أسبوع الموضة في ميلانو: أزياء تتحدث لغة الفخامة والحداثة
شارف شهر الموضة على الانتهاء، بعد أن شهدنا عروضًا مبهرة في أسابيع الموضة العالمية في نيويورك ولندن وميلانو. لم يتبقَّ سوى أسبوع الموضة في باريس، والذي يُعتبر خاتمة هذا الشهر الحافل بالإبداع والأناقة. في كل عام، يترقب عشاق الموضة حول العالم هذا الشهر لمعرفة توجهات الموسم القادم، حيث يقدم المصممون من مختلف أنحاء العالم مجموعاتهم التي تعكس رؤيتهم للأزياء ومستقبلها.
أبرز عروض أسبوع الموضة في ميلانو
تُعد ميلانو واحدة من عواصم الموضة الأربع الكبرى، وتتميز بتقديم عروض تجمع بين الفخامة الإيطالية والإبداع الحديث. هذا الموسم، كانت العروض متنوعة وغنية بالتفاصيل والابتكار، مما جعلها محط أنظار العالم بأسره.
دار Fendi احتفلت بمرور 100 عام من الموضة والتاريخ، فيما قام "ساباتو دي سارنو" Sabato De Sarno بعرض ثالث مجموعة من الملابس النسائية الرئيسية بصفته المدير الإبداعي لدار "غوتشي" Gucci ، حيث أظهر حبه لقصات الستينيات والتي منحها لمسة عصرية. من جهتها، استعادت دوناتيلا فيرساتشي ذكريات مجموعة Versus لربيع 1997، حيث قامت بتحديث المطبوعات من المجموعة هذا الموسم. أما في عرض Diesel، فقد غطى "جلين مارتنز" منصة العرض بكميات كبيرة من بقايا الجينز. في حين قدّم الثنائي الإيطالي دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا تكريمًا رائعًا لملهمتهما الدائمة: مادونا. وفي ختام أسبوع الموضة في ميلانو، واصل "ماثيو بلازي" Matthieu Blazy من بوتيغا فينيتا إظهار ذوقه الرفيع في التناسب والتناغم.
فيما يلي لمحة عن أبرز عروض أسبوع الموضة في ميلانو:
FENDI تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسها بمجموعة تشيد بعشرينيات القرن العشرين
افتتحتFENDI أسبوع ميلانو للموضة بنغمة إحتفالية عزفت إيقاعًا نابضًا بالتاريخ. تحتفل الدار هذا العام بالذكرى المئوية لتأسيسها، وهذا ما أراد "كيم جونز" تذكير الجميع به من خلال مجموعته لربيع وصيف 2025، والتي أشادت بعشرينيات القرن العشرين، وعام 1925 على وجه التحديد.
ظهرت الأشكال والزخارف النموذجية لعشرينيات القرن العشرين في جميع أنحاء المجموعة ولكن مع لمسة من عام 2025. كانت المجموعة أيضًا بمثابة قصيدة لتاريخ فندي والمرأة التي ترتديها. عكست لوحة الألوان الترابية والدرجات الهادئة والظِلال المطفأة هدوء المجموعة وبساطتها وكأنها مَحطة توقف تُعيد ضبط الصورة وتحث على التأمل في الماضي ومسافة شاسعة من التاريخ الذي يقف اليوم خلف علامة "فندي".
Jil Sander تقدّم قصيدة للحياة الحضرية
في هذا الموسم، استوحى Lucie و Luke Meierمن أعمال المصور الكندي جريج جيرارد وأعماله التي استكشف فيها المدن الكبرى في سبعينيات القرن العشرين، فعرضا مجموعة كانت بمثابة قصيدة للحياة الحضرية. وقد طُبعت بعض صوره على المجموعة، بينما تأثرت الألوان بأعماله، حتى ديكور العرض - ستارة مخملية بنية اللون متصلة، مع سجادة زهرية متباينة وإضاءة باردة - فأشار بشكل مباشر إلى صوره.
تمركزت البِدل والجاكيتات الهيكلية التي تستعرض مستوى الخياطة الرفيعة المُرتبط بعلامة "جيل ساندر" للأزياء النسائية والإطلالات الرجالية على حد سواء كما تناقضت رسمية البدل بالفساتين الناعمة وأقمشتها الرقيقة.
Boss تكسر المعايير التقليدية للملابس الرسمية وتقدّم بديلًا مريحًا
كسرت مجموعة Boss لربيع وصيف 2025 التي حملت عنوان "خارج المكتب"، المعايير التقليدية للملابس الرسمية وقدّمت بديلًا مريحًا لملابس العمل. تضمنت المجموعة تصاميم "هودي" رياضية تحت البليزرات، فساتين محبوكة، وخياطة فضفاضة. وقال ماركو فالسيوني: "بالنسبة لربيع وصيف 2025، قمنا بإعادة اختراع البدلات الرسمية. هذه إعادة ضبط. الرئيس الحقيقي يتمتع بالقوة والثقة في نفسه؛ فهو يعرف متى يتوقف عن العمل ويستعيد وقته، ويخرج للاسترخاء، بعيدًا عن التسلسل الهرمي للقواعد واللوائح".
Marni ومجموعة أكثر هدوءًا وعمقًا
لربيع وصيف 2025، اختار المصمم "فرانشيسكو ريسو" Francesco Risso التخلي عن مشهد الاستعراض في عرض الأزياء لصالح "تحول أكثر هدوءًا وعمقًا، مع التأكيد على العودة المستمرة إلى كل من فن وقلب التصميم"، كما أوضح في ملاحظاته الخاصة بالعرض. دعا المصمم الضيوف إلى صالة عرض مارني وقدّم مجموعته "روتين الجمال الأساسي" Essential Beauty Routine التي تتكون من فساتين ضيقة ذات ياقة مربعة وتنانير من الريش وقبعات متقنة وبدلات مطبوعة والكثير من الطبقات.
Max Mara تجمع بين الأسلوب المينيمالي الفاخر مع لمسات عصرية
لهذا الموسم، قررت "ماكس مارا" و Ian Griffithsإلقاء نظرة على أعمال عالمة الرياضيات والفيلسوفة وعالمة الفلك والمعلمة "هيباتيا" Hypatia التي طورت فيثاغورس أعمالها. فجاءت المجموعة جامعة بين الأسلوب المينيمالي الفاخر مع لمسات من العصرية والعملية.
وشرح المدير الإبداعي إن هذه المجموعة "تشبه هذه المعادلات، التي يتم التعبير عنها على هيئة مثلثات بيانية، الأسهم البسيطة التي يستخدمها خياط الملابس لتحويل ملاءة مسطحة إلى بنية حية ثلاثية الأبعاد؛ سهام سحرية غامضة. وكثيراً ما يتم إخفاؤها أو تمويهها، ولكن هنا يتم الإعلان عنها بفخر". شهدت المجموعة إبراز زوايا القمصان والسترات والمعاطف وإظهار الطيات. وقال "في مجموعة تعتمد على الهندسة والدقة والتعبير، توجد أقمشة لا تشوبها شائبة، وأقمشة الجبردين، والأقمشة المثقبة، وأقمشة الدنيم ذات الطول العالي التي تصلح للهندسة، ولكن هناك أيضاً الحرير المجعّد المتقاطع بشكل دائم مع الطيات العشوائية".
MM6 Maison Margiela تقدّم إطلالات سهلة وعملية
مجموعة MM6 Maison Margiela كانت مليئة بقطع مثالية لحرارة الصيف، واستهدفت أولئك الذين يبحثون عن إطلالات سهلة وعملية، على حدّ شرح العلامة. تم تنسيق شورتات الدنيم مع سترات حريرية، والفساتين القصيرة مع أحزمة سميكة والسترات كانت كبيرة الحجم ومضغوطة عند الخصر.
وبالرغم من أن القطع حافظت على هوية الدار التي تبرز من خلال الصيحات العصرية والقطع الكاجوال، استطاعت أن تجمع بين الخياطة المتقنة وبريق الأقمشة اللماعة مع التركيز على القصات المريحة التي تليق بكل المناسبات.
Moschino تصاميم مميّزة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية
قدّم Adrian Appiolaza مجموعته الثانية لـ"موسكينو" لربيع وصيف 2025، والتي قال إنها تدور حول شخصيات متشابهة التفكير: "هويات مشتركة مترابطة من خلال ملابسهم". وفي ملاحظات العرض، كتب: "تستكشف هذه المجموعة مجتمعات الملابس - الثقافات والثقافات الفرعية، حيث يعتبر ارتداء الملابس المتشابهة علامة على الأرواح المتقاربة. منقسمة إلى مجموعات مميزة، تعكس بعضها البعض، تتمتع الموضة هنا بعقلية جماعية. القوة في الأعداد. في جميع أنحاء المجموعة، تتغير الأنماط، ويتم الاحتفال بالفردية حتى كجزء من عصابة".
Prada تتحدى الذكاء الاصطناعي بمجموعة مُستقبلية
لمجموعة ربيع وصيف 2025 تحدى ميوتشيا برادا وراف سيمونز نظام الحياة اليومية والعملية والإبداعية التي يقودها كلاً من الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي وخوارزمياتها الغامضة فخلقا مجموعة متناقضة ومتضاربة صعبة الإتباع والتحليل فهي صُممت من فِكر إنساني تُخيم عليه الفوضى البشرية وخط من المفاهيم المتبعثرة التي تفكر في الحاضر وتسترجع الماضي وتتنبأ تحركات المستقبل القريب قبل البعيد.
قالا في ملاحظات العرض: "نحن نعيش في عصر المعلومات المتطرفة، منغمسين في تدفق مستمر من المحتوى. إن استهلاكنا للمشهد اللامتناهي الذي تقدمه شبكة الإنترنت مدفوع بخوارزميات، وتسلسلات محدودة من التعليمات التي تحدد ما يمكن اتخاذ القرار بشأنه من خلال المنطق في عالم غير منطقي في الأساس. وإذا كان هذا التفسير يفترض وجود بنية للفهم، فإن البشرية يمكن تعريفها على النقيض من ذلك بعدم القدرة على التنبؤ، ورفض المشتق والمتوقع. وهنا ينفتح حوار بين هذين المنظورين المتميزين".
في Tod's تلتقي التقليد بالفخامة والوظائف
لربيع وصيف 2025، قدّم Matteo Tamburini مجموعة مستوحاة من رحلة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث يلتقي التقليد بالفخامة والوظائف. تحت عنوان "الذكاء الحرفي"، كانت هذه المجموعة "تتعلق بتقدير الفرد وتذكيرنا بأن وراء كل منتج، وراء أي ابتكار، تكمن معرفة وأيدي صانعه".
Emporio Armani تتماشى مع روح العصر مع التزام بأسلوب الدار الثابت
جسّد المصمم جورجيو أرماني في مجموعة Emporio Armani لربيع وصيف 2025، مفهوم الزمن بأسلوب يجمع بين الطابع الدوري والخطي؛ حيث يتماشى إحساسه بروح العصر مع التزامه بأسلوب ثابت يتغير ليظل وفياً لجوهره.
وقال جورجيو أرماني "تُظهِر دعوة عرض الأزياء هذا عارضة أزياء ترتدي ربطة عنق. إنها صورة من ماضي، لكنها تمثل المستقبل أيضًا. في الماضي، كانت هذه الإطلالة جذرية، لكنها اليوم أصبحت لعبة. لقد تغيرت الأوقات وأنا أدرك أنني ساهمت في هذا التغيير من خلال خزانة ملابسي وأكثر من ذلك".
Gucci تقدّم قصات الستينيات بلمسة عصرية
قام "ساباتو دي سارنو" Sabato De Sarno بعرض ثالث مجموعة له بصفته المدير الإبداعي لدار "غوتشي"، حيث أظهر حبه لقصات الستينيات والتي منحها لمسة عصرية. ونشرت الدار ملاحظة من المدير الإبداعي "دي سارنو" ومصدر الإلهام خلف المجموعة في خاطرة شاعرية تحث على العيش في اللحظة وتقديرها "لحظة دقيقة من الزمن، لحظة يجب اغتنامها والعيش فيها على أكمل وجه. إنها اللحظة التي تغوص فيها الشمس في البحر في نهاية اليوم."
تَضع هذه الفكرة المجموعة وتفاصيلها في وسط الصورة وتُفسرها بأسلوب واضح حيث صَمم "ساباتو دي سارنو" هذه المجموعة ليقدم بها خيارات واسعة ومتنوعة وخزانة موسمية كاملة لإمرأة Gucci العصرية التي ستتوجه لموسم ربيع وصيف 2025 للألوان الحيوية والأسلوب غير المتكلف بلمسة من الفخامة وإكسسوارات تحمل رسالة رمزية لتاريخ الدار الإيطالية العملاقة.
Versace تمنح الملابس غير الرسمية قيمةً مساوية للملابس الفاخرة
تقترح Donatella Versace في مجموعة ربيع وصيف 2025 نظرة متجدّدة لمفهوم الأكثر وليس الأقل، خزانة ملابس أكثر رقّةً وعذوبة، نضارة وانطلاقاً للروح. تتميّز هذه المجموعة بتصميمها البسيط وسهولة تطبيقها من الناحية العمليّة، حيث تحول ملابس النّهار إلى لوحة قماشيّة متواضعة لتمنحك أسلوبًا مبهجًا في ارتداء الملابس. ومن خلال دافع تلبية الرّغبات، يتمّ منح الملابس غير الرسمية قيمةً مساوية للملابس الفخمة والفاخرة.
وتوضّح التّصاميم باختصار أنواع الطّبعات. وتبدو المواد الناعمة عند التّصنيع وكأنها مزخرفة بالنّقوش. تضفي الإكسسوارات المستوحاة من الأعمال الفنيّة لمسةً استثنائّية على الحياة اليوميّة. وتخلق الرّغبة في الحرية مظهرًا استثنائيّاً وتلقائيّاً: مظهر عفوي ومفعم بمتعة اختيار وارتداء الملابس. إنه مظهر إيجابي بشكل غير اعتيادي ويعبّر بصدق عن روح Versace.
Dolce & Gabbana تستوحي من هوليوود القديمة التي تلتقي بإيطاليا الكلاسيكية
استوحيت مجموعةDolce & Gabbana ، التي حملت عنوان "الجمال الإيطالي" Italian Beauty، من هوليوود القديمة التي تلتقي بإيطاليا الكلاسيكية، مع الكثير من التأثير من النجمة مادونا. وقالت العلامة في بيان "الحسية والموقف والشخصية والسحر: الجمال الإيطالي في طليعة عرض أزياء ربيع وصيف 2025. تسلط رموز أسلوب دولتشي آند غابانا الضوء على الأنوثة المتحررة التي تجسد جوهرها بكل سهولة، مما يخلق حوارًا سلسًا بين الماضي والحاضر."
Bottega Veneta ومجموعة مرحة وتجريبية ومبهرة
"لقد كنت مهتمًا بقوة "الدهشة"،" هكذا قال ماثيو بلازي بعد عرضه الأخير لأزياء بوتيغا فينيتا، والذي كان بمثابة الفصل الختامي لأسبوع الموضة في ميلانو لهذا الموسم. "الدهشة التي تشعر بها عندما تكون طفلاً عندما تجرب ملابس والديك؛ إنها بدائية تقريبًا"، كما أوضح، مشيرًا إلى أنه كان يفكر في لحظة في فيلم ET الكلاسيكي للمخرج ستيفن سبيلبرغ عندما يختبئ الكائن الفضائي الذي يحمل الفيلم اسمه في خزانة مليئة بالألعاب الناعمة الملونة.
مهدت هذه المجموعة الطريق لمجموعة من اللعب والإبداع الخالص، الخياطة المتضخمة، الحقائب التي تذكرنا بأكياس السوبر ماركت، والقمصان والجينز ذات الطيات الهادفة. وقال: "هذه المجموعة تتضمن متعة النظر والاكتشاف واللباس"، مشيرًا إلى أن المجموعة بدأت معه وهو يتخيل رجلاً يرتدي بدلة يوصل طفله إلى المدرسة، ويحمل حقيبة الظهر الوردية الملونة على كتفه. وتابع Blazy: "ربما كان الموسم الماضي أكثر تأملاً. ولكن في الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى الجمال. نحن بحاجة إلى الفرح. نحن بحاجة إلى هذه اللحظة لأنفسنا، والاستمرار في اللعب".
