، بالإضافة إلى ذلك، أؤمن بأهمية تمكين الآخرين وإلهامهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة، كما أن الالتزام بالقيم والأخلاقيات المهنية يمثل جزءاً لا يتجزأ من فلسفتي، لضمان بناء علاقات مستدامة وموثوقة مع العملاء والشركاء.
حدثينا عن التحديات التي واجهتها كإمرأة في هذا المجال.
كانت العقبات التي واجهتها متعددة الأوجه في مجال تنافسي يعج بالصعوبات، مما تطلب التغلب على النظرات المسبقة والتحديات الثقافية، عندما بدأت رحلتي بتأسيس "نثار" في عام 2012، كان عليّ إثبات كفاءتي والتميز عن المنافسين بتقديم خدمات ذات جودة عالية تلبي احتياجات العملاء بطرق مبتكرة ومتميزة.
يعد مشروعكِ مصدر إلهام لرواد الأعمال السعوديين.. ما هي المقومات التي ساعدت على تحقيق هذا النجاح؟
إن الرؤية الواضحة والطموح الكبير لتحويل نثار إلى قوة رائدة في مجال التسويق والإبداع يعد من أهم المقومات التي ساعدت على تحقيق نجاح المشروع، حيث كان لدي هدف محدد ورؤية استراتيجية تركز على التميز والريادة.. حيث قدمنا حلولاً إبداعية تلبي احتياجات العملاء بشكل فعال وتضمن رضاهم، مما جعلنا نبرز في سوق تنافسي.. وكان للدعم الحكومي دوراً محورياً في تهيئة البيئة المناسبة لتحقيق النجاح والاستدامة، مما جعلنا نتجاوز التحديات، ونحقق طموحاتنا بكل ثقة وإبداع.
حدثينا عن أبرز المحطات خلال مشواركِ في عالم ريادة الأعمال.
إن تأسيس شركة نثار في عام 2012 يُعد أحد أبرز المحطات في مسيرتي، كان هذا التحدي فرصة لإثبات نفسي وتقديم خدمات مبتكرة في مجال التسويق.. وخطوة التحول من شركة صغيرة إلى شركة متكاملة تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الإبداعية، بما في ذلك التسويق الاستراتيجي والرسوم المتحركة والتصميم، كانت محطة مهمة في مسيرتي.. ومحطة أخرى مهمة كانت مع بداية تطبيق رؤية السعودية 2030، التي فتحت آفاقاً جديدة ودعماً كبيراً لرواد الأعمال السعوديين، كما إن العمل مع جهات حكومية وخاصة كبيرة كان تتويجاً لجهودنا وإثباتاً لقدرتنا على المنافسة على أعلى المستويات.
تولين اهتماما خاصا لاحتضان المواهب السعودية.. حدثينا عن ذلك.
احتضان المواهب السعودية يمثل جزءاً رئيسياً من استراتيجيتنا في نثار، إننا نؤمن بأن الاستثمار في الشباب السعودي الموهوب هو المفتاح لتحقيق النمو المستدام والابتكار.. من هذا المنطلق، نحرص على توفير بيئة عمل تشجع على التعلم المستمر والتطوير المهني، حيث نتيح الفرص للموظفين لاكتساب مهارات جديدة وتطوير قدراتهم، كما نحرص على تقديم برامج تدريبية وورش عمل تساهم في تعزيز قدرات الموظفين ومواكبة التطورات العالمية في مجال التسويق والإبداع، وندعم أيضاً المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب والشابات السعوديين من تحقيق طموحاتهم المهنية، مما يسهم في خلق جيل جديد من القادة والمبتكرين في مجال الأعمال.
بناءً على تجربتكِ.. كيف تقيمين عالم ريادة الأعمال حاليا؟ وما هي رؤيتكِ المستقبلية حول ذلك؟
عالم ريادة الأعمال حالياً يشهد تطوراً كبيراً وتغيرات متسارعة، خاصة في المملكة العربية السعودية.. الدعم الحكومي المتزايد والمبادرات التي تندرج تحت رؤية 2030 أسهمت في خلق بيئة مشجعة ومحفزة لرواد الأعمال، وأصبح هناك وعي متزايد بأهمية الابتكار والاستدامة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتطور والنمو.. رؤيتي المستقبلية لعالم ريادة الأعمال تتجه نحو مزيد من التكامل بين التكنولوجيا والابتكار، حيث أرى أن التحول الرقمي سيؤدي دوراً محورياً في تشكيل مستقبل الأعمال.
يتوافق مشروعكِ مع كوننا في عصر تمكين المرأة وفق رؤية المملكة 2030.. كيف تصفين الأثر الذي خلّفه تمكين المرأة في نمو ريادة الأعمال في المملكة؟
تمكين المرأة وفق رؤية المملكة 2030 أحدث تأثيراً كبيراً في نمو ريادة الأعمال، وفتح المجال أمام النساء للمشاركة الفاعلة في الاقتصاد عزز من قدرتنا على تقديم حلول مبتكرة ومنافسة على أعلى المستويات.. ولم يقتصر هذا التمكين على الدعم المالي فقط، بل شمل أيضاً توفير الفرص التعليمية والتدريبية، مما ساهم في بناء جيل من النساء القادرات على القيادة والإبداع.. واعتبر أن مشروع "نثار" هو مثال حي على كيفية استفادة المرأة السعودية من هذه الفرص، حيث تمكنّا من تحويل رؤيتنا إلى واقع ملموس.
ما هي نصائحكِ للسعوديات الشغوفات في هذا المجال، ويطمحن لأن يكن رائدات أعمال ناجحات؟
نصيحتي الأولى للسعوديات الشغوفات وللشباب السعودي بشكل عام هي الإيمان بقدراتهم وعدم التردد في متابعة أحلامهم.. ريادة الأعمال تتطلب الشغف والإصرار، لذا من المهم أن تكون لديك رؤية واضحة لما تريده، وأن تعمل بجد لتحقيقه.. لا تدع التحديات تثنيك عن متابعة أهدافك، بل اعتبرها فرصاً للتعلم والنمو.
النصيحة الثانية التي أود تقديمها هي حث الشباب السعودي على الاستفادة من الفرص التعليمية والتدريبية المتاحة. التعلم المستمر واكتساب المهارات الجديدة هما مفتاح النجاح في أي مجال. احرص دوماً على بناء شبكة قوية من العلاقات المهنية، حيث يمكن أن تكون هذه الشبكة مصدر دعم وإلهام لك في مسيرتك الريادية.
ما هي طموحاتكِ المستقبلية؟
طموحاتي المستقبلية تتركز حول توسيع نطاق عمل نثار وتعزيز دورنا كرواد في مجال التسويق والإبداع على المستوى الإقليمي والدولي، وأسعى أيضاً إلى تحقيق المزيد من التميز والابتكار في الخدمات التي نقدمها، وتوسيع محفظتنا لتشمل تقنيات وحلول جديدة تتماشى مع تطورات السوق واحتياجات العملاء، كما أنني أطمح إلى الاستمرار في دعم وتمكين المواهب السعودية، من خلال توفير المزيد من الفرص التعليمية والتدريبية، والمساهمة في بناء جيل جديد من القادة والمبدعين.. وأهدف أيضاً إلى تعزيز دور المرأة في الاقتصاد، والمشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف رؤية 2030.
كلمة أخيرة..
أود أن أقول لكل رائد ورائدة أعمال سعودية أن النجاح ممكن، طالما هناك رؤية واضحة وإرادة قوية لتحقيقها.. لا تخافوا من الفشل، فكل تحدٍ هو فرصة للتعلم والنمو.. علينا جميعاً أن نكون جزءاً من بناء مستقبل مشرق ومزدهر لبلدنا.. كما أود أن أشكر كل من دعمنا في مسيرتنا، وأعبر عن امتناني لفريق العمل المتميز في نثار، الذين كانوا وما زالوا جزءاً أساسياً من نجاحنا.. معاً، سنواصل الابتكار وتقديم حلول إبداعية تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.
