ميساء الخياط أول مهندسة سعودية في الميكاترونيكس لـ"هي": تمسكت بدراسة هذا المجال بكل إصرار!
في اليوم العالمي للمهندسات، نشارككم لقاءنا المحفز والملهم مع المهندسة الشابة ميساء عبدالجبار الخياط أول سعودية تدرس تخصص هندسة الميكاترونيكس من جامعة California State University, Chico في الولايات المتحدة الأمريكية.
تحدثنا ميساء عن هذه التجربة بقولها:" منذ أن كنت أدرس في مرحلة الثانوية وأنا مهتمة بالعلوم والهندسة وكنت أشارك في البرامج الصيفية الخاصة بالعلوم من Intel ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع".
وعلى الرغم من أن ميساء كانت الأولى على مدرستها عندما تخرجت من الثانوية، إلا أن حلمها بالحصول على فرصة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لتحصيل درجة البكالوريوس في تخصص الميكاترونيكس تبدد بسبب الدرجة التي حصلت عليها في اختبار التحصيلي".
لم تسمح ميساء بهذا الأمر أن يقف عقبة في طريقها، ولذا قامت باتفاق مع عائلتها بأنها سوف تدرس مؤقتا في جامعة الملك عبدالعزيز حتى تجمع عبر العمل الكادح المال الكافي لتغطية تكاليف دارستها بالخارج. تخبرنا ميساء عن ذلك بقولها:" عملت كموظفة مبيعات لمستحضرات المكياج في متجر وجوه Faces وعلى الرغم من أني لست مهتمة شخصيا بهذا المجال إلا أني حققت المركز الأول بين زميلاتي في المبيعات وتعلمت شيئا فشيئا فنون رسم المكياج حتى أصبحت بارعة فيه، مما ساعدني كثيرا في تحقيق هدفي بجمع مبلغ مالي أنطلق به نحو دراسة شغفي الحقيقي في هندسة الميكاترونيكس".
تضيف ميساء بقولها:" لم يكن المبلغ المالي الذي جمعته كافيا لتغطية نفقات دراستي في أمريكا ولذا بحثت عن خيارات أخرى ووجدت التخصص في جامعة بالصين وبتكلفة تناسب إمكانياتي" وتكمل بقولها:" عندما تبيّن لعائلتي أني جادة وعازمة على هذا الأمر، قام والداي باقتراض المبلغ لتحقيق حلمي ودعم مسيرتي الدراسية في أمريكا. وبالفعل، تم قبولي في جامعة California State University, Chico في الولايات المتحدة الأمريكية".
أما عن اكتساب اللغة الانجليزية تخبرنا ميساء:" لم تكن لغتي الانجليزية تؤهلني لدراسة أكاديمية في هذا التخصص، ولذا التحقت بدورات تعليمية للغة الانجليزية لمدة 5 أشهر قبل أن أنضم إلى الجامعة". وتضيف" قدمت بعدها طلبا إلى الملحقية الثقافية السعودية لإلحاقي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي".
وتخبرنا عن ذلك ضاحكة:" أثار هذا الأمر استهجان المسئولين الذي وصفوا التخصص بأنه "خاص بالذكور" ولكن بحمد الله مع الإصرار والمثابرة تم إلحاقي ضمن البرنامج وتخرجت عام 2017". وتضيف:" لابد أن أعترف فعلا بأن إقبال النساء على هذا التخصص ليس كبيرا، فقد كنّا ثلاث إناث فقط ضمن الدفعة الدراسية التي كان معظمها من الطلاب الذكور، أما زميلاتي في الدراسة فقد كنّ أمريكيات .. استغرب الكثير منهم في بداية الأمر وجودي في الجامعة واختيار هذا التخصص، ولكن بعد مضي الوقت انسجمنا وأصبحنا زملاء وأصدقاء".
اختارت ميساء أن يكون التدريب الخاص بمرحلة ما قبل التخرج في مجال الطاقة الشمسية وكانت خطوة موفقة قادتها نحو دراسة الماجستير بعد ذلك في تخصص هندسة الطاقة المتجددة بجامعة عفت في جدة. وقد اختارت ميساء أن يكون بحث رسالة الماجستير في إنتاج الكهرباء من موج البحر وتم عمل الرسالة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وتم مناقشتها في ابريل 2020.
تختم ميساء هذا اللقاء الممتع بقولها: "بالإضافة إلى مرحلة التدريب في مجال الطاقة الشمسية فقد ألهمني عملي الحالي كمهندس مبيعات في شركة Schneider Electric لتحضير دراسة الماجستير في هذا التخصص حيث أن لديها منتجات خاصة بالطاقة المتجددة والتي لم يتم تقديمها إلى السوق السعودية حتى الآن. أؤمن بقوة بأن المجال يتضمن فرصا واعدة على مستوى ضخم".