ماء الورد وجوه وسفيرات
عرف مفهوم السفير عبر التاريخ تطورات عديدة لها علاقة وثيقة بمفهوم الدبـلومــاســــيــة، الـذي عرف بدوره تغيرات مختلفة. فمن الكـلمة اليــونانية إلى اللاتينية، أصبحت الدبلوماسية تعني الوثائق الرسمية التــي يحمــلها الشـــخص المفـــــــوّض والمبعوث لتمثيل بلاده، وكان الإسبان أوّل من استخدم كلمة "سفير" أما عند العـرب، فاستُعملت كلمة "سفارة" لتعني الرسالة، أي التوجّه والانطلاق إلـى الشعب بغية التفاوض من أجل إصلاح الأمور. من هنا نفهم أن السفير عليــــه أن يتحــــلّى بالدبلوماسيـة، وأن يستعمل الذكاء والكياسة في إدارة العلاقـــات الرســميــة بين الدول، وأن يتّصف بدرجة عالية من الحكمة في التعامل والحنكة في التفاوض، إضافة إلى إتقان لغات أجنبية.
لمدّة طويلة من الزمن، كان هذا المنصب حكرا على الرجال. وعليه نعطي مثلا الولايات المتّحدة الأمريكية التي أُسست في عام 1776، وتعتبر أكبر قوة في الغرب، فهي لم تعيّن امرأة سفيرة إلا بعد مرور 173 عاما على استقلالها. وقتها، عيّن الرئيس "هاري ترومان" في عام 1949 السيدة "يوجيني مور أندرسون" سفيرة أمريكية في الدنمارك.
ولطالما تميّزت المرأة السعودية بالصفات المطلوبة في العلاقات الدبلوماسية من حكمة وشجاعة إلى حنكة وصلابة، وهو ما دفع بالقيادة الحكيمة للمملكة إلى تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود في عام 2019 أول امرأة تشغر منصب سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة. كما كانت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود أول سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الدول العربية. أما ثاني امرأة تُعيّن سفيرة لخادم الحرمين الشريفين، فهي آمال بنت يحيى المعلمي في النرويج؛ والسفيرة الثالثة هي إيناس بنت أحمد الشهوان، سفيرة خادم الحرمين الشريفين إلى السويد. وفي يناير من هذا العام، عُيّنت هيفاء بنت عبدالرحمن الجديع أول سفيرة ورئيسة للبعثة السعودية إلى الاتحاد الأوروبي وإلى الجمعية الأوروبية للطاقة الذرية، إلى جانب تعيين نسرين الشبل سفيرة في فنلندا.
وجوههن ترفع عاليا راية المملكة المطبوعة على جبين كل منهن، وتعكس في عيونهن عشق الوطن وأرض الخير.