تعانين من تقلب المزاج.. إليك الأسباب والحلول
تُعتبر الحالة المزاجية للإنسان، عاملاً أساسياً في سلامته الجسدية والنفسية؛ لذا فإن تعكَر المزاج والسوداوية التي تطغى على تصرفات الإنسان ، يمكن أن تنعكس سلباً عليه لجهة زيادة خطر الإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية.
والمرأة هي كائن حساس ومُعرَض أكثر من الرجل، لتقلبات المزاج بسبب التغيرات الهرمونية العديدة التي تشهدها خلال حياتها، منذ عمر صغير في مرحلة البلوغ وصولاً إلى عمر متقدم وانقطاع الطمث وما يصاحب هذه التغيرات من أعراض ومضاعفات جسدية ونفسية، أبرزها تقلب المزاج.
تحتاج المرأة لعلاج تقلب المزاج بالطرق المناسبة، لمنع تفاقمه وتأثيره السلبي على حياتها. لذا إن كنت عزيزتي ممن يعانينَ من تقلب المزاج وتبحثين عن أسبابه وطرق علاجه، ندعوك لمتابعة القراءة.
ما هي أسباب تقلب المزاج عند النساء
تلعب طبيعة أجساد النساء دوراً بارزاً في زيادة إصابتهنَ بتقلب المزاج، وتتنوع أسباب هذا التقلب وتتفرع طوال حياتها.
وبحسب موقع "ويب طب" المعني بالشؤون الصحية، فإن أسباب تقلب المزاج عند النساء تكمن في التالي:
- متلازمة الحيض PMS: إذ تعاني حوالي 90% من النساء عموماً من المتلازمة السابقة للحيض قبل أسبوع أو 10 أيام من نزول الدورة الشهرية. ويترافق تقلب المزاج خلال هذه الفترة مع أعراض أخرى مثل الصداع، الأرق، آلام البطن والصدر، واضطرابات الجهاز الهضمي.
ويعود السبب في هذه الأعراض لحدوث تقلّبات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون خلال هذه الفترة. ومع بدء الدورة الشهرية، تشهد هذه المستويات ثباتاً ينعكس إيجاباً على مزاج النساء واختفاء الأعراض الأخرى.
- الإضطراب المزعج السابق للحيض: سببٌ آخر من أسباب تقلب المزاج عند النساء له علاقة بالدورة الشهرية، ويُعدَ امتداداً للمتلازمة السابقة للحيض وفيه يكون تقلب المزاج والأعراض المذكورة أعلاه أكثر حدة وقوة مع مشاعر الغضب واليأس. ما يؤثر بشكل سلبي على حياة النساء بمختلف نواحيها العائلية والعملية والعاطفية.
ويُسجل الخبراء معاناة ما يقرب من 5% من النساء من هذه الحالة التي قد تحتاج للتدخّل الدوائي في بعض الحالات.
- مرحلة البلوغ: وهي المرحلة التي تبدأ فيها الفتاة باختبار مسألة الحيض ونزول الدم، وتترافق مع تحول كبير في الخصائص الجسدية والعاطفية والهرمونية ما يزيد من إمكانية تقلب المزاج خلال هذه الفترة.
- الحمل: مرحلة أخرى مصيرية من مراحل حياة النساء، تشهد فيها الكثير من التغيرات والتحولات الجسدية والنفسية الحادة التي قد تُسبَب تقلب المزاج والإضطرابات النفسية والعاطفية للمرأة خاصة في الأشهر الأولى للحمل. وقد تقلّ هذه الأعراض عندما يعتاد الجسد على التقلبات الهرمونية خلال هذه الفترة.
- اضطراب ما بعد الولادة: لا تنتهي مشاكل النساء النفسية عند مرحلة الحمل فقط، بل تتعداها إلى مرحلة ما بعد الولادة وما يصاحبها من اضطرابات عاطفية تتمثل في المقام الأول بتقلب المزاج والرغبة الشديدة بالبكاء والإنعزال. وقد تستمر هذه الأعراض لفترة تختلف مدتها بين امرأة وأخرى، لكنها تزول في معظم الحالات.
- انقطاع الطمث: هي المرحلة الأخيرة من التغيرات الهرمونية التي تشهدها المرأة خلال سنين حياتها، وتحدث عادة بعد سن الخمسين وإن كانت بعض النساء تشهدن انقطاعاً مبكراً للطمث في الأربعينيات من العمر.
وانقطاع الطمث واحد من أسباب تقلب المزاج عند النساء بنسبة 23%، يحدث جراء وذلك الإنخفاض الحاد في مستويات هرمون الإستروجين ويترافق مع أعراض أخرى منها تراجع الرغبة الجنسية، اضطرابات النوم والهبات الساخنة.
- الإصابة ببعض الأمراض: يمكن لأمراض معينة تصيب النساء أكثر من الرجال، بحدوث تقلب المزاج لديهنَ. ومنها الأمراض النفسية كالإكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، فرط النشاط وقلة التركير؛ ومرض خمول الغدة الدرقية، حيث تلعب هرمونات هذه الغدّة دورًا مهمًا في استقرار المزاج، وأي انخفاض في مستوى هذه الهرمونات هرمون قد يؤدي إلى تقلب المزاج عند النساء.
حلول فعالة للتقليل من تقلب المزاج عند النساء
يساعد اتباع النصائح التالية، في تقليل الشعور بتقلب المزاج وتحسين الحالة النفسية عند النساء:
- ممارسة التمارين الرياضية: تسهم الرياضة في تحسين المزاج ومنع تقلبه كونها تساهم في تعزيز إفراز هرمون الأندروفين، أحد هرمونات السعادة المهمة للصحة النفسية.
- تنظيم النوم: لمنع تقلب المزاج والحد من تداعياته، ينصح الخبراء بوجوب تنظيم ساعات النوم والإستيقاظ كل ليلة، والحصول على ما لا يقل عن 8 ساعات من النوم في الليلة الواحدة.
- تجنب مشروبات الكافيين والسكريات والكحول: إذ تؤثر هذه المشروبات على حالة المزاج وتعكَره، فالكافيين يزيد من العصبية والأرق، فيما يشتد الشعور بالإكتئاب بعد تناول الكحول، أما السكريات فإنها تزيد من تقلب مستوى الأنسولين وزيادة الإصابة باضطرابات المزاج.
- تناول طعام صحي: يمكنك تقسيم الوجبات لعدة وجبات صغيرة خلال النهار عوضاً عن 3 وجبات كبيرة، مع تضمينها الكثير من الخضروات والفواكه والأطعمة التي تسهم في تحسين المزاج.
- تحسين الحياة الاجتماعية: من خلال تجنب العزلة والوحدة وقضاء وقت أكثر مع العائلة والأصدقاء في أجواء سعيدة تنعكس إيجاباً لجهة تحسين المزاج والتقليل من حالات القلق والأفكار السيئة.
- تناول المكملات الغذائية: خاصة التي تحتوي على الكالسيوم لما لها من أثر إيجابي في تحسين المزاج، بشرط تناولها حسب وصفة الطبيب.
- تنظيم الضغط العصبي: والذي يمكن تحقيقه من خلال بعض الممارسات كالتأمل وتمارين التنفس واليوغا وسماع الموسيقى وغيرها.
- تناول بعض الأدوية: التي يصفها الطبيب خصوصاً أدوية علاج خمول الغدة الدرقية والإضطرابات النفسية.
ختاماً، ننصحك عزيزتي بوجوب مراجعة الطبيب في حال تفاقم تقلب المزاج لديك وبات يأخذ منحى خطيراً لجهة إيذاء النفس والآخرين. وفيما عدا ذلك، فإن تقلب المزاج خلال مراحل حياتك هو شيء طبيعي وينتهي مع انتهاء المُسبَبات.