كيف تتعاملين مع صدمات الماضي لمستقبل أفضل
صدمات الماضي بشتى أنواعها لن ننكر أنها جزء من شخصيتنا، لكن التباين بين الأشخاص في تعاملهم مع الذكريات المؤلمة، وطبيعية المواقف، وكيفية تفاعلنا معها في وقتها، وكيفية تأثيرها على حياتنا على المدى القصير والمتوسط والبعيد، وغيرها من العوامل التي قد تجعل من حدثٍ ما ذكرى مهمة لأحدنا وأمرلا قيمة له بالنسبة لشخص آخر وإن كانا في نفس الموقف.
و في هذا السياق، تشير الدراسات النفسية التي استهدفت اختبار استرجاع الذكريات الإرادي وغير الإرادي في الأوقات المختلفة إلى أن مرور الوقت على الصدمات والذكريات المؤلمة يقلل استرجعها بشكل واعٍ ويزيد من الاسترجاع غير الإرداي للصدمات والذكريات، وذلك من خلال ارتباط الصدمات بمنبهات أخرى مثل الروائح أوالأماكن أوالأصوات أوالأشخاص.
فعند تعرضك عزيزتي لحدث مؤثر تسيطر عواطفك بشكل كبير، ثم تتراجع زخمه وتصبح تفاصيله ضبابية مع الأيام، إلى أن تصبح خارج دائرة اهتمام وعيك، لكن مع ذلك يقفز إلى ذاكرتك عندما تتعاملين مع منبه ما، رائحة مرتبطة بالحدث، أواسم شخص، أوالمرور بمكان الحدث.. إلخ.
وفي سبيل التعامل مع الماضي والتخلص من الصدمات ونسيان الذكريات المؤلمة، عليك أن تفهمي الآلية التي تعمل بها النفس البشرية والعقل البشر بالتضافر والتكامل، وإليك ثلاثة محاورأساسية قبل آليات التعامل مع صدمات الماضي والذكريات المؤلمة وهي " السيء هو التفاعل مع الذكريات وليس الذكريات نفسها.
التخلص من الذكريات السلبية بشكل فطري وهذا ما يطلقون عليه نعمة النسيان، التفكير بتجاهل الصدمات ونسيان الماضي لا يمكن أن يكون فعالاً قبل أن يصبح الماضي بعيداً، بمعنى أن الصدمات الجديدة تفرض نفسها، والزمن كفيل بمحو معظم تفاصيلها، وفي حالات معينة يجد البعض صعوبة في الخروج من سيطرة هذه الذكريات حتى بعد مرور زمن طويل عليها، وعندها لابد من بذل جهد إرادي لمواجهة الماضي والصدمات السيئة.
من هذا المنطلق، سنتعرف على إجابة سؤال كيف تتعاملين مع صدمات الماضي لمستقبل أفضل، من خلال خبيرة قضايا المرأة ومدربة تطوير الذات الدكتورنورهان النجار من القاهرة.
كيف تتعاملين مع صدمات الماضي لمستقبل أفضل
حددت دكتورة نورهان أهم النقاط التي ستساعدك عزيزتي على التعامل مع صدمات الماضي لمستقبل أفضل كالتالي:
اعترفي بالماضي
التمسك بالألم قد يكون خياراً في كثير من الأحوال، واجترار صدمات الماضي واستعادة الذكريات المؤلمة قد يكون خياراً، لذا يجب أن يكون خيارك هو تخلصك من الماضي، وأن يكون قرارك هو مواجهة الذكريات المؤلمة، وهذا القرار يجب أن يكون واعياً ومفهوماً ومتبوعاً بإجراءات فعلية.
تعلمي تسامحي نفسك
توقفي عن لعب دور الضحية، لا ترمي المسؤولية على الآخرين، بل واجهي نفسك بصدمات الماضي وسامحي نفسك، ومن ناحية أخرى لا تعيشي دور الجلاد المدمر لذاتك، كذلك كوني رحيمة بنفسك بالحياة أساسها الأمل واليقين بأقدار الله، فلا تفقدي ثقتك بالله، فالأمل يخلق من بطن الألم وتأكدي أن الأشخاص الناجحين هم أكثر ألماً وليس العكس.
احلمي بكل ما هو جديد ومفيد لحياتك
لابد أن تُغيري حياتك، وتأكدي أن صدمات الماضي مرتبطة بشكل كبير بحياتك الحالية، وبالتالي وجود أهداف حقيقية للحياتك وإنجازات مهمة، وأشخاص ملهمين وتطلعات هادفة، كل ذلك من شأنه أن يجعل صدمات الماضي أكثر بعداً وضبابية، لذا فكري بالوقت الحاضر، فكري بتعديل وتغيير حياتك الحالية، أعيدي النظر للأشخاص المحيطين بك، ولا تترددي بإنهاء علاقاتك السامه مع الأصدقاء وإنشاء علاقات جديدة، وتذكري أن الحاضر بوابة المستقبل الوحيدة.
طبقي قاعة 10 إلى 90
توصل علماء النفس إلى قادعة يطلق عليها " قادة 10 إلى 90"، إذ يرمز رقم 10 إلى الأقدار التي حدثت في حياتك، أما رقم 90 فيرمز إلى ردود أفعالك لهذه الأقدار، بمعنى أن كلما تغلبتي على صدمات الماضي والأحداث المؤثرة في حياتك بخطوات وردود فعل إيجابية، كلما استطعت تخطي الماضي، ولا شك أن إرداتك وقوتك وقدرتك على تحدي الأحداث المؤلمة بمثابة جسر عبور لحاضر هادف ومستقبل مشرق.
أحيطي نفسك بالأصدقاء الإيجابيين
وأخيراً، أحيطي نفسك بالأصدقاء الإيجابيين والأشخاص الطموحين، استغلي خبراتهم وتجاربهم الناجحة في تكوين شخصيك الجديدة، ولا شك أن صدمات الماضي ستظل آثارها باقية، خصوصا إذا كانت نقطة لتحول حياتك إلى الأفضل وليس العكس، كذلك لا تخجلي من طلب المساعدة فلا خاب من استشار ولكن لا تعيشي على مقولة " من ليس له جديد ماضيه حاضر".