الدكتورة ملداء الداودي لـ"هي": الجمال هو إظهار النسخة الأجمل بدون تغيير جذري
باتت الإجراءات التجميلية مطلبا أساسيا للمرأة التي تهتم بجمالها، وتسعى لمواكبة معايير الجمال المتغيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الوقت الذي بلغت فيه عمليات التجميل حدا لافتا، يأتي دور طبيب التجميل في تحمل مسؤولية إطالة عمر هذا الجمال، وتخفيف التدخل الجراحي، وأيضا في محاولة إقناع السيدة بإبقاء ملامحها طبيعية قدر الإمكان.
الدكتورة ملداء الداودي، اختصاصية الجلدية والتجميل الحاصلة على ماجستير في الأمراض الجلدية وشهادة البورد الأمريكي في طب التجميل، تتحدث في حوار مع مجلة "هي” عن أبرز التقنيات التي تحد من التجاعيد في عالم التجميل، إضافة إلى نصائح للمحافظة على نضارة البشرة، وكيفية علاج الهالات السوداء.
بصفتك طبيبة تجميل ومتخصصة في مجال الجلدية والتجميل، ما مفهوم الجمال من وجهة نظرك؟
برأيي الجمال هو إظهار النسخة الأجمل من دون تغيير جذري لشكل الوجه. ما علينا سوى تقبل فكرة التقدم في السن، والعمل على إظهار أفضل نسخة من أنفسنا، وتقدير جمالنا الداخلي.
في منطقة الخليج كثيرون يعانون من جفاف البشرة، بم تنصحينهم؟
جفاف البشرة هو مشكلة شائعة في الأجواء الحارة والباردة، لذلك يجب ترطيب البشرة بالكريمات المرطبة. أيضا على أصحاب البشرة الدهنية الحرص على ترطيب البشرة باستخدام أنواع الكريمات الخاصة بالبشرة الدهنية، كما يجب شرب المياه بكميات كافية بما يعادل 2 ليتر يوميا، للحفاظ على الترطيب المثالي للبشرة.
مثلا، في عيادتنا نقدم علاجات مختلفة تساعد في ترطيب البشرة، كاستخدام حقن إبر النضارة باستخدام حمض "حمض الهيالورونيك" والتي تساعد على امتصاص المياه وحبسها في البشرة لترطيب أكثر عمقا وفاعلية.
هناك الكثير من أطباء ومراكز التجميل اليوم، بمَ تختلف تقنيات وفلسفة عيادتكم Eternel Clinic عن بقية عيادات التجميل بدبي؟
نحن في عيادة "إتيرنيل" ننظر إلى التجميل من منظور متكامل قبل الإقدام على أي نوع من العلاجات. نحاول في عيادتنا أن نعزز مفهوم التجميل الطبيعي الذي لا يغير الشكل الخارجي بشكل جذري، بل يبرز الملامح الطبيعية للشخص، ويجعلها أكثر جاذبية.
مع حلول سنة 2022 نركز على الاهتمام بنضارة البشرة
مع حلول العام الجديد، ما أحدث صيحات عالم التجميل التي ستكون حاضرة في 2022؟
مع حلول سنة 2022 نركز على مفهوم جديد يتمحور حول الاهتمام بجمال ونضارة البشرة، وخاصة بعد أن لاحظنا أن الكثير ليس لديهم الثقافة الكافية للاهتمام بالبشرة، خصوصا في فترة ما قبل أزمة "كورونا".
حيث اعتقد الكثيرون أن علاجات الفيلرز والبوتوكس الشائعة، واستخدام مستحضرات التجميل هي الحل الوحيد لمشكلات البشرة. لكن في السنتين الماضيتين استخدم الكثير من الأشخاص محادثات الفيديو، وهو ما أدى إلى ملاحظة الكثير من عيوب البشرة بشكل مباشر. لذلك قررنا التوجه إلى توعية وتثقيف جمهورنا بأهمية نضارة البشرة وطرق العناية بها.
أنا لا أؤمن كثيرا بالصيحات التجميلية المؤقتة التي تصبح شائعة فجأة، وبالأخص إذا كانت تهدف إلى التغيير الجذري في ملامح الوجه، في النهاية سيبقى الجمال الطبيعي للبشرة هو الصيحة الرائدة.
ما أحدث تقنيات التجميل من دون جراحة في عيادتك؟
في عيادتنا، نقدم مختلف علاجات البشرة والشعر ونحت الجسم. بالنسبة لعلاجات تجميل الوجه نقدم حاليا علاج الخلايا الجذعية، والذي يساعد في تنشيط الكولاجين، وإعطاء مظهر أكثر نضارة وحيوية للبشرة، إضافة إلى تخفيف تساقط الشعر وتحفيز نمو خلايا شعر جديدة. بالنسبة لعلاجات الجسم، تقدم عيادتنا علاج تجميد الدهون العنيدة وإذابتها باستخدام أحدث التقنيات والأجهزة لمختلف مناطق الجسم دون الخضوع للجراحة، إضافة إلى الاستخدامات المتقدمة للفيلرز والبوتوكس.
ما التقنيات التجميلية الجراحية التي تعتمدينها في عيادتك؟
في عيادة "إتيرنيل" لدينا أطباء جراحون ولديهم خبرة واسعة في عمليات التجميل والتي تشمل تكبير الثدي وعلاج الترهلات وشد البطن.
هناك معتقدات تقول إن البوتوكس يجمد الوجه؟ ما أحدث التقنيات المتبعة التي تحد من التجاعيد وتنحت الوجه بشكل طبيعي؟
البوتوكس يعمل على إيقاف حركة العضلات بشكل مؤقت، ويستخدم بشكل أساسي للنصف العلوي للوجه لعلاج التجاعيد التعبيرية للوجه، كالتجاعيد التي تظهر عند الغضب أو الابتسام في منطقة الجبين وحول العينين، أيضا هناك علاجات أخرى للتجاعيد المختلفة، كعلاج "ألثيرابي" Ultherapy. الذي يحد من ترهل البشرة، ويخفف من ظهور الخطوط التعبيرية على جانبي الأنف والفم، إضافة إلى علاج التجاعيد الدقيقة بفضل تنشيط العلاج للكولاجين في البشرة.
يعتبر أيضا نحت الوجه من المفاهيم الجديدة، والذي يشمل استخدام علاجات مختلفة كالبوتوكس والفيلرز وخيوط شد البشرة لرفع الخدود وتحديد خط الفك السفلي للحصول على وجه متناسق.
ما أكثر مناطق الوجه طلبا لإجراءات الفيلرز في الآونة الأخيرة؟
حقن الفيلرز عبارة عن مواد مالئة تستخدم في المناطق التي تتطلب زيادة في الحجم كالشفتين، والهالات السوداء تحت العينين ورفع الخدود وتحديد خط الفك السفلي، إضافة إلى علاج خطوط الرقبة العرضية وتعويض الدهون المفقودة في اليدين الناتجة عن التقدم في السن.
ما الحل التجميلي للهالات السوداء التي تعاني منها معظم النساء؟
الهالات السوداء هي من المشكلات الشائعة لدى السيدات والرجال أيضا، ويختلف علاج الهالات السوداء باختلاف أسباب ظهورها، في بعض الحالات لدينا، يكون سبب الهالات السوداء ارتفاع نسبة الخلايا التصبغية الموجودة حول العينين، والتي يكون غالبا سببها وراثيا، ومن الصعب التخلص منها بشكل كلي، ويتطلب علاجها استخدام بعض الكريمات الخاصة.
في بعض الحالات الأخرى، يحدث تجويف تحت العينين، إما عند الأشخاص الصغار في السن نتيجة شكل وتشريح منطقة ما تحت العين أو عند المتقدمين في السن بسبب ذوبان الدهون تحت العينين، أو تأثير الجاذبية في الجسم، ويكون علاجها عن طريق استخدام الفيلرز، والتي تظهر نتائجه مباشرة، وتدوم لمدة سنة على الأقل.
لا أنصح بحقن البوتوكس والفيلرز في سن مبكرة
ما العمر الأنسب للبدء بالإجراءات التجميلية؟ ولماذا؟
يختلف العمر المناسب حسب نوع العلاج. فيجب الاهتمام بالبشرة منذ سن مبكرة، وخاصة لأصحاب البشرة الدهنية، إذ ينبغي عليهم البدء بعلاج بشرتهم لتخفيف الدهون، ومنع ظهور حب الشباب ومعالجة آثاره. أما بالنسبة للعلاجات التي تشمل حقن البوتوكس والفليرز، فلا أنصح بالبدء بها في سن مبكرة، وبشكل عام يفضل البدء بها بعد الثلاثين.
على سبيل المثال يمكن لأشخاص في الثلاثينيات أن يكون لديهم العديد من التجاعيد لتعابير وجههم مقارنة بأشخاص آخرين بعمر الخمسين، لكنهم لا يستخدمون تعابير وجههم كثيرا، ولذا فهم ليسوا بحاجة لاستخدام حقن البوتوكس، فهذا يعتمد بشكل أساسي على الحالة ونوع العلاج.
كل مرحلة عمرية تتطلب استخدام نوع من الكريمات الخاصة بها
بِمَ تنصحين المرأة للمحافظة على نضارة بشرتها وتأخير الإجراءات التجميلية؟
الحقيقة يجب الاهتمام بالبشرة منذ الصغر، وعلى السيدات استخدام كريمات العناية اليومية للمحافظة على بشرتهن. إذ إن كل مرحلة عمرية تتطلب استخدام نوع من الكريمات أو المنتجات الخاصة بها.
فمثلا في سن المراهقة، يمكن استخدام كريمات عامة للبشرة الدهنية، وكريمات للسيطرة على حب الشباب. في مراحل لاحقة، يمكن أن تصبح البشرة مختلطة، وهذا يتطلب نظام عناية خاصا بها، وعند التقدم في السن تكون العناية بالبشرة موجهة للاهتمام بالتجاعيد الدقيقة وتنشيط الكولاجين.
ما هواياتك بعد انتهائك من العمل؟
في الحقيقة، لديّ العديد من الهوايات المختلفة، فهنالك الهوايات العامة، كالسفر والتعرف إلى الثقافات المختلفة، إضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل يومي كاليوغا أو السكواش، على الرغم من اختلافهما. أهوى أيضا المطالعة وقراءة الروايات المختلفة والدراسات في مجالات الطب والعلوم المالية والاقتصاد.
يبدو أنك تتبعين أسلوب حياة صحيا، كيف تحافظين عليه؟
بوجه عام أحاول اتباع النصائح التي أعطيها لمرضاي في العيادة، كشرب الماء الكافي، والعمل على النوم باكرا قبل الساعة الحادية عشرة مساء، وأن أحصل على عدد ساعات نوم كافية، أي ثماني ساعات على الأقل، إضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
هل من نصيحة أخيرة للسيدات بشأن انتقاء عيادات التجميل؟
أنصح أي سيدة بالتأكد من مؤهلات الطبيب أو خبير التجميل عند اختيار العيادة، كما يجب عليها الاستفسار عن المواد المستخدمة، والتأكد من أنها مواد أصلية ومسجلة. أيضا يجب التحقق من خبرة الطبيب. فليس كل ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي حقيقيا، فقد تكون النتائج التي نراها مزيفة، فالأهم هو السمعة الحسنة للطبيب، ونصيحتي الأخيرة بعد أن تجدي الطبيب الأمثل هي إعطاؤه الثقة واتباع نصائحه