الإعلامية ورائدة الأعمال سارة مراد تكتب لـ"هي": الحب يولّد الحب
من الصعب جدا أن يتحدث الإنسان عن الحب، لأنه مفهوم يختلف من شخص لآخر، بل قد تتغير حتى فكرة الشخص نفسه عن الحب مع مرور الوقت والخبرة وتجارب الحياة.
ولكن في تجربتي الشخصية، تعلمت معنى الحب الحقيقي عندما بدأت أحب نفسي وأقدّر ذاتي. من خلال هذا الحب، أدركت أن صحتي هي أولويتي، وهذا يتجلى في اختيار تغذية صحية ولذيذة أستمتع فيها بالمكونات الطبيعية، وممارسة رياضة أحبها لا أشعر بأنها واجب، إضافة إلى استثمار وقتي في عمل جديد أو مشروع جديد، وتمضية الوقت مع أشخاص يضيفون البهجة والحب إلى حياتي، وتجربة أشياء جديدة تضيف الحماس إلى أيامي.
بهذا الحب، يصبح الإنسان سعيدا مكتفيا، ينعم بالسلام الداخلي، فلا يكون هناك مكان أو وقت للأحقاد أو الغيرة أو أي مشاعر سلبية تستنزف طاقته.
عندما وصلت إلى هذه المرحلة، تعلمت أن أكون أما أفضل لابنتي، وأن أكون لها الحضن الدافئ والأذن الصاغية لكل احتياجاتها.
شعر بالسعادة عندما أرى نجاحها، وأمتلئ فخرا عندما تمر بموقف وتعرف كيف تتصرف بحكمة. فهذا هو واجبنا الأهم بصفتنا آباء وأمهات، وهو أن نجهز أبناءنا للحياة، فنمنحهم الثقة عندما يصلون إلى سن معينة ويغادرون المنزل ليبدؤوا حياتهم المستقلة بثبات وقوة. لقد مررت بظروف صعبة جدا، لكن حبي لابنتي كان أكبر دافع لي كي أتعلم، وأقوى، وأقف على قدميّ مرة أخرى. ونصيحتي لكل أم وأب هي أن يستمتعوا بكل لحظة يمضونها مع أولادهم. التربية بلا شك مهمة، لكن الذكريات الجميلة هي التي تبقى خالدة وداعمة في كل المواقف.
حبي الجديد لزوجي يحمل نكهة خاصة ومميزة، لأنه لم يخطر ببالي أنني سأقرر الزواج مرة أخرى. ولكن الصدفة الجميلة جمعتنا في الوقت المناسب وللأسباب الصحيحة. ورسالتي لكل امرأة مرت بتجربة انفصال أو علاقة مؤلمة: سامحي الحب. إن الشخص الذي سبب لك الأذى، جاء إلى حياتك لسبب، وأنت الآن أفضل وأقوى.
لذلك، سامحي الحب، لأن الحب جميل، الحب سند، والحب يجعلك تعطين حبّا أكبر للناس من حولك، ولعملك، ولحياتك.
كل الحب لكم، سارة.
