الفنانة التشكيلية مها الكافي لـ "هي": أثبتت الفنانات السعوديات حضورا مُشرفا أقوى وأكثر تميزا

"أثبتت الفنانات السعوديات حضورا مُشرفا أقوى وأكثر تميزا" هذا هو رأي الفنانة التشكيلية السعودية "مها الكافي" نحو مستقبل الفنانات السعوديات، وذلك من منطلق تأكيدها للدعم الذي يحظى به الفن التشكيلي والفنانين والفنانات في المملكة، وفي إطار شغفها وحبها لعالم الفنون في إطار امتلاكها لموهبة فنية متميزة منذ الطفولة.

التقت "هي" الفنانة التشكيلية السعودية "مها الكافي" وكان لنا معها هذا الحوار حول مشوارها في عالم الفن التشكيلي، وأهم المحطات في مشوارها الفني، وطموحاتها المستقبلية.  

عرفينا عن نفسكِ.

مها الكافي فنانة تشكيلية شاركت في العديد من المعارض الفنية الداخلية منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة، ولقد بدأت في المشاركة الخارجية بعد ذلك بسنوات وحتى الآن.

كاتبة بالنقد التشكيلي ولي كتابات نشرت في صحف رسمية مقروءة وصحف إلكترونية ومواقع ومنتديات، وكتبت أيضاً القصيدة النثرية ونشرت بعدة مجلات وصحف.

حدثينا عن مشواركِ في عالم الفن التشكيلي.

كانت بداية مشواري منذ الطفولة، فلقد كنت أرسم على دفاتر اخوتي حتى قبل دخولي المدرسة، ولكن دخولي الفعلي كان من خلال أول مشاركة لي وكنت حينها بالمرحلة المتوسطة في معرض مكتب رعاية الشباب، حيث كان الفن وقتها تحت إدارتها، ومن ثم واصلت مشواري إلى الآن ومشاركاتي تعدت المحلية إلى دول الخليج وكذلك مصر وسوريا.

حدثينا عن اهم المحطات في مشواركِ الفني.

الحقيقة أنني لا أستطيع حصر المحطات الهامة في مشواري، ولكن تعد اول محطة لي بالفن التشكيلي والتي اعتبرها محطة الإصرار لدي على الرسم ولا زلت اتذكرها، عندما كنت صغيره ومزقت إحدى معلماتي إحدى رسوماتي التي لم تعجبها، حيث أصررت حينها على ممارسة الرسم لأني رسامة، وكان الداعم الأول لي هو والدي "رحمه الله" فلقد كان يشجعني ويبتسم لكل لوحة ارسمها.

أما المحطة الثانية فهي وفاة والدي حين كنت في المرحلة المتوسطة، حيث توقفت عن الرسم لفترة من الزمن، ومزقت واحرقت كل لوحاتي وكراساتي فلقد كانت محطة حزن ولكنها انتهت وعُدت بتشجيع ومساندة والدتي لي وبدأت مرحلة جدية في الفن وبدأت بعدها بمشاركاتي.

وكانت المحطة الثالثة هي محطة انطلاقتي بالفن التشكيلي والمشاركات الجدية حيث كنت أشارك رغم انشغالي بالدراسة، وكانت أبرز مشاركاتي في المعارض مع جسفت "الجمعية السعودية للفنون التشكيلية" وشاركت أيضا بمسابقات كثيرة وأكثر من 10 معارض خارجية متنوعة، والحقيقة أن كل مشاركاتي في المعارض الداخلية والخارجية كانت بالنسبة لي مشاركات هامة، فكلها لها ثقلها ولها طابعها ولها ذكرياتها.

ويمكن القول بأن مسيرتي الفنية لم تخلو من المحطات الكثيرة، ولكن هذه أهم المحطات التي كان لها أثر مختلف وانتقالات وربما صراعات كثيرة.

هل كان لأحد المقربين منكِ دور في مشواركِ الفعلي كفنانة تشكيلية؟

كان أول المشجعين لي هو والدي رحمة الله عليه، ثم كان لزوجي الفنان منصور المطيري الأثر الكبير في مسيرتي من ناحية الدعم والتوجيه، فهو فنان متمكن وحصد الكثير من الجوائز المتواصلة والمشاركات المشرفة.

ما الشيء الذي يحرك بداخلكِ حس الفنانة لتبدعي عبر الريشة والألوان؟

الفنان هو الأنسان الذي يتأثر بكل ما حوله، بالنسبة لي ومن مسيرتي الفنية التي أنتجت فيها نتاج مختلف وكبير من المدارس الفنية من واقعية وتجريدية وتأثيرية وحتى التكعيبية، فكل حدث يلم بالمجتمع أو العالم يؤثر فيني فلقد رسمت للطفل والحرب ورسمت للطبيعة ورسمت حتى الشخصيات "البورتريه" فتنوعت في اسلوبي والمدارس الفنية ايضاً.

وها أنا استعد بمجموعة من الرسومات واللوحات البورتريه لإطلاق مبادرة مني لرسم البورتريه في أزمة كورونا والحجر لأعضاء جمعية إعلاميون وكذلك بعض من شخصيات الإعلام الرسمي والمثقفين والكتاب والشعراء وسيقام معرض يضم أكثر من ١٨٠ بورتريه ورسمت إلى الآن قرابة ٨٠.

هل تحرصين على نهج مدرسة معينة من المدارس الفنية؟

انا أصر على أن الفنان يجب ان ينوع في أساليبه ومدارسه وان يكون نتاجه متنوع حتى يكون قادراً على أن يتميز بأسلوب معين، الفنان لا يصر على أسلوب أو مدرسة حتى لا يحصر نتاجه وأدواته الفنية ويطلق العنان لخياله.

هل لمشاكل الفنان وظروفه أو المواقف التي يمر بها تأثير في تكوين لوحته؟

الفنان أقرب لنقل حالته ونقل ما يمر به عبر فرشاته والكثير من الفنانين أثرت بهم الظروف، ومن تأثر بالظروف في نتاجه الفني فلقد انعكست حتى على ألوان اللوحات، الفقر والحرب والفرح وحتى الحزن استطعت أن ارسم لهم لوحات متنوعة.

ماهي توقعاتكِ حول مستقبل الفنانات التشكيليات السعوديات؟

الحمدلله منذ عهد الملك عبدالله رحمه الله والمرأة استطاعت أن تثبت نفسها وكان لها حق التمكين، وان تدخل إلى عالم الإبداع والتميز ومع رؤية 2030 فإن الفن التشكيلي بشكل عام له نصيب من الدعم وله أهمية كبيرة رأينا الكثير من المعارض والمشاركات المتنوعة للفنانات وكان وسيكون للفنانات حضور مُشرف أقوى وأكثر تميزا.

ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟

الحقيقة أن الفنان يتولد لديه الطموح باستمرار، فكلما حقق طموحا ما تولد لديه طموح جديد، ولله الحمد طموحاتي تتحقق كلما شاركت وانتجت لوحة جديدة، فالفنان ناقل للجمال ناقل للحدث هو يسعى لنشر الجمال لنشر الوعي ونشر الأمان والسلام من خلال لوحاته، لذلك كان يطمح للسلام فرسم للفن والحرب والطفل، وطمح للجمال فرسم الطبيعة والمرأة والموسيقى، وطمح للوعي المجتمعي فأنتج نتاج يلامس قضايا المجتمع، فطموح الفنان لا يتوقف فهو نهر جاري.

كلمة أخيرة ..

اسأل الله أن يرفع هذا البلاء عنا وعن العالم أجمع، وان يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وان يحفظ بلادنا من كل مكروه ومن كيد عدو، وان يرفع شأنها ومكانتها.

وأخيرا..

اشكر أسرة مجلة "هي" على الاهتمام بالفن التشكيلي لأنه يعتبر نافذة الوطن على العالم الخارجي ومرآته والتي ينقل فيها واقع وتاريخ الوطن لهم، وأشكرها أيضا على استضافتي في هذا اللقاء المتميز.

حساب الفنانة مها الكافي على الانستجرام

https://www.instagram.com/r4ew/

حساب الفنانة مها الكافي على تويتر

https://twitter.com/alkafimaha?lang=en