اين انت يا شريك العمر
اين انت يا شريك العمر؟، فقد طال انتظارك، وتعبت الروح بدونك، وذبلت زهرة سنيني في انتظارك، اين انت، فالقلب متلهف الى وليف يأنس به، وحب يملؤه سعادة وبهجة، وامل جديد بحياة جديدة، اين انت، ومتى ستاتي، ولما تاخرت في البحث عني؟..
عام يليه عام، وشهر تلو شهر، ويوم بعده يوم، ولا زال الحلم بعيد المنال، ولا زالت قلوب كثير من الفتيات تئن من الوحدة، وتتألم من قسوة الحياة، وسرعة الزمن، فكم هي مخيفة سرعة الايام حين تمضي ويمضي معها العمر سريعا، دون ان تتحقق الاحلام.
حنين
ما من لحظة تمر على الفتاة التي لم ياتيها نصيبها بعد، الا وتسال عن سبب تاخير من سيشاركها حياتها بحلوها ومرها، بصغيرها قبل كبيرها، وعن الموعد الذي سياتيها فيه، وما ذلك الا شوق الروح لمن يؤنسها وتلهف القلب لمن يهواه، هو حنين لحلم يراود كل الفتيات، ذلك الحلم الجميل، بليلة الزفاف، وشريك العمر، والاطفال والاسرة السعيدة.
قتل الاحلام
تُلام الفتاة التي تاخرت عن الزواج كثيرا، عندما ترفض رجل تقدم لطلب الزواج منها، وكانه من البديهي ان تقبل به والسبب تاخرها عن الزواج، وهو تصرف خاطئ جدا، فيه قتل لاحلامها وامنياتها التي تتمركز حول ايجاد شريك حياة بصفات معينة، كما ان فيه تعدي على حريتها في اختيار شريك العمر، وفيه ظلم كبير لها، ولمشاعرها، فكيف لامراة ان تعيش مع رجل لم تشعر به، ولم تطيقه زوجا لها.
وهنا وفي كل مرة تتعرض فيها الفتاة التي تاخرت عن الزواج للعرض او الطلب، يلح عليها هذا السؤال الذي يتكرر في نفسها ليل نهار، اين انت يا شريك العمر؟، وكانها تريد ان تشكوا له ما حدث لها، وما يفرضه عليها المحيطين بها.
من السبب في تاخر شريك العمر؟
يجب ان نطرح هذا السؤال، خصوصا مع الارتفاع الملحوظ في نسبة العنوسة، لنعرف حقا من السبب في تاخر الفتيات عن الزواج فهل السبب مبالغة الفتيات في مواصفات شريك العمر المطلوب، او عزوف الرجال عن الزواج واكتفائهم بالتلاعب بقلوب الفتيات اللاتي وثقن فيهم باسم الحب، او عدم ثقة الرجل بفتيات اليوم، او الغربة، ام الظروف المادية والاقتصادية، والمغالاة في المهور، ام ماذا؟.
قد يكون السبب كل ما سبق، ولكن على المحيطين بالفتاة التي تاخرت عن الزواج عدم القاء اللوم عليها، فالفتاة قد توافق على رجل تقدم بها اذا شعرت به، وارتاح اليه قلبها، حتى ولو توافر فيه القليل من الصفات التي تتمناها، فهي بحاجة الى قلب يشعر بها، وتشعر به، قلب يشاركها لحظات عمرها المنقضي بكل ما فيها، قلب يخاف عليها ويهتم لامرها، فلا داعي للتدخل واحباط والمشاعر، فكم هو بسيط ما تتمناه، وكم هي متلهفة للاستقرار والبيت السعيد، وانجاب الاطفال، فاتركوها وشانها ففي اعماقها الكثير والكثير، كل ما عليكم ان تدعوا لها بالخير، وبان تجد شريك العمر الذي تتمناه، وان يعي الطريق اليها.
ويا ليت هذا اليوم ياتي ويتحقق مراد كل فتاة بايجاد شريك حياتها، يا ليت قلبها يسعد بمن تختاره، ويختارها، فيارب اسعد قلوب انت اعلم بحاجتها الى السعادة.