
بمناسبة يوم التأسيس.. أبرز السيدات السعوديات اللواتي ساهمن في كتابة تاريخ المملكة
الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود

قامت الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود" شقيقة الملك عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله-، بأدوار إنسانية واجتماعية تاريخية، ما قبل مرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية وما بعدها، وكانت عونًا للملك عبدالعزيز حيث كان لها رأي ومشورة في بعض القضايا الاجتماعية، ولعبت دورا كبيرا في شحذ همّة أخيها وتحفيزه في السعي نحو توحيد البلاد، حتى إنه كان يعتز بها ويردد في المواقف الصعبة التي تحتاج الى الجسارة والحكمة قائلًا "انا اخو نورة" كما كان يردده في حرب توحيد المملكة، وتميزت الأميرة نورة بشخصيتها، فهي على قدر عال من الفطانة والطموح، وقد اشتهرت بالشجاعة وقوة العزيمة والذكاء والفصاحة وبعد النظر، وكان الملك عبدالعزيز يثق فيها ويوكل إليها الإشراف على شئون العائلة وإدارة القصر، كما كان يسند إليها استقبال زائرات المملكة الأجنبيات وبعض نساء الأسر الحاكمة في منطقة الجزيرة العربية، كما تعد رائدة تعليم المرأة في المملكة، وتقديرا لمكانة الأميرة نورة وتميزها واعترافا بدورها في ريادة تعليم بنات بلدها، أُطلق اسمها على جامعة الأميرة نورة والتي تعد أكبر جامعة للبنات في العالم.
الأميرة سارة بنت أحمد بن محمد السديري

الأميرة "سارة بنت أحمد بن محمد السديري" هي زوجة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي، ووالدة الملك عبدالعزيز، وكانت من أكمل النساء عقلاً وتدبيراً، إضافة إلى إبداعها الشعري، وكانت خير معين وسند للمؤسس حين عزم على توحيد المملكة، وكان لها دوراً كبيرا في شحذ همته وتقوية عزيمته عندما عزم على استعادة ملك آبائه وأجداده، كما قاسمت زوجها الإمام عبدالرحمن بن فيصل الاغتراب عن الوطن بعد موقعة المليداء عام 1308هـ، حيث تجملت بالصبر وتحمّلت الصعاب مع زوجها، وكانت خير رفيقة له في ترحاله، وأحاطت أبنائها بعنايتها ورعايتها، وعملت على تربيتهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة، وكان الملك يذكرها ويشيد بما كان لها من فضل عليه في كل مناسبة.
الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود

الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود، ابنة الإمام فيصل بن تركي، وعمة الملك عبدالعزيز، والتي كان لها دور في تنمية روح العزيمة ودفع الملك عبدالعزيز إلى استعادة ملك آبائه وأجداده، وهو الذي قال عنها: "لقد كانت تحبني فيما أعتقد أكثر مما كانت تحب أولادها أنفسهم" وكانت تقول له: "عليك أن تحيي عظمة بيت ابن سعود"، وكان الملك عبدالعزيز يعتمد عليها في تعليم النساء في قصره، كما كان يستشيرها في بعض شؤونه نظرا لخبرتها وسعة إدراكها، ومن إسهاماتها الخيرية أنه كان لها وقف لزينة العروس يتمثل في تقديم ثوب وبعض القطع الذهبية للمقبلات على الزواج، كما كان لها مسقاة ماء بجوار سور دخنة، كانت تعد من أشهر مساقي الرياض في وقتها.
الأميرة موضي بنت سلطان بن أبي وهطان

تعد "موضي بنت سلطان بن أبي وهطان" إحدى السعوديات اللواتي وضعن بصماتهن في تاريخ السعودية، فهي زوجة الإمام "محمد بن سعود" وأم أولاده، ولقد عُرف عنها الحكمة ورجاحة العقل، واهتمت بالعلم والاوقاف وكان لها وقف شهير في حي الطريف وهو "سبالة موضي"، وهي أول امرأة تحدث المؤرخون عن دورها في مناصرة الدعوة الإصلاحية، والمساهمة في دعم الحركة العلمية في تلك الحقبة من خلال تشجيعها لطلاب العلم، فيما ارتبط اسمها بإحدى المعالم التاريخية التراثية وهو "سبالة موضي" أول وقف خيريّ في تاريخ الدولة السعودية، والذي بُني بأمر من ولدها الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وفاءً وبرًا بوالدته وتخليدًا لأخلاقها الكريمة، حيث كانت السبالة التي أقامتها الأميرة موضي وقف لخدمة المسافرين والوافدين إلى الدرعية طلبا للعلم أو للتجارة وغيرها، فوفرت المسكن الآمن لعابري السبيل من مختلف أقطار شبه الجزيرة العربية، كأول وقف خيري مجتمعي في الدولة السعودية الأولى، كرمز لحب الخير للغير، وللعطاء المنقطع النظير الذي تأسَّست عليه المملكة.
غالية البقمية
"غالية البقمية" هي غالية بنت الشيخ عبدالرحمن بن سلطان البدري البقمي وزوجة الشيخ حمد بن عبدلله بن محي البقمي شيخ أهل تربة من قبائل محاميد البقوم، حيث كانت من قبيلة البقوم -التي تقطن في تربة وهي من بادية ما بين الحجاز ونجد-، والتي تعد واحدة من نساء المملكة الشهيرات كنموذج للشجاعة والآنفة، والتي ذاع صيتها ونسجت قصصاً بطولية في مجتمع الدولة السعودية الأولى، وتعد من مناصري الدولة السعودية الأولى ومؤيديها، فهي المرأة التي وقفت بكل شجاعة وحزم ودفاع في المعركة ضد حملة محمد علي باشا الغازي على تربة، وقيل عنها "أمست دار غالية خالية"، واشتهرت بسداد الرأي، كما تولت الأمور القتالية في الحروب من إشراف وتوجيه ووضع الخطط الهجومية لأهل قبيلتها المحاربين، وفازت بأكثر من معركة، ولقد ذُكر اسمها في المخطوطات التركية، وقد سخرت البقمية ثروتها وأملاكها لخدمة المدافعين عن الوطن والتصدي لحملات الدولة العثمانية المعتدية، كما عُرفت أيضاً بالكرم، وكان بيتها مقصداً للمحتاجين والفقراء وملجأ لرجال الدولة السعودية الأولى المخلصين، وعني الكثيرون من المؤرخين بقصتها ومواقفها، ومنهم المؤرخة والأكاديمية البروفيسورة "دلال بنت مخلد الحربي" التي أصدرت كتاب بعنوان "غالية البقيمية".
موضي بنت سعد بن عبدالله الدهلاوي

اشتهرت الشاعرة موضي بنت سعد بن عبدالله الدهلاوي بالفخر والاعتزاز، الذي يمتزج بشعرها الحماسي المغلف بالتباهي بالفرسان والغزاة، والتي دعمت المدافعين على الصمود أمام القوات المعتدية وبثت فيهم روح الحماسة والقوة، وكانت نموذجاً أدبياً ناتجًا عن ما كانت تحظى به المرأة في الدولة السعودية الأولى من ثقافة وتعليم وتعلم أصول الدين والمعرفة وذلك بحرص واهتمام من أئمة الدولة السعودية الأولى آنذاك، وتعد من أبرز الشاعرات اللاتي حفظت الذاكرة التاريخية لهن قصائدهن الحماسية، إذ شَجّعت المدافعين بالصمود أمام القوات العثمانية المعتدية في حصار الرس، وارتبط اسمها بالعرضة النجدية، حيث أن أقدم قصيدة "عرضة" موثقة في عهد الدولة السعودية الأولى كتبتها الشاعرة موضي الدهلاوي، وكان من أبرز قصائدها قصيدتها الحربية التي تقوى بها السعوديون آنذاك في مواجهة القوات المعتدية، والتي بَعثت بها إلى الدرعية لتبث فيهم العز، والفخر وروح الحماسة في جندها.
الصور من مواقع وحسابات الدرعية.