الإطلالات المستوحاة من رياضة التنس... Game Set & Match

إعداد: HEBA NOUMAN

إذا كنتِ مثلي من عشاق رياضة كرة المضرب، فإن مجرد رؤية تنورة ذات ثنيات أو قميص بولو أبيض ناصع تحيي على الفور كل ذكريات مشاهدة بطولات التنس الصيفية في سنوات المراهقة. يمكن القول إن عالم الموضة هذا العام قد دفع بأزياء التنس أكثر وأكثر إلى الصيحات السائدة، ويعود ذلك بشكل كبير إلى إصدار فيلم "المتحدّون" CHALLENGERS للمخرج "لوكا غوادانيينو"

ومن بطولة "زيندايا". على الشاشة، بدت أزياء التنس، من الملابس الجامعية المزخرفة بالشعارات إلى أزياء البطولات الأربع الكبرى الأنيقة، جذابة للغاية بفضل رؤية "جوناثان أندرسون" المدير الإبداعي لدار "لويفي"، والذي صمم ملابس الممثلين. وعلى السجادة الحمراء، ظهرت "زيندايا" أيضا بمجموعة من الإطلالات المستوحاة من رياضة التنس، والتي تراوحت بين الفساتين القصيرة ذات الثنيات والحذاء الأبيض بالكعب العالي المزيّن بكرة تنس مصغّرة. وتجاوبا مع هذه الصيحة، أو ربما بالصدفة، بدأ الكثير من العلامات التجارية بتوسيع نطاق منتجاتها المرتبطة بعالم التنس، لتجذب جمهورا أكبر بكثير.

العلاقة بين الأزياء والتنس هي علاقة طويلة الأمد. ففي عشرينيات القرن العشرين، أصبحت اللاعبة الفرنسية "سوزان لينغلين" نجمة في سماء الموضة بفضل ارتدائها تصاميم "جان باتو" على أرض الملعب. وهناك طبعا نجوم التنس "رينيه لاكوست" و"فريد بيري" و"ستان سميث"، الذين أعطى كل منهم اسمه لملابس وأحذية لا تزال موجودة في الكثير من الخزانات الحديثة.

ونظرا لارتباط هذه الرياضة بالثراء والأناقة، ساعد ذلك على توطيد علاقتها بدور الأزياء، وهو ما أدى إلى حصول لاعبي التنس على أعلى نسبة من الصفقات التجارية مع العلامات الكبرى في عالم الرياضة. فلماذا يحظى نجوم التنس بهذا التفضيل الكبير؟ فكّري في "كوكو غوف" و"إيما رادوكانو" و"نعومي أوساكا"، وهن لاعبات شابات تزداد نجوميتهن في مجال التنس، ويظهرن أكثر جرأة وتعبيرا بأناقتهن الشخصية داخل الملعب وخارجه، وإطلالاتهن التي صارت حلقة وصل مهمة بين الموضة والتنس. ويجب ألا ننسى المؤثرين الذين يلعبون دورهم أيضا، من خلال أداة التسويق المستمرة المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع انتشارها في صفوف جمهور أوسع مع جاذبية أكثر شبابا، من السهل أن نفهم سبب اختيار دور الأزياء لهذه الرياضة الصيفية في سبيل استقطاب دفعة جديدة من الزبائن الأثرياء المهتمّين بالملابس الرياضية العالية الجودة.

وتذكّري أن كل هذا يأتي في الوقت الذي تشهد فيه هذه الرياضة صيفا حافلا ومميزا جدا، مع بطولات كبرى مثل "بطولة فرنسا المفتوحة"، وبطولتي "كوينـــــــــــز" و"ويمبلدون" في لندن، ودورة الألعاب الأولمبيـــــــــــة في باريـــــــــــس التي تقام فيها منافسات التنس على الملاعب الترابية الشهيرة لدورة "رولان غاروس".

أطلقـــــــــــت "غوتشـــــــــــي" مجموعتها المخصصـــــــــــة للتنس والملمّحة إلى فترة السبعينيات، وهو العقد الذي احتضنت فيه الدار سحر هذه الرياضة مع إصدارات مثل الحذاء الريـــــــــــاضي الأيقوني "تنس ١٩٧٧" TENNIS ١٩٧٧، وقد أتت هذه الخطوة من الدار الإيطالية في اللحظة المثالية. إن الاندماج بين التقاليد والفخامة هو ما يتوق إليه العملاء الأصغر سنا، لذلك توقّعي قطعا مفعمة بالحنين إلى الماضي، وإن كان قد أعيد تصورها وفق رؤية المدير الإبداعي الحالي "ساباتو دي سارنو" وأسلوبه الأنيق والمعاصر. تشمل المجموعة فساتين التنس البيضاء ذات الثنيات للنســـــــــــاء، وقمصان البولو وكنزات رياضية للرجال، إضافة إلى إكسسوارات مثل أحزمة امتصاص العرق، ونسخة محدثة من حذاء "تنس ١٩٧٧"، وكذلك حامل مضرب التنس بشعار "غوتشي"، وكلها تصاميم ستلفت الأنظار بالتأكيد. وتزدان كل قطعة بتفصيل "خطوط ويب" الخضراء والحمراء الرمزية في عالم "غوتشي"، كما نرى في حملتها الإعلانية، حيث يلعب دور البطولة نجما التنس البريطانيان الصاعدان "إيما كوهين" و"جورج لوفهاغن".

طرحت المصممة الأمريكية "توري بورش" خط الملابس والإكسسوارات "توري ســـــــــــبورت" TORY SPORT في عام ٢٠١٥، معتبرة أن هذا التوسّع الرياضي الاتّجاه هو بداية نهج أكثر إبداعا لعلامتها الرئيسة التي تحمل اسمها، إذ شجّعتها على تجربة أشكال وهياكل جديدة. وعلى الرغم من أن تصاميم "توري سبورت" تحتضن أنواعا رياضية مختلفة، تحمل كل قطعة رموز "توري بورش" الإبداعية المعروفة بمرحها وأسلوبها المدرسي. ومن أحدث الإضافات إلى المجموعة، قطع تعكس تفسير "بورش" لملابس التنس من خلال تشكيلة حنينية من التنانير البيضاء ذات الطيّات، والفساتين المنخفضة الخصور، والسترات الرياضية المستلهمة من السبعينيات، والتي يتزين بعضها بنقوش مضرب التنس التي تحمل شعار "توري بورش".

ومن الشبابي والمرح، ننتقل إلى المبدع الإيطالي الذي يتقن لعبة الفخامة الأنيقة، "برونيلو كوتشينيلي" BRUNELLO CUCINELLI، الذي تتحدّث مجموعته الكبسولية "تنس سيتس" TENNIS SETS لعام ٢٠٢٤ عن اللقاء بين عالمَي الموضة والتنس، وهي رياضة كانت من أهم مصادر الإلهام خلف تطور الملابس غير الرسمية والراقية على مر الزمن. صُممت هذه المجموعة لكل من ترغب في التميز حتى في أوقات فراغها حين تكون في نادي التنس، وهي مخصصة لمن يعشن التنس كأسلوب حياة. وفيها تصورات متجددة لزيّ التنس، مثل الفستان الأبيض بقميص البولو والتنورة المثنية، والسروال القصير بالطيّات الأمامية، والكنزات الرياضية والكنزات المفتوحة والمحبوكة بخيوط متشابكة لتُلبَس فوق الكتفين أو حول الخصر، بأسلوب منطقة "هامتونـــــــــــز" النيويوركيـــــــــــة الراقيـــــــــــة.

سواء أكانوا يمارسون هذه الرياضة أو يبحثون عن بعض الإلهام لإطلالة تنس رائجة، يتّجه المصممون أكثر فأكثر نحو هذه الصيحة، في شوارع المدن، وعلى منصات التواصل الاجتماعي. فلا يختار الزبائن إطلالات صيحة التنس من دور الأزياء الكبرى بدلا من علامات الأزياء الرياضية التقليدية فحسب، بل يفضّلونها أيضا على أزياء الشارع العادية. وقد وقع أبناء الجيل الصاعد في غرام هذه الأزياء التي كانت تُعتبر تقليدية في السابق، ووجدوا جاذبية عصرية عفوية في طياتها الكلاسيكية؛ ولو لم يسبق لهم أن حملوا مضربا، أو وطأت أقدامهم خط القاعدة في الملعب، يرتدون تنانير التنس وقمصان البولو كأنهم خارجون للتو من لعب مجموعة نهائية في مباراة.