الشوفان هل فوائده مؤكدة أم مثار جدل.. العلم يجيب
كل ما يؤكده العلم، لا يمكن لشيء آخر أن يدحضه أو يُقلَل من قيمته؛ هذه حقيقةٌ لا بدَ من معرفتها والإيمان بها تجنباً لعدم الإنجرار وراء الإشاعات والخرافات والمصادر غير الموثوقة التي كثرت في الفترة الأخيرة على وسائل التواصل الإجتماعي، بحيث بات كل شخص عادي خبيرٌ بكافة الأمور الطبية والصحية، يسدي النصائح شمالاً ويميناً، يشجع على بعض الأشياء ويثبط قيمة أشياء أخرى مفيدة أكدَ العلم على فوائدها.
من هذه الأشياء أو الأغذية إن صح التعبير، الشوفان الذي يدور نقاش كبير حوله في الأونة الأخيرة خاصة بين الذين يدَعون المعرفة الطبية والصحية، والذي يُشكَكون في فوائد الشوفان الصحية العديدة.
لذلك ينصح الخبراء والأطباء دوماً، بتحري الحقيقة من أصحاب الشأن والخبرة، والإلتزام بنمط الغذاء الصحي الذي يعتمد أهم أصناف الطعام المعترف بقيمتها الغذائية العالية وفوائدها على الصحة، من ضمنها الشوفان الذي نتعرف سوياً اليوم على فوائده المتعددة من خلال خبيرتي تغذية تحدثتا لموقع "سكاي نيوز عربية" حول هذا الأمر.
فوائد الشوفان هل هي مؤكدة
يُطلق على الشوفان "ملك الفوائد الصحية" كواحد من أغنى المأكولات بعنصر البروتين، حتى أنه يتفوق على البقوليات في محتواه العالية من البروتينات، إضافة لعناصر غذائية مهمة أخرى.
إلا أن البعض يعتبر هذه التسمية "أكذوبة غذائية" محاولين تشويه سمعة الشوفان وزعزعة مكانته المتقدمة على رأس المنتجات الصحية التي ينصح الخبراء بإدراجها ضمن النظام الغذائي الصحي.
وسعياً لتأكيد فوائد الشوفان ودحض الإشاعات التي تلاحقه، أشارت نادين زعني، أستاذة جامعية لمادة التغذية في الجامعة الأميركية اللبنانية في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن العديد من الدراسات أكدت أن "الشوفان من الأغذية المفيدة جدا للصحة، وهو أمرٌ لا شك فيه بتاتاً، كون الشوفان يحتوي على الكثير من الفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة".
وفيما يخص فوائد الشوفان الصحية، أشارت زعني إلى أن الشوفان "يلعب دوراً هاماً في خفض نسبة السكر بالدم، بالإضافة إلى المساعدة على الوقاية من أمراض القلب، نظراً لدوره في خفض مستويات الكوليسترول الذي يُعدَ من عوامل الخطر الرئيسية على القلب".
وشددت أستاذة التغذية على وجوب تحري الحقيقة والحذر من المعلومات المغلوطة التي تنتشر على مواقع الإنترنت حول الشوفان، كون بعضها "غير دقيق ومبني على آراء أشخاص يدّعون أنهم خبراء، في الوقت الذي يكون فيه رأيهم غير علمي".
كما أفادت أنه "وفقا للأدلة، فإن الشوفان وجبة صحية بامتياز"، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص "يستمدون رأيهم السلبي المتعلق بالشوفان من نتائج دراسة تم إجراؤها بطريقة غير علمية، في حين أن النتيجة الأكيدة تكون مبنية على نتائج عدة دراسات لمراجع موثوقة".
كما لفتت إلى أن التأثير السلبي شبه الوحيد والأبرز للشوفان، يكمن في تسبَبه بالإنتفاخ والغازات لبعض الأفراد، ليس أكثر.
فوائد الشوفان بين العلم والخرافة
من جهتها، قالت تالا الخطيب، أخصائية تغذية في حديث مماثل لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن حالة الجدل المتعلقة بالشوفان "سببها التناقض بين الحقائق العلمية المُثبتة والخرافات التي يسعى البعض لتسويقها". مضيفة أن هذا النوع من الحبوب يُعدَ مصدراً مهماً للبروتين إضافة إلى الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والمغنيسوم والسيلينيوم وفيتامين ب1 بنسبة عالية.
كما أشارت إلى أن الكربوهيدرات الموجودة في الشوفان هي "كربوهيدرات معقدة، بمعنى أنها تتطلب وقتاً أطول للهضم والتحول لكربوهيدرات بسيطة، ما يُعزَز من عملية الشبع ويساعد في تنظيم نسبة السكر بالدم. وبالتالي فإن الشوفان من مصادر الغذاء المهمة للوقاية من الإصابة بداء السكري والتخفيف من أعراضه.
كذلك تطرقت الخطيب لبعض المفاهيم والتسميات التي أطلقها البعض على الشوفان وهو بريء منها، منها مقولة أنه يساعد في إنقاص الوزن في حين أنه صنف حبوب يزيد الشعور بالشبع وعدم تناول كميات إضافية من الطعام. وبالتالي فإنه عامل مهم لسد الشهية وليس إنقاص الوزن كما هو الشائع.
وأكدت أخصائية التغذية عدم وجود دليل علمي حول تأثير الشوفان الإيجابي على الرغبة الجنسية كما يدَعي البعض. وعليه ندعوك عزيزتي لأخذ المشورة العلمية أولاً حول كافة العناصر الغذائية الواجب تناولها وكمياتها حسب حاجاتك الصحية.