كلمة رئيسة التحرير: عصر التمكين والازدهار
أقول للجيل الجديد: أنا الآن جزء منكم، اجتزت هذه المرحلة، وعشت في عصر التمكين والازدهار، فلا تقللوا من سقف طموحاتكم، عبّروا وادرسوا واجتهدوا وانتهزوا كل الفرص الموجودة، وبإذن الله سوف تحققون أحلامكم".
اخترت أن أبدأ مقالتي للعدد الذي بين أيديكم بهذه الكلمات الملهمة من نجمة غلافنا الشابة الملهمة ريانة برناوي، أول رائدة فضاء سعودية، والتي ستكون من دون أدنى شك مصدر إلهام للأجيال الحالية والقادمة، وخاصة تلك التي تسعى لتحقيق ذاتها، ليس في المملكة العربية السعودية فقط، بل في كل أرجاء المنطقة العربية والعالم. وستلاحظون من خلال هذا الحوار وإجاباتها الصريحة عن الأسئلة أنها تعتز وتفتخر بتجربتها الثرية في عالم الفضاء، لأنه بالنسبة لها يجمع شغف الأبحاث، وشغف الاستكشاف. وأسعدتني جدا صراحتها وثقتها بنفسها عندما قالت: "لقد وصلت إلى مرحلة أستطيع فيها القول: أنا الآن أستطيع أن أخدم البشرية بأكملها، وليس بلدي فقط".
تابعنا كصحفيات وأسرة تحرير وكسيدات وشابات كل تفاصيل قصة ريانة منذ لحظة الإعلان عن اختيارها من قبل الهيئة السعودية للفضاء ضمن طاقم AX-2 مع زميلها علي القرني للرحلة إلى محطة الفضاء الدولية ISS. ومنذ تلك اللحظة كان لدينا هاجس الانفراد بلقاء خاص معها، وهنا أعترف لكم بأن هذا الأمر لم يكن سهلا أبدا بسبب انشغالها الدائم بالتحضيرات والإعداد لهذه المهمة الاستثنائية.
المسيرة الشخصية والمهنية لريانة حافلة وغنية، وأهّلتها فعليا لأداء التجارب في الفضاء الخارجي بكفاءة عالية، فهي تتمتع بخبرة عالية في برامج إعادة هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة، وعملت على تحسيـــــن بروتوكــــــولات البحــــث، واستكشاف الكثير من التقنيات، وإدارة الكثير من مشاريع أبحاث سرطان الثدي.
ندعوكم في هذا العدد الذي اخترناه ليحمل في محتواه نظرة مستقبلية لجوانب عديدة من حياتنا، إلى قراءة اللقاء الذي أجرته زميلتنا مشاعل الدخيل مع الملهمة ريانة.
هذا اللقاء يجيب عن الأسئلة التي قد تخطر على بال أي منا.. لحظات صعود المركبة ولحظات هبوطها.. ردة فعل أهلها عندما جمعتهم لتخبرهم عن المهمة، وتأثير والدها في حياتها وتنمية شخصيتها الاستكشافية التواقة إلى المعرفة، ووالدتها التي شجعتها على تحقيق ما ترغب فيه، والتحضيرات التي سبقت المهمة، حيث طلب منها دراسة الهندسة الميكانيكية، وأن تتعلم كيفية تشغيل المركبة.
سعيدة وفخورة جدا بريانة التي حققت أحلام الكثيرات، وقد حاولت جاهدة مع أسرة التحرير على اختيار هذا العنوان المختصر الأفضل ليتصدر مقدمة الحوار والغلاف، لأنه فعلا يعبر عما في داخلها وداخلنا جميعا: "أعتز بأنني أخذت معي إلى الفضاء أحلام وطموحات المرأة السعودية والعربية".