خاص "هي": قوة التعاون العائلي.. 3 علامات عربية تثبت أن الحب قوة دافعة للنجاح 

خاص "هي": قوة التعاون العائلي.. 3 علامات عربية تثبت أن الحب قوة دافعة للنجاح 

مشاعل الدخيل
19 فبراير 2025

ما معنى الحب في عالم ريادة الأعمال؟ عندما نتحدث عن الحب بمختلف أشكاله، لا يمكننا تجاهل حب العمل، خاصة عندما يتداخل مع الروابط العائلية، مما يجعل المعادلة أكثر إثارة للإهتمام. فالشغف الذي نحمله تجاه عائلتنا، إلى جانب التحديات التي نواجهها في عالم الأعمال، يشكلان مسيرتنا ويعكسان التضحيات التي يقدمها رواد الأعمال. في هذا السياق، تستكشف "هي" بعض الأسرار العائلية وتكشف عن إجابات من قلب التجربة.

أخوات أو "موكهي سيسترز" ظهرن على الساحة بقصة إبداعية وحس أخوي مترابط منذ البدايات، ولعل هذا ما أبرز اسمهن على الساحة بشكل لافت جدا إلى جانب تصاميمهن الإبداعية والجريئة.

MUKHI SISTERS زينات ومايا ومينا موكهي، عفت كريديه


خاص "هي": قوة التعاون العائلي.. 3 علامات عربية تثبت أن الحب قوة دافعة للنجاح 

زينات موكهي هي المديرة الإبداعية، مينا هي المديرة التجارية. أما مايا، فهي المديرة العامة والمصممة. تقول الأخوات: "مع أكثر من 15 عاما من الخبرة في الصناعة، وبعد العمل عن كثب مع عائلتنا، تعلمنا الكثير عمّا يؤدي إلى النجاح. دروسنا الثلاثة الرئيسة هي: الأول البقاء مخلصين لمهمة العلامة، حتى عندما تحاول الظروف الخارجية أو التحـــــديات دفعنا بعـــيـــــدا عن المــــسار. والثاني ضمان الـــتواصل الواضــــح والمفــــتوح والسلــــس بين أفــــراد الفـــــريق وجميع المعنيين. والثالث بناء فريق قوي وداعم يساعد على تحويل رؤيتنا إلى واقع ويدفعنا نحو أهدافنا".

وحــــول العمل مع العائلة اتفقن جميعا على أن العمل في مشروع ريادي مع العائلة هو هدية حقيقية: "نحن محظوظات لأننا أخوات لا نثــــق ببـــعـضــنـا فحسب، بل نــــحــــن أيضا أفـــــضـــــل أصــــــدقـــاء لبعضنا البعــــض. قد لا نتفق على كل شيء، ولكن دائما ما تكون مصلحة العلامة ومصلحة بعضنا هي الأهم. وأما أسلوب العلامة، فهي تتخذ مسارا حيويا ومناسبا".

وعن منبع الإلهام يتحدثن عن والدتهن: "عفت كريدية هي مصدر إلهامنا الرئيس، فهي امرأة أعمال ناجحة صنعت نفسها بنفسها ومصممة لقطع جريئة ودرامية. للاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لنا، حصلنا على فرصة مذهلة للتعاون معها في مجموعة محدودة من الخواتم المصنوعة من الماس المعاد تدويره. كان التحدي تجربة مثيرة بالفعل، هذان الكلمتان تلخصان تعاوننا بشكل مثالي. شكلنا مع والدتنا مجموعتين قويتين، حيث نتمتع بقوة ورؤية للتصميم مختلفة تماما، لذا كان العثور على منطقة مشتركة تحديا بالتأكيد. ولكن كانت هناك طاقة إبداعية لا يمكن إنكارها. وكان الأمر أشبه برقصة إبداعية بين الأجيال، وكانت الطاقة مذهلة. كان هذا التعاون حقا نقطة فارقة بالنسبة لنا".

تتمحور فكرة علامة "سيسترز موكهي" حول الأسلوب الشخصي، الذي يتـــم التعبـــيـــــر عنه من خـــــلال المجـــــوهـــــرات الفـــــــاخرة. تقول الأخـــــوات: "بالنسبة لنا، تعكـــــس المجـــــوهــــرات شخصـــية الشخص الذي يرتديها. عنـــدما يقدر شخص ما التصميم الرائع، ولا يخشى التعـــبــــــير عن نفســـــه من خلال أسلـوبه، فهذا يدل على أنه صادق مع نفسه". غالبا ما يأتي مصدر الإلهام من قصص النجاح التي لا تروى.. تقول الأخوات: "نتلقى الكثير من الرسائل المؤثرة من عملائنا والتي يعبرون فيها عن مدى حبهم للتصاميم التي حصلوا عليها، وكيف أصبحت مجوهرات سيسترز موكهي تميمة حظهم، وكيف أن الناس يُستوقفونهم في الشارع ليُسألوهم من أين حصلوا عليها". ويضفن: "يبدو أننا استطعنا بناء مجتمع حقيقي لسيسترز موكهي. في كل مرة نشارك فيها في المعارض، يسألون عن كل واحدة منا، وهذا لمسة مؤثرة للغاية أنهم يتذكروننا. من خلال هذه الرحلة، بنينا صداقات متجذرة في الحب والاحترام المتبادل".

عزّة فھمي علامة مصرية أصيلة لا تستدعي أي مقدمات. أُسست علامة عزّة فھمي في عام 1969، إذ بدأت ساعية لإحياء تقنیات صناعة الحُلي التقلیدیة والحفاظ عليها، لتتحول لاحقا إلى اسم عالمي متميز في عالم الإكسسوارات والمجوهرات.

AZZA FAHMY عزّة فھمي وأمينة وفاطمة غالي

خاص "هي": قوة التعاون العائلي.. 3 علامات عربية تثبت أن الحب قوة دافعة للنجاح 

عزّة فھمي، المؤسسة والمدیرة الإبداعیة من رواد صناعة الحُــــــلي، اشــــتـــھـــــرت بشغـــــفــــهــــا بالــــحــــــرف الیدویة التقلیدیة وحرصھا على دمج السرد الثقافي في كل قطعة، وأسست القیم الجوھریة للعلامة التجاریة، ولا تزال مصدر إلھام في توجيه مسارها. ابنتها أمینة غالي هي المصممة الرئیسة للعـــــلامـــــة. تعكـــــس تصامیـــمــــها رؤیة معاصرة للتراث الذي تحمله العلامة. وبفضل حسھا الإبداعي، قادت إطلاق مجمـــــوعـــــة الحُلي الراقیـــــة الجــــدیــــــدة، وفي خطـــــوة تعكس تطور أسلوب عزّة فھمي مع الحفاظ على هويتها الثقافية.

أما فاطمة غالي، فهي الرئیسة التنفیذیة التي تمثل القوة الـــــــدافـــــعـــــة وراء توسّـــــع العلامــة، إذ لعبت دورا أساسيا في إيصــــــال عزّة فھــــــمــــــي إلى الأســـــواق العـــــالمــــيـــــــة. وبفــــضـــــــــل رؤیتها الاستراتیــــجـــیـــة، أصبحت العلامة رمزا عالمیا للحلي المستوحى من الثقافة المصرية.

في قلب حُلي عزّة فھمي یوجد حب عمیق للتراث والتصمیم. هذا الشغف هو ما دفع نجاح العلامة، بالنسبة للمصممة عزّة فھــــمـــــي، بدأ المـــــسار بحبــــھـــــا للتــــــراث المــــصري الثقافي الثري، الذي حولته إلى فن قابـــــل للارتــــداء ثم انتقلت إلى ثقافات تُــــــــروى من خلال التصمــــيم. طریقة أمینة الإبداعیة في التصمـــــيــــم تعـــــكس ارتــــبـــاطـــــھــــا العاطــــفي بالقصص التي تقف وراء كل قطعة، وهو ما یضمن أن تناسب جمھور العصر الحدیث. وكذلك، فإن التزام فاطمة بالحفاظ على تمیز العلامة التجاریة أثناء توسیع نطاقھا ینبع من شغفھا بمشاركة التراث وتعزيز الهوية الثقافية. إخلاصهن المشترك يظهر كیف یمكن للشغف أن یحوّل الرؤیة إلى عمل ناجح، لتروي كل قطعة قصة، وتثیر شعورا بالانتماء.

إحدى اللحظات التي نتذكرها وكان لها أثر عميق حصلت في 2003، كنا نستعد لافتتاح بوتیك في "أبراج الإمارات". بعد أن أنهينا جميع التجهيزات في المركز التجاري، عدنا إلى الفندق لنأخذ استراحة قصیرة قبل الحدث الكبیر. كل شيء كان یجري بسلاسة، أو هكذا اعتقدنا. عند عودتنا إلى المركز التجاري، فوجئنا بمشهد غیر متوقع تماما: فقد جرى إغلاقه بالكامل وإخلاؤه بسبب حالة طارئة. ومع بقاء ساعة واحدة فقط على الافتتاح، أصابنا الارتباك وبدأنا نحاول معرفة ما يجري. ولحسن الحظ، لم يكن الأمر خطيرا، واستطعنا إصلاح الموقف في الوقت المناسب. في تلك اللحظة، كان الوضع مرعبا، أما اليوم، فأصبح من المواقف المضحكة التي نرويها، نعرف أنه مهما حصل، كل شيء ینتهي بخیر".

وعن منظورهن حول الشركات العائلیة والتعاونات يجبن: في عزّة فھمي، نحرص دائما على اختیار شركاء یتوافقون معنا في القیم والمبادئ التي نؤمن بھا، ونسعى دائما إلى بناء شراكات طویلة الأمد. نؤمن بأن هذه الشراكات أو التعاونات تعزز نجاحنا، وتسمح لنا بالتفاعل مع ثقافات وأفكار جدیدة.

ويضفن: من الأمثلة المهمة على ذلك تعاوننا مع "المتحف البریطاني" الذي یعكس التزامنا بالمحافظة على التراث الثقافي من خلال فنون التصميم. وتعاوننا لمرتین مع "ماثیو ویلیامسون"، الذي جمع بین التصامیم الأنیقة والابتكار. وتعاوننا المستمر مع "بقجة"، بدأ مع نسیج یدوي خاص بهويتنا الجدیدة افتُتح في البوتیك الرئیس بالریاض، ثم قدمنا أساور تضامن للبنان، وقدمنا مجموعة عزّة فھمي وبقجة القابلة للارتداء التي ستُطلق في وقت لاحق من هذا العام.
واختتمن حديثهن معنا بالتأكيد على أهمية التعاونات: "تعزز هذه التعاونات التزامنا بالابتكار المستمر والحفاظ على هویة علامتنا، ویظھر كل تعاون فرصة لإحیاء التراث الثقافي بطرق معاصرة ومؤثرة".

لم تكن The Marzook Kitchen مجرد فكرة، بل كانت امتدادا لأسلوب حياتنا. هكذا افتتحت شوق المرزوق، شريكة مؤسسة للعلامة، حديثها معنا حول العلامة التي تشاركت في تأسيسها مع أخيها فهد المرزوق، ووالدتها هند الوزان. تقول شوق: "نشأنا في منزل يعشق الضيافة، حيث كانت التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق، فشغفي بالمطبخ والطعام كان واضحا منذ الصغر. تأثرت بوالدتي في حبها للطهي، وأردت أخذ وصفاتها التقليدية لأعيد تقديمها بلمسة عصرية من دون فقدان أصالتها. إلى جانب تطوير الوصفات، أعمل على إدارة العمليات وضمان تقديم تجربة طعام متكاملة، كما أشرف على التسويق لتعزيز هوية TMK.

TMK شوق وفهد المرزوق ووالدتهما هند الوزان

خاص "هي": قوة التعاون العائلي.. 3 علامات عربية تثبت أن الحب قوة دافعة للنجاح 

فهد المرزوق، منذ طفولته، كان لديه موهبة فريدة في تنسيق ديكور المنزل، من اختيار الزهور إلى ترتيب الطاولات بأسلوب فني يخلق أجواء دافئة ومميزة. واليوم هو المسؤول عن كل ما يتعلق بالإبداع والجماليات في TMK، سواء في التسويق أو اختيار المنتجات، أو إبراز الهوية البصرية التي تميزنا.

والدته هند الوزان هي القلب النابض للمطبخ بخبرتها الواسعة في إعداد الوصفات الأصيلة. وهي التي تضمن أن يبقى الطعم متجذرا في التقاليد، بينما يضيف فهد وشوق لمساتهما الخاصة ليرتقيا به إلى مستوى جديد.

"بعد سنوات من تطوير الفكرة، قررنا أن نحول شغفنا إلى مشروع حقيقي، فأطلقنا TMK العام الماضي ليكون امتدادا لتجربتنا الإبداعية من مارزوك إلى مائدتكم. رؤيتنا كانت واضحة: أن نقدم تجربة ضيافة تعكس أسلوبنا الفريد، حيث يكون الطعام فنا، والتقديم تجربة متكاملة. ولهذا اخترنا شعارنا: "من بيتنا لبيتك"، إذ نحافظ على الطعم التقليدي مع تقديم تجربة طاولة راقية تليق بجمال الضيافة العربية".

تعلق شوق عن قوة التواصل في ريادة الأعمال، وخاصة دور الحب والشغف في تطوير المشاريع قائلة: "النجاح في ريادة الأعمال لا يعتـــمـــــــد فقط على فكـــــرة قـــــويـــــة، بل عـــلى الشــــغــــــف الذي يحـــركـــها. TMK لم يكن مجرد مشروع، بل كان وسيلتنا لمشاركة حبنا للضيافة مع الآخرين".

وتضيف "باعتبارنا عائلة، نملك لغة تواصل خاصة بنا، حيث نكمل بعضنا البعض بشكل طبيعي. فهد يرى الجمال في التفاصيل، أنا أرى النكهة كجزء من التجربة الكاملة، ووالدتي تضمن أن تظل النكهات أصيلة. هذا التناغم جعلنا نقدم تجربة لا تشبه غيرها".

وعن الشــغــــف تـــــقـــــول شوق: "الشـــــغـــــف يظـــــهـــــر في كل جزء من التفاصيل، من طريقة تنسيق الطاولة إلى اختيار المكونات، وحتى طريقة تقديم الأطباق. عندما يرى الناس شغفك، فإنهم يشعرون به، ويصبحون جزءا من رحلتك". وعن بداية التجربة الحقيقية التي عاشتها شوق مع عائلتها تقول: "منزلنا كان دائما مليئا بالضيوف، وكان الطهي وتنسيق الطاولات جزءا من طريقتنا في التعبير عن الحب. فهد كان دائما مهتما بأن يكون كل شيء جميلا، من الطاولة إلى الزهور، وحتى توزيع الإضاءة، بينما كنت أركز على أن يكون الطعام بمستوى الجمال نفسه في الطعم والتقديم".

وعن التجارب الملهمة التي هي أساس أي علامة تتحدث شوق عن لحظة إدراك عاشتها أثناء إحدى المشاريع: "أتذكر يوما أننا كنا نحضّر لعشاء خاص، وكان فهد يعيد ترتيب الطاولة مرات عدة حتى وصل إلى التنسيق المثالي، بينما كنت أجرّب طريقة جديدة لتقــــديـــــم أحـــــــد الأطـــــبـــــاق. في تلك اللحــــظــــــة، أدركنـــــــا أن TMK لم يكن مجرد فـــكــــــرة، بل كان امتـــــدادا طبـــــيـــــــعــــيــــــــا لما كنا نفــــعـــلــــــه طــــوال حياتـــــنـــــا. أردنا أن نــــنـــقـــــل هذه التـــجـــــربة إلى الناس، ليشعروا كأنهم جزء من منزلنا".

وعن مستــــقـــبــــل ريـــــــادة الأعــــمـــال في 2025 وكيفية دمج الأناقة مع الطعام تقول شوق: "نحن نرى توجها واضحا نحو دمج الموضة مع الطعام، وهو ما نفذناه في TMK، إذ يأتي هذا الدمج من إيماننا بأن تجربة الضيافة لا تقتصر على المذاق فقط، بل تشمل الجماليات، والتفاصيل، والإحساس بالفخامة".

وتضيف: "في 2025 نركز على إطلاق منتـــــجات موسمية جديدة في كل من عالم الموضة والطعام، وابتكار حملات رقمية إبداعية تربط بين التجربتين بطريقة مثيرة وملهمة. نحرص على تقديم تجربة متكاملة تجمع بين الذوق الرفيع والتقديم الفاخر، سواء كان ذلك من خلال تصميم أزياء تعـــكس روح الضيافة أو من خلال تقديم أطباق مستوحاة من أحدث توجهات الموضة".

واختتمت حوارها معنا قائلة: "نحن في TMK نؤمن بأن المستقبل هو في الجمع بين هذه العوالم المختلفة لإنشاء تجربة فريدة تجعل من كل لحظة ذكرى لا تُنسى".