حوار مجلة "هي" مع أول سعودية باحثة دكتوراه في مجال تصنيع الخلايا المعدلة وراثيا عبير آل حبيش
إعداد : "سڤانا البدري“ AlBadri Savanah
تصوير : "مارك براون“ Brown Mark
لا تشكل الأمراض السرطانية اليوم مصدر قلق وخوف كما كانت عليه في السابق.. فهناك بحوث ودراسات واعدة ستحقق نقلة نوعية جديدة ومثيرة في مجال العلاج المناعي، منها تقنية تصنيع CAR-T cell الخلايا المعدلة وراثيا، وهي بمنزلة بوابة أمل تمهد الطريق لعلاج الأمراض السرطانية
عبير آل حبيش، أول سعودية باحثة دكتوراه في مجال تصنيع الخلايا المعدلة وراثيا CAR-T cells، وأول سعودية تتخرج في جامعة UCL في هذا التخصص. نالت شهادة الدكتوراه من كلية لندن الجامعية تخصص قسم الهندسة الكيميائية الحيوية، وأما تخصصها الدقيق فهو العلاج الخلوي والجيني cell and gene therapy، وهو تخصص مهم في إيجاد حلول لتطوير عقارات وعلاجات تستهدف الأمراض النادرة. حصل بحثها على التميز، لكونه البحث الوحيد المتخصص في إيجاد طريقة أخرى لحفظ الخلايا المناعية التائية المعدلة وراثيا بجودة عالية قبل إعادتها لجسم المريض لمهاجمة الخلايا السرطانية في الدم والقضاء عليها.
حصلت على شهادة الماجستير من واشنطن DC تخصص هندسة طبية حيوية، وكان لبحث التخرج علاقة بالبحث عن علاج للسرطان، لكن وفاة والدتها بسرطان الثدي كان له أكبر الأثر في شغفها بالبحث المركز والدراسة لتطوير علاج للسرطان، وإيجاد حلول للأمراض النادرة.
تؤمن بأن المرأة السعودية نجحت في كسر الصورة النمطية للمرأة، وأثبتت وجودها بكفاءة على جميع الصُعد. والأمثلة التي لا حصر لها شاهدة على ذلك بدءا بالأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود أول سفيرة سعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، و د. أمل فطاني أول امرأة سعودية تتولى منصب ملحق ثقافي في ملحقية لندن. مجلة "هي" التقتها في لندن لتحدثنا عن التقنية الجديدة ودورها في علاج الأمراض السرطانية.
أنتِ أول سعودية باحثة دكتوراه في مجال تصنيع CAR-T cells، حدثينا عن التقنية؟
CAR-T cells تعني تصنيع الخلايا المعدلة وراثيا، وكنت من أوائل السعوديات اللاتي دخلن هذا المجال الذي أولته الحكومة السعودية اهتماما كبيرا. وتعتمد تقنية CAR-T cell على أخذ مجموعة من الخلايا المناعية التائية من المريض، وإعادة برمجتها جينيا حتى يصبح لها مستقبل (Receptor) تتعرف من خلاله إلى خلايا الدم المصابة مثل السرطان، وأمراض الشيخوخة، ومرض نقص المناعة HIV. وهي تقنية حديثة تستخدم الآن في علاج سرطان الدم، ولكنها للأسف مكلفة ماديا.
ما أهمية هذا التخصص؟ وكيف سيغير موضوع بحث رسالتك للدكتوراه علاج الأمراض السرطانية مستقبلا؟
تخصصي الدقيق Cell and Gene Therapy يندرج تحت قسم الهندسة الكيميائيةالحيوية، وهو مهم في إيجاد حلول لتطوير عقارات وعلاجات تستهدف الأمراض النادرة. وتعتبر تقنية CAR-T cell من الطرق العلاجية الجينية الحديثة التي أثبتت فاعليتها في القضاء على الخلايا السرطانية بشكل فعال، ولكن لهذه التقنية بعض السلبيات التي ترافقها مثل استهدافها الخلايا السليمة (B cells)، كما أن خطوات تصنيعها طويلة ومعقدة. وهناك دراسات لتطوير هذه التقنية، لتستهدف أمراضا سرطانية أخرى مثل (Solidtumors).
السعودية سباقة في تبني هذه التقنية؟ وحظيتِ بفرصة أول سعودية متخصصة في هذاالمجال؟ أخبرينا عن التجربة؟
هناك تطلعات كبيرة لتبني هذه التقنية، ويرجع ذلك إلى فاعلية هذا العلاج الجيني كما ذكرت سابقا. بدأت التجربة في مستشفى الملك فيصل التخصصي، حيث أسهمت في تصنيع هذا العلاج الجيني، وجرى تطبيقه على طفل عمره ١٣ سنة يعاني من اللوكيميا. شغفي وحبي للبحث وإيجاد حلول للأمراض النادرة، كان الدافع وراء تخصصي، لكوني من أوائل السعوديات اللاتي دخلن هذا المجال. لذلك أشكر الله على إتاحة هذه الفرصة.
بحثي يتميز باستخدام طريقة مبتكرة لحفظ CAR-T cells بدل الطريقة التقليديةالمتبعة وهي التجميد
أنتِ أول سعودية تتخرج في جامعة UCL في مجال الهندسة الجينية لتصنيع CART cells، ما سبب انحسار دراسة هذا التخصص؟
نعم أنا الأولى على حد علمي في مجال Manufacturing of CAR-T cells، ويعود سبب انحسار هذا التخصص إلى حداثة العلم وقلة الجامعات التي تقدمه حول العالم.
ما الذي يميز بحثك عن غيره من البحوث؟ وما سبب اختيارك لهذا التخصص دون غيره؟
يتميز بحثي بكونه يهدف إلى استخدام طريقة مبتكرة لحفظ CAR-T cells بدل الطريقة التقليدية المتبعة، وهي التجميد. وقد اخترته لكونه يجمع بين ثلاثة من العلوم الأساسية، الأحياء والهندسة والكيمياء. هذه العلوم تسهم في تطور الأدوية
واللقاحات، بما يسهم في تقدم البشرية.
كيف تجدين تجربة الابتعاث؟ وما أهم التحديات التي واجهتك على الصعيد الدراسي والاجتماعي؟
تجربة الابتعاث أحدثت نقلة نوعية في مسيرتي التعليمية، ورفعت معيار الكفاءة العلمية لدي، ويتخللها التوسع في التعرف إلى ثقافات مختلفة. ولكن، ومما لا شك فيه أن هناك بعض الصعوبات والعقبات التي تواجه أي طالب
علم، ولعل من أبرزها أن يستزيد من العلم ويقضي سنواته بعيدا عن الأهل والوطن.
حصلتِ على مكافأتي تفوق من الملحقية الثقافية السعودية؟ حدثينا عن مضمونهما، وماذا أضافتا لك؟
هي مكافأة مالية يحصل عليها المبتعث السعودي بعد تحقيق عدد من الإنجازات العلمية، مثل الابتكار والنشر العلمي، وهذا في الحقيقة أحد مواطن الشكر والامتنان، لما يقدمه بلدي، ليس فقط لضمان سير العملية التعليمية، بل للتحفيز على البحث والابتكار ومشاركة مجتمع العلم والمعرفة حول العالم.
كيف تجدين رؤية 2030؟ وكيف ستخدم المرأة السعودية؟
المملكة سائرة بعون الله في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات في جميع محاورها التي ترتكز على تعزيز النمو الاقتصادي، ورفع مستوى جودة التعليم، وفي زيادة برامج التدريب والتأهيل.
تعتزم رؤية ٢٠٣٠ رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية، وقد أعطت الأولوية لتنمية مواهب المرأة واستثمار طاقاتها ضمن أولويات هذه الرؤية للحصول على الفرص المناسبة للإسهام في تنمية المجتمع الاقتصادي والتعليمي في جميع المجالات.
نجحت المرأة السعودية في كسر الصورة النمطية للمرأة وإثبات وجودها
هل نجحت المرأة السعودية في كسر الصورة النمطية للمرأة وإثبات وجودها؟
أؤمن بأنها نجحت وبكفاءة على كل الصُعد. وهذا ما كان ليتم لولا توفيق الله، سبحانه، والدعم اللامتناهي من قيادتنا الرشيدة، وإصرار وعزيمة المرأة السعودية التي لا يقف أمامها شيء، والأمثلة التي لا حصر لها شاهدة على ذلك. ومن ذلك على سبيل المثال الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود أول سفيرة للمملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية. ود. أمل فطاني أول امرأة سعودية تتولى منصب ملحق ثقافي في ملحقية لندن. وأ. شيهانة العزاز، التي تولت منصب الأمين العام لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، ونالت لقب (صانعة الصفقات) في مجلة Finance بالمملكة المتحدة. وغيرهن الكثيرات من عالمات، ودبلوماسيات، وسيدات أعمال، ومحاميات، ومخترعات ومربيات فاضلات.
كيف ستوظفين الخبرة التي اكتسبتها لخدمة وطنك الأم السعودية؟
السعودية اليوم تشهد تطورات ملحوظة على كل المستويات، وتسير بخطى ثابتة ومدروسة، لتكون في مصاف الدول العالمية في العلوم والتقنية. لذا سأسعى جاهدة لأنقل أحدث التقنيات الحديثة من أرض الابتعاث، وأوظفها لتحقيق رؤية وتطلعات المملكة. وسأعمل أيضا على نقل الخبرة المكتسبة، وتطوير جميع التخصصات العلمية في السعودية
لتواكب العصر التكنولوجي الحالي.
ما الهدف الذي تسعين لتحقيقه؟
أؤمن يقينا بأن زكاة العلم نشره، لذا أنوي بمشيئة الله أن أعمل جاهدة على البحث والاستزادة لتوسيع المعلومات في ما يتعلق بطريقة تصنيع الأدوية وتطويرها، ومن ثم نشرها وتدويرها.
ماذا في الأفق من مشاريع تودين تحقيقها؟
في الحقيقة الأفق زاخر بالنيات والأهداف والمشاريع التي سأعمل بمشيئة الله على أن أجعلها ترى النور. لكن يمكنني القول إنها بشكل أو آخر تتمحور حول تطوير تقنية (CAR-T cells) بما يخدم وطني والعالم أجمع.
ما أهم إنجازات طالبة الدكتوراه عبير آل حبيش في جامعة UCL.
- تدريس طلاب جامعة UCL والإشراف عليهم في تخصص الهندسة الكيميائية الحيوية لمدة سنتين متتاليتين.
- حضور مؤتمرات محلية ودولية مع المشاركة في عرض جزء من أعمالي البحثية.
- الإشراف على الطلاب في مشاريعهم البحثية خلال Pilot plant week.
- نشر عدد من الأوراق العلمية (under review).
- المشاركة في عدد من الأنشطة التطوعية تحت مظلة الجمعية السعودية في جامعة UCL.
- نائبة رئيس في الجمعية السعودية في UCL.