النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم خديجة البستكي تكتب لـ"هي": المصممات المبدعات يعززن مستقبل قطاع الأزياء في المنطقة

النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم خديجة البستكي تكتب لـ"هي": المصممات المبدعات يعززن مستقبل قطاع الأزياء في المنطقة

مجلة هي

يــــــقف قطاع الأزياء العالمي في عام 2025 أمام مستقبل متغير، إذ تشير التوقعات في الكثير من الأسواق العالمية إلى محدودية نمو هذا القطاع وارتباط سلوكيات المستهلك بالأسعار، بما يحفز العلامات التجارية على الابتكار والإبداع وتعزيز مرونتها. ومع ذلك، تشهد منطقتنا نموا بارزا في هذا الإطار يسهم في تعزيز مرونة السوق وقدرته على التكيف مع التغيرات المستمرة.

تــــشــهـــد دول المنطـــــقة وتحـــــديدا دولة الإمــــارات العربــــــــية المتحدة نموا ملحوظا في قطاع الأزياء، وتشير التوقعات إلى نمو سوق الأزياء بمعدل سنوي مركب يبلغ 5 في المئة بين عامي 2024 و2028، ليتجاوز بذلك معدل النمو العالمي المقدر بنسبة 3.7 في المئة. وتأتي في طليعة هذا التوجه نخبة من المصممات الموهوبات والطموحات، اللواتي تسهم قدراتهن الإبداعية وحنكتهن في مجال إدارة الأعمال في ترسيخ مكانة دبي عاصمة عالمية للأزياء.

وبحــــكم عمـــلي في حي دبي للتـــصميــــــم، أرى الـــــدور المحوري الذي تلعبه المصممات الموهوبات ورائدات الأعمال في الارتقاء بقـــــطاع الأزيـــــاء، بما يعــــكس التــــنوع الثقـــــافي والقيم الاجتماعية التي تتفرّد بها منطقتنا. وتسهم هذه الكوادر في قيادة الحوار البنّاء حول الاستدامة والبيئة والهوية الثقافية والأثر الاجتماعي، بينما تواصل ابتكار تصاميم تحاكي أذواق الجميع.

وقد نجــــح حي دبي للتصميم خلال العقد الماضي في توفير منصة رائدة تتيح لمجموعة متنامية من المواهب المحلية والإقليمية والعالمية النمو والتعاون للارتقاء بقطاع الأزياء والتصميم. فتسعى علامة Dima Ayad مثلا إلى تصميم أزياء مميزة وأنيقة تنال استحسان قاعدة واسعة من محبّي الموضة، عبر ابتكارها تصاميم ملائمة لمختلف المناسبات والأذواق. وتُعدّ علامة Faiza Bouguessa الموجودة في حي دبي للتصميم من أبرز علامات الأزياء المناسبة لكل ذوق في المنطقة، والتي تشكل قطاعا فرعيا يشهد نموا متسارعا على مستوى العالم. وبذلك، تحقق علامتا الأزياء Dima Ayad وFaiza Bouguessa نجـــــاحــــــا كبـــــيرا، وتسهمان اليوم في تغيير السردية القائمة ضمن قطاع الموضة في المنطقة. وبادرت المصممة مريم يحيى صاحبة علامة Mrs Keepa إلى إطلاق علامتها للأزياء الجاهزة والمستدامة، في ظل تركيزها بشكل كبير على استخدام المواد المستدامة في تصميم مجموعتها الملائمة لمختلف المناسبات، فضلا عن اهتمامها بالإنتاج على نطاق صغير والحد من النفايات. وأظهرت علامة Lama Jouni كذلك التزامها الراسخ بالاستدامة، عبر حـــــرصــهـــــا على استخـــــدام الأقـــمـــشـــة القابلة للتحلّل وتصــمــــيــــم عدد محدود من الأزياء والـــــحـــــد من النفايات.

ولا تقل المساهمة الاجتــمـــــاعية لعلامة BLSSD شأنا عن مســــاهمة عــــــلامتي Mrs Keepa وLama Jouni. فــــــقد أطلــــقـــت صــــاحبـــــــة BLSSD علامتـــــها لتوفـــــير الدعم المالي لمســـــاندة مرضـــى السرطان، حيث تسهم هذه العلامة في الارتقاء بالمعايير الأخلاقية ضمن قطاع الأزياء وتعطي الأولوية لممارسات التصميم المستدامة، وتفضل التعاون مع الشركات الصغيرة.

وفي إطـــــار التوجه المتزايــــد نحــــو تعـــــزيز الحوار بين التراث والثقافة في عصرنا الحديث، أطلقت المصمّمة الإماراتيــــــــة هبة الجسمي علامتها Heba Jasmi للأزياء المصممة حسب الطلب، والتي لاقت استحسانا كبيرا من الحاضرين عند مشاركتها للمرة الأولى في أسبوع دبي للموضة في سبتمبر الماضي. وتلقي تصاميمها المعاصرة والمميزة الضوء على الإرث العربي العريق والإتقان العالي لدى المصممين العرب، بما يمنحها هوية بارزة ومبتكرة في عالم التصميم.

ولا شك في أن ما يميز هذه النخبة من المصممات ليس قدراتهن الإبداعية فحسب، بل أيضا إدراكهن التام لواقع أن مسؤوليتهن تتخطى حدود المظهر الخارجي ومعايير الجمال والأنـــــاقة، لتـــــشمل دورهــــــن البـــارز في تحـــــويل منصاتهن إلى أداة فعالة لإحداث فرق اجتماعي وبيئي ملحوظ. وتُعدّ مجموعة الأزياء التي قدمتها علامة Mrs Keepa في نسخة سبتمبر 2024 من أسبوع دبي للموضة خير دليل على الجرأة والإبداع في التصميم. فقد تخطت هذه العلامة حدود عروض الأزياء التقليدية على منصات العرض، لتقدم تجربة سينمائية آسرة تسلط الضوء على أهمية الصحة النفسية والجسدية للعاملين في القطاع. وتلعب المنصات العالمية الرائدة على غرار أسبوع دبي للموضة دورا محوريا في إبراز مثل هذه المواهب أمام نخبة عالمـــــية من وسائـــــل الإعلام والأسواق والجهات الراغبة في الشراء. وقد شارك في نسخة خريف وشتاء 2025 – 2026 من أسبوع دبي للموضة، والتي تم تنظيمها في حي دبي للتصميم خلال الأسبوع الأول من فبراير 2025، علامات رائدة على شاكلة Zeena Zaki وDima Ayad وMrs Keepa وLama Jouni وBLSSD، والتي عكست مجموعاتها دور المصممات في تسليط الضوء على مسائل اجتماعية وبيئية جوهرية.

ولا شـك في أن الخطط والمبادرات الحكومية الاستراتيجية، مثل أجندة دبي الاقتصادية D33 واستراتيجية قطاع التصميم 2033، تلعب دورا حيويا في تسريع وتيرة النمو والاستثمار في الاقتصاد الإبداعي، بما يسهم في وضع الركائز الأساسية لإطلاق المزيـــــد من المواهب ورواد الأعمال المبدعين من المنطـــقة إلى كافة أنحاء العالم.

فقد اختتمنا بنجاح فعاليات نسخة مميزة من أسبوع دبي للموضة بالتعاون مع مجلس الأزياء العربي، واستضفنا النســــخة الافــــتـــــتاحية من قــــــمّة "فاشن فيوتـــــــــشرز دبي" بالشراكة مع مجلة "فوغ بيزنس"، والتي شاركت فيها نخبة من قادة الفكر في المنطقة لمناقشة مستقبل قطاع الأزياء، وأصدرنا تقريرا يسلّط الضوء على الفرص الناشئة ضمن قطاع الأزياء في المنطقة بالتعاون مع مؤسسة "بيزنس أوف فاشن"، وما زلنا في الربع الأول من عام 2025.

ختاما، تعكس مثل هذه الإنجازات نجاح دبي عاما تلو الآخر في ترسيخ مكانتها الرائدة باعتبارها وجهة عالمية بارزة للأزياء. وأنظر اليوم بكثير من الأمل والتفاؤل لما يحمله عام 2025 من فرص وإمكانات واعدة سيوفرها حي دبي للتصميم للمواهب الناشئة والقائمة في هذا القطاع. ولا تسهم المصممات الموهوبات اليوم في طرح سردية تعكس هوية المنطقة وقدراتها الإبداعية العالية فحسب، بل تحرص أيضا على إسهامها في رسم معالم مستقبل واعد لقطاع الأزياء الإقليمي والعالمي.