حوار مجلة "هي" مع المهندسة المعمارية السعودية مروة مراد
حوار: "مايا صبّاح" Maya Sabbah
تصوير: "أفنان عبدالكريم" Afnan AbdulKarim - الرياض
المهندسة المعمارية السعودية مروة مراد لمجلة "هي" : تحية اعتزاز وفخر وتقدير للمرأة العربية التي تسهم في تطوير بلادها
في عالم العقارات الذي يهيمن عليه الرجال في مجتمعاتنا العربية، أدركت أنه لا بد لي من كسر هذا القالب”.. بكلمات ملهمة أثارت المهندسة المعمارية السعودية مروة أحمد علي مراد انتباه وإعجاب مجلة "هي" التي دوما ما تضيء على إنجازات المرأة العربية. المهندسة مروة مثال للسيّدات العربيات الناجحات، تتمتع بشخصية قيادية يُحتذى بها.. هي الطموحة التي لم تكتفِ بالحصول على شهادة البكالوريوس في اختصاص الهندسة المعمارية بتقدير جيد جيدا مع مرتبة الشرف فقط، بل أكملت دراساتها العليا لتحصل على شهادة الماجستير وشهادة في الجرافيكس أيضا.. المهندسة مروة من السيّدات الرائدات اللواتي دفعهن طموحهن إلى تأسيس شركتها الخاصة، والعمل على تطويرها.. فهي اليوم تشغل منصب المديرة الإدارية ومؤسّسة شركة "ماكسيميليانو” Maximiliano لخدمات إدارة تطوير المشاريع في المملكة العربية السعودية.
شخصية قيادية محفّزة جعلتنا نتحمّس لاكتشاف مزايا عملها والخطوات الأساسية التي اتّبعتها للنجاح في مسيرتها المهنية.
أخبرينا أكثر عن منصبك بصفتك المديرة الإدارية ومؤسّسة شركة "ماكسيميليانو" لخدمات إدارة تطوير المشاريع؟
في عالم العقارات الذي يهيمن عليه الرجال في مجتمعاتنا العربية، أدركت أنه لا بد لي من كسر هذا القالب، وخلق مستوى جديد من التحدي المتمثل في العمل في مشاريع كبيرة ومع هيئات وجهات تعنى بأساليب البناء الحديثة، وخلق جيل جديد من المطورين يعي مفهوم التطوير العقاري، ويرتقي بمستوى معيشة الفرد.
في هذه الظروف، أيقنت أن أهم ما يمكن أن أفعله هو خلق بيئات عمل من خلال توفير مهام واضحة ودقيقة، وترسيخ ثقافة المهام لكل موظف مهما صغر منصبه، فنحن مصدر إلهام لبعضنا البعض، والتعاون ومشاركة المعلومات، وأداء أفضل عمل لدينا، وخلق فرص لإتقان مهارات جديدة،
وزيادة نطاق عملنا، ومواكبة الازدهار الحاصل في المجال العقاري.
كنت متفوقة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف في كلية الهندسة، هل كنت تحلمين بتأسيس وإدارة شركة كبيرة ك “ماكسيميليانو”؟
بدأت القصة أثناء الدراسة الجامعية، فقد كنت شغوفة بدراسة مادة التصميم والتخطيط العمراني، وكنت أطرح أفكارا وتصاميم مبتكرة تنال إعجاب أساتذتي، وكثيرا ما كنت أحلم بنقل هذه الأفكار إلى أرض الواقع ورؤية التصاميم حقيقة ملموسة.. ولكن صدمت قليلا بعد التخرج، فلم أحظَ بفرص تساعدني في تنفيذ ما أرنو إليه..
لذلك عقدت النية على إنشاء مكتب خاص صغير أحلق من خلاله في سماء أفكاري، وسعيت كثيرا في هذا الصدد، وأحمد الله أن الشركة أصبحت في مصاف كبرى شركات خدمات التطوير العقاري.
كيف توفقين بين خبرتك في عالم الهندسة وعالم التجارة وريادة الأعمال؟
لا أتقن نظرية التساوي في المهام، فأنا أفضل استعارة الأرجوحة، بينما أتحرك ذهابا وإيابا بين الأدوار. عشقت دراستي، وسعيت لتطوير ذاتي، وحصلت على شهادة إدارة المشاريع الاحترافية (PMP) التي صقلت الكثير من مفاهيم الريادة والإدارة لدي، واتجهت لسوق العمل من إيماني بأنه وإن وجدت الخبرة في الشخص، فإنه لا بد من البحث عنها.
ففي الوقت الذي يشهد فيه القطاع العقاري تطورا وازدهارا متسارعا، أصبح أكثر دقة جملة و تفصيلا، فهو يتطلب جمع قدر كبير من المعلومات واتخاذ القرارات بسرعة فائقة وتنوع الحلول.. هي منظومة متكاملة لا تتجزأ، فريادة الأعمال متأصلة في التجارة الهندسية والابتكار وريادة الأعمال من المحركات الرئيسة في عالم الهندسة اليوم.
ما أهم النصائح التي تعطينها لموظفي شركتك لتحفيزهم إلى النجاح؟
أتعامل مع كل موظف على أنه مدير مسؤول عن رسم سياسة العمل، وأشجعهم على الابتكار الفردي، وأحرص على توفير بيئة عمل مناسبة تساعدهم على التغلب على العوائق في العمل.
أحرص دائما على تعزيز روح التنافس، وأنصحهم دائما “لا تتأخر بحجة أنك لا تعرف”.. تعلم وتطور.. يستحيل التهاون في رؤى الشركة، فإن لم تكن مشحونا بالعاطفة والشغف في كل خطوة تخطوها، فستصبح مهمتك صعبة، ولن تشعر بالانتماء لمنظومتك.. لا تستسلم أبدا حتى تحقق ما تصبو إليه.
ما التحديات التي واجهتِها في عملك؟
القطاع العقاري قطاع ذكوري، ولم يكن من السهل كسب ثقة العميل في ظل ندرة الفرص النسائية، إلى أن جاءت رؤية المملكة 2030 ، وحفزت دور المرأة في المجتمع، وفتحت العديد من الفرص في مجالات عدة.
من كان الداعم الأول لك؟
أمي رحمة الله عليها، كانت وما زالت نبراس الأمل والداعم الأول لي، ولا أنكر دور شريكي في الحياة زوجي في تشجيعي على الاستمرار لتحقيق الأفضل.
إلى ماذا تطمحين في المستقبل؟
المستقبل بيد الله، ولكل مجتهد نصيب، وإنَّ أعقل النَّاس من جعل غايته فيما فيه خير له وللناس، وفيما يرجو به مستقبلا أفضل وعقلا أرجح من علم ومعارف وخبرات اجتماعية.
ما رأيك برؤية 2030 للمملكة العربية السعودية؟
رؤية الحاضر للمستقبل.. ارتبطت رؤية المملكة 2030 ارتباطا وثيقا بسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أوجد إحساسا جديدا بالزخم وراء التنمية الاقتصادية، وولّد ضغوطا على كل المستويات لإجراء تغييرات أُجلت لفترة طويلة، ووعد بمزيد من المساءلة والتركيز على تقديم الخدمات الحكومية، أرى أن لها تأثيرا إيجابيا وقويا على المستوى المحلي والدولي.
بعيداً عن إدارة الأعمال والهندسة، كيف تقضين وقتك الخاص؟
القراءة وركوب الخيل، فالخيل تُسرّي عن الهموم، وتشفي من الضيق.
هل من كلمة توجهينها للمرأة العربية؟
أنتِ أساس المجتمع، ومنكِ تنطلق مسيرة الحياة، وإليكِ تتجه بوصلة تقدم الأمم وحضارتهم. تحية اعتزاز وفخر وتقدير للمرأة العربية التي تسهم كل يوم في تطوير البلاد وتحقيق النهضة على جميع الصُعُد.