سينما 2021: الشخصيات الواقعية تنافس الـ Superheroes..أفلام تحكي عن ليدي ديانا وعائلة جوتشي!
حسمت الشخصيات الخيالية مثل "جيمس بوند" و"سبايدر مان" من الرابح في شباك تذاكر عام 2021، وسيظل مشهد هذا العام سينمائياً هو صياح وتصفيق الجمهور الهيستيري أثناء مُشاهدة فيلم Spider-Man: No Way Home في قاعات السينما، وهو مشهد ينتمي بغرابته إلى زمن بدايات السينما؛ حيث كان الجمهور يتحمس مع مشاهد هذا الفن الجديد، ويتفاعل مع أبطال الفيلم كأنه يُشاهد عرض مسرحي، وليس مجرد أطياف تنعكس على شاشة العرض، وقد حظى أيضاً فيلم No Time to Die على نصيب من حماس وتعاطف الجمهور؛ فقد كان حمل فيلم المغامرات والأكشن الكثير من المشاهد العاطفية التي تُلائم حفل وداع للشخصية و"دانيال كريج"، بطل السلسلة في خمسة أفلام.
حكايات ملوك الموضة وأميرات التنس!
رغم كل ذلك فإن نظرة أوسع على أفلام 2021 تؤكد أن الشخصيات الحقيقية وليست الخيالية هى الرابحة على مستوى الدراما، وقائمة الأفلام التي تم عرضها وتقتبس حياة شخصيات من الواقع كبيرة ومُلفتة بالفعل.
في البداية ظننت أن فيلم King Richard "الملك ريتشارد" بطولة الممثل "ويل سميث" هو واحد من المعالجات السينمائية لمسرحية الشكسبيرية التي تحمل نفس الإسم، وحملت ظنوني بعض الشكوك في أن المُعالجة جعلت الملك الإنجليزي ريتشارد هو "ويل سميث" تأثراً بموجة الصوابية السياسية، ولكن الحقيقة أن شخصية ريتشارد ويليامز التي جسدها ويل سميث في الفيلم هى شخصية أب يعمل حارس، وقام بتدريب إبنتيه سيرينا وفينوس حتى أصبحا من أشهر لاعبات التنس في العالم، والفيلم دراما تدور في عالم الرياضة، ويروي حكاية كفاح عائلة فقيرة؛ الأب يعمل حارس والأم تعمل ممرضة، وحلم هذه العائلة أن تصبحا "سيرينا" و"فينوس" من نجمات لعبة التنس.
ويُصورفيلم أخر هو House of Gucci "بيت جوتشي" كفاح عائلي من نوع مُختلف؛ إذ يستعرض كواليس حياة عائلة جوتشي الثرية، مالكة أشهر بيوت الموضة والأزياء في العالم، والتأثير السلبي لشخصية الناشطة الإجتماعية صاحبة الأصول المتواضعة "باتريشيا ريجياني" على عائلة جوتشي، بعد زواجها من "موريزيو جوتشي" وتخطيطها للسيطرة على الإمبراطورية الكبيرة للعائلة، والفيلم من إخراج "ريدلي سكوت"، وبطولة "ليدي جاجا" و"آدم درايفر" و"آل باتشينو"، وحقق قدر جيد من الإيرادات بلغ 100 مليون دولار، وهو رقم جيد للغاية ويقترب كثيراً من إيرادات فيلم جيمس بوند (129 مليون دولار).
ديانا: مسلسل وفيلم وعرض موسيقي!
لا تمل الدراما من سرد حكاية الليدي ديانا، منذ ظهرت على عتبات القصر الملكي البريطاني، وأصبحت خطيبة الأمير تشارلز ولى العهد الملكي، وتحولت الأميرة الخجولة إلى مصدر إلهام لكثير من الأعمال الدرامية، وهناك حوالي 11 ممثلة جسدت شخصيتها في السينما والتليفزيون، وحظى ظهورها ضمن أحداث الموسم الأخير من مسلسل The Crown "التاج الملكي" بزخم كبير، أعاد للوجود العلاقة المضطربة بينها وبين الأمير تشارلز، وجسدت دورها الممثلة "إيما كورين"، وأخر ممثلة جسدت دور ديانا هى "كريستين ستيوارت" التي صدر فيلمها Spencer "سبنسر" مؤخراً، ويروي حكاية ديانا بعد عقد من زواجها البائس، وقد تدهورت صحتها النفسية، وقررت خلال إحتفالات العائلة المالكة بأعياد الكريسماس إعلان نهاية زواجها وعلاقتها بالقصر الملكي، وبالإضافة إلى الفيلم والمسلسل بدأ العرض الموسيقي Diana: A New Musical وقد تم تصوير العرض سينمائياً، وبدأ عرضه على شبكة نتفليكس في أكتوبر الماضي.
ويروي الفيلم الموسيقي Tick, Tick... Boom! مسيرة الموسيقي "جوناثان لارسون" في بداياته الأولى، حيث لم يكن واثقاً أنه إختار لنفسه المهنة الصحيحة، وجسد دوره في الفيلم الممثل "أندرو جارفيلد"، الذي قدم أداء مُلفت قد يضعه ضمن القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار القادم.
حكاية الثنائي ريكاردو!
يقف كاتب السيناريو "آرون سوركين" خلف الكاميرا مخرجاً للمرة الثالثة في فيلم Being the Ricardos "الثنائي ريكاردو"، ويروي السيناريو العلاقة بين الممثلة الكوميدية الشهيرة في حقبتي الثلاثينيات والأربعينيات "لوسيل بال"، والممثل والموسيقي الكوبي "ديسي أرناز"، وجسد الدورين كلا من "نيكول كيدمان" و"خافيير بارديم"، وحياة "لوسيل" الفنية والشخصية مثيرة ومُلهمة درامياً؛ فهى ممثلة مسرح وسينما أشتهرت بأدوارها الكثيرة في أفلام الدرجة الثانية، وشهرتها الأكبر كانت في التليفزيون حيث قدمت أهم أعمالها وهو Love Lucy الذي تعرفت فيه على زوجها لاحقاً "ديسي أرناز"، وجسدا شخصيتى الزوجين ريكاردو، وكانت علاقة الثنائي الشخصية مُعقدة ومليئة بالتناقضات رغم صورتهما المُبهجة على الشاشة، والفيلم يتناول علاقة الزوجين المهنية والشخصية خلف الأبواب المُغلقة.
هناك الكثير من الأفلام الأخرى التي عُرضت خلال 2021 وإقتبست حكايات واقعية؛ منها فيلم الدراما The Electrical Life of Louis Wain "الحياة الكهربية للويس وين"، بطولة "بيندكيت كمبرباتش"، وهو عن معاناة الرسام الأمريكي "لويس وين" مع المرض العقلي، وفيلم American Traitor "الخائنة الأمريكية" وفيه يحاول المحامي الأمريكي "آل باتشينو" تبرئة سمعة موكلته، المذيعة الألمانية السابقة، المتهمة بالخيانة، ويروي فيلم Lansky قصة رجل العصابات "لانسكي"، وجسد شخصيته "هارفي كايتل".
يبدو أن هذا الإتجاه لن يتوقف عند عام 2021؛ فهناك مشروعات سينمائية ستُعرض خلال العام القادم عن شخصيات مثل "مارلين مونرو" و"ألفيس بريسلي" و"رونالد ريجان" و"أو جي سيمبسون"، وهناك مشروعات تحت الإعداد منها أعمال تتناول سيرة نجوم هوليوود "فرانك سيناترا" و"هيدي لامار" و"فريد استير".
الصور من فيديوهات الإعلانات الرسمية للأفلام