10 حقائق عليكِ معرفتها عن الأحجار الكريمة
منذ العصور القديمة، لطالما كان الإنسان معجباً بأشكال الأحجار الكريمة وألوانها المذهلة. ودون أن يعرف الناس تركيباتها ومكوّناتها الحقيقية، ربطوا بهذه الروائع الطبيعية قوى خارقة وروحانية. حتى أن أصولها وجذورها كانت محاطة بهالة من العموض، ولهذا السبب، ظهرت عبر القرون الكثير من الأساطير المتباينة لتفسير وجودها. إليكِ 10 معلومات مشوّقة عن الأحجار الكريمة لنتعقّب تاريخها معاً.
1.تسمية "جوهرة" أو "حجر كريم" مصطلح تاريخي يُطلق على أربعة أنواع من الأحجار: الماس والصفير والياقوت والزمرد. إن معايير استحقاق هذه التسمية محددة جيداً وتأخذ بعين الاعتبار أصل الحجر الذي يجب أن يكون طبيعياً، وصلابته، ونوعيته، وندرته. فلا يمكن إطلاق هذه التسمية إلا على أحجار ذات صفات استثنائية بالفعل، ألا وهي النقاء والندرة والجودة وحتى التاريخ.
2.يعود تاريخ صناعة الجواهر إلى زمن قديم، عندما كان أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ يبحثون عن الأحجار التي تسمح لهم بصنع الأدوات والأسلحة التي لا غنى عنها في حياتهم. وفي فجر العصر الحجري الحديث، وجد الإنسان بعض الأحجار المشعّة أو الزاهية الألوان، ونسب إليها قوى خارقة عظيمة تم الاعتقاد بأنها تتعزز لدى نقش علامات سحرية عليها. وهكذا، أصبحت هذه الأحجار المميزة في نهاية عصور ما قبل التاريخ أول عملة منتظمة للتبادل بين بدو الصحراء وسكان المجتمعات الزراعية المستقرة، الذين بحثوا عنها من أجل قيمتها السحرية المزعومة عوضاً عن قيمتها الجمالية. فلم تكن الأحجار الكريمة مقتنيات للترف، بل كانت سلعة أساسية لضرورات الحياة.
3.في أرض السومريين، أصبحت الأحجار المنقوشة الأختام الأولى، بسبب الاعتقاد السائد بأن الأحجار الكريمة يمكنها نقل قوتها السحرية. على بصمة طينية، حُفرت العلامات أوّلاً لإبعاد اللصوص والكوارث الأخرى بالقوى الحامية؛ وفي وقت لاحق، أصبح استخدام الأختام للإمضاء والتوقيع. كان لهذه الأختام شكل زر أو نصف كرة غير منتظم أو أسطوانة مثقوبة وفقاً لمحور الدوران ليتم تعليقها في عقد.
4.من المعقّد نوعاً ما أن ننجح في إدارة ترتيب ظهور الأحجار الكريمة في تاريخ البشرية. ومع ذلك، يمكن الإشارة إلى أن أحجار اليشم والكوارتز كانت تستخدم لتصنيع الأدوات في حقبة ما قبل التاريخ. وبالقرب من حقبة السومريين، كانت أحجار اللازورد والسبج والينع والعقيق واليشب تُقص أو تُنقش بشكل كرات مثقبة وأختام وتمائم وكؤوس ومجسمات بأشكال الأزهار والحيوانات. أما في مصر القديمة وتحديداً في المقابر، فكان الملكيت أول ظهور للأحجار الكريمة، إذ استخدم المصريون القدماء مسحوق الملكيت في طلاء جفونهم، ثم ظهر اللازورد والسبج والينع واليشب بالإضافة إلى الجمشت والفيروز والأمازونيت. وفي فترة لاحقة، برز الزمرد والأكوامارين والهيماتيت بالإضافة إلى الغارنيت والكهرمان والمرجان واللؤلؤ.
5.وبالاقتراب من نهاية عهد الإمبراطورية الآشورية، تم تداول الأحجار الكريمة بكميات لا بأس بها وكان يتم البحث عنها لندرتها وجمالها وجودة العمل عليها. أما في اليونان، فقد كانت للمادّة أهمّية أقل، بحيث توجّه التركيز نحو عمل النقش والحفر الذي وصل لمستوى من الحرفية والكمال لا يمكن أن يضاهيه سوى عمل قلة من نقّاشي عصر النهضة. خلّد التاريخ اسم الفنان الإغريقي "بيرغوتيليس" لما نقشه على الجواهر من بورتريهات للإسكندر الأكبر. وفي ما بعد، أصبحت الإسكندرية المركز الرئيسي لصنع الأحجار الكريمة المنقوشة، وصيغ في هذه المدينة على الأرجح اثنان من أروع أعمال الحفر التاريخية، وهما كأس البطالمة وكأس فارنيزي اللذان تطلب العمل الدقيق عليهما بين عشرين وثلاثين سنة. وأذكر هنا تحفة ثالثة معروفة في كل أنحاء العالم باسم "الكاميو العظيم"، وهي من ابتكار النقّاش الشهير "ديوسكوريد" في بداية القرن الأول في روما، حيث وُجدت ثروة كبيرة من الجواهر والأحجار الكريمة المنقوشة.
6.بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، سيطرت ثلاث حقائق مهمة على تاريخ علم الأحجار الكريمة، وهي استعمار أمريكا اللاتينية من الإسبان الذين وجدوا العديد من أحجار الزمرد المتنوعة والجميلة، واكتشاف الماس في البرازيل عام 1723 الذي تسبب في فقدان الهند احتكار الإنتاج، إضافة إلى اكتشاف مخزون الماس الغني في جنوب إفريقيا في عام 1867، الأمر الذي جعل الحجر في متناول عدد أكبر من الناس. ولكن في الآونة الأخيرة، ظهرت في الأسواق طبعاً الأحجار الاصطناعية التي وسعت الإمكانيات المتاحة للصائغين. ومقارنة بالأحجار الكريمة، إن تكاليفها معقولة أكثر وبالتالي هي مناسبة لكمية أكبر من الإنتاج.
7.غالباً ما نربط حجر التنزانيت بدار "تيفاني أند كو" بسبب حملة أطلقتها العلامة في عام 1968. تخبرنا قصة اكتشاف التنزانيت أن رعاة من شعب الماساي عثروا على بلورات زرقاء عند تلال "ميريلاني" في تنزانيا أثناء رعي الماشية في عام 1967. وقادوا باحثًا يُدعى "مانويل دي سوزا"، كان يعتقد في البداية أن هذه البلورات تنتمي إلى فئة حجر الصفير. ولكنه لاحقاً عرّف هذا الحجر على أنه نوع أزرق زاه من الحجر المعدني زويسيت الموجود منذ أوائل القرن التاسع عشر.
8.حدث انهيار قصير في مبيعات الأحجار الكريمة بسبب ارتفاع سعرها ونشأة الأحجار الاصطناعية للمرة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وكانت هذه الظاهرة مؤقتة فقط، فسرعان ما عاد السوق لتفضيل الأحجار الكريمة الحقيقية على الرغم من أنها أغلى ثمناً مقارنةً بالأحجار المصنعة التي تحمل قيمة أقل.
9.من بين أشهر الجواهر في التاريخ نجد أوبال إله الشمس. هو أشهر أوبال مكسيكي، ويبدو أنه سُرق من أحد معابد الأزتيك أثناء غزو المكسيك. الحجر موجود اليوم في معهد "سميثسونيان" في واشنطن، حيث يمكن لجميع زوار المتحف الاستمتاع بجماله.
10.أخيراً، وبرأي الكثيرين، إن الجوهرة التي تستحق لقب أشهر حجر كريم في العالم هي ياقوت الأمير الأسود. لا تنبع شهرته من مغامرات الماضي فحسب، بل قبل كل شيء من حقيقة متناقضة، وهي أنه في الواقع ليس حجر ياقوت بل حجر إسبنيل رائع الجمال.