استشاري جراحة وتجميل الأنف الطبيب بشار بزرة يشرح لـ هي" أنواع عمليات تجميل الأنف ونتائجها ومخاطرها
باتت عملية تجميل الأنف أحد العمليات الجراحية الأكثر انتشاراً في عصرنا الحالي بين أوساط النساء والرجال على حدٌ سواء، والأهم أن إجرائها لم يرتبط بالنواحي التجميلية فحسب ولم تكن وليدة السنوات الماضية، فهي أحد العمليات الجراحية التي عُرفت منذ العصور القديمة وانطلقت من الحضارة الهندية ووصلت إلى أرض العرب عبر ترجمة مؤلفات "سوشروتا " الذي أخذ مسؤولية نقلها إلينا " ابن أبي أصيبعة " في القرن الثامن بعد الميلاد.
أما الأُسس الأولية التي تتضمنها عملية تجميل الأنف فيُنسَب الفضل فيها للفراعنة في السنة قبل الميلاد، وأول عملية تجميل في الأنف فقد أجراها الطبيب جون أورلاندو عام 1887، وهو المُختص في الأنف والأذن والحنجرة.
بعد ذلك انتقل مجال الجراحة التجميلية للأنف إلى الغرب خصوصاً بعد الحروب العالمية التي حدثت، والتي حتّمت على الاختصاصيين والجراحين إيجاد الحلول المناسبة لترميم التشوهات التي أصابت العديد من الأشخاص حينذاك.
وبناء على ذلك، انتشرت عملية تجميل الأنف منذ العصور القديمة لأسباب طبية قبل دخولها عالم التجميل سواء لتغيير شكلها أو تحسين وظائفها. وهنا ستستوقفنا كلمة " تغيير شكلها "، لأن معظم النساء على وجه الخصوص يعتقدن أنهُن صاحبات القرار لإجراء عملية تجميل لأنف، رغبة منهن في تحسين شكل الأنف أو تغيير ملامحهن للأفضل.
ولكن هذا اعتقاد خاطئ، إذ يُعتبر الجراح الماهر هو الوحيد المسؤول عن دراسة ملامح الوجه بشكل دقيق وتحديد مقاييس الأنف المُناسبة له. كذلك ليس من المنطق عمل أنف قصير على وجه طويل أوأنف طويل على وجه شكله دائري.
لذا دعينا عزيزتي نُطلعك على أهم المقاييس التي يجب الاستناد إليها في اختيار شكل الأنف، كي تكوني على دراية كاملة قبل اتخاذ قرارك في تغيير شكلها أو تحسين وظائفها.
من هذا المُنطلق، ناقشنا استشاري جراحة وتجميل الأنف الدكتور بشارة بزرة من عيادة "بزرة ميد بدبي"، ليُحدد لنا مقاييس شكل الأنف لإجراء جراحة تجميلية ناجحة وصحيحة.
ما هي عملية تجميل الأنف لنكون أكثر دراية بمفهومها؟
تُعتبر الفكرة السائدة في مجتمعاتنا عن عملية تجميل الأنف فكرة قاصرة للغاية، فالشائع عنها هو عمليات تصغير حجم الأنف والتي غالباً ما يتم التعامل معها باعتبارها رفاهية، وما هي إلا أحد أبسط أنواع هذه العمليات التي يُشار إليها بعملية إعادة تشكيل الأنف، وذلك لزيادة التناغم والتناسب بين الأنف وباقي ملامح الوجه.
في حين أن بعض أنواع عمليات تجميل الأنف قد تكون ضرورية بغرض علاج مشاكل واضطراب التنفس، وانسداد الأنف الناتج عن تشوهات أوعيوب في بنية الأنف أو بسبب التعرض لحادث ما.
حدثنا عن عمليات تجميل الأنف الأكثر انتشاراً بين النساء؟
تُفضل غالبية النساء الأرنبة المرتفعة قليلاً أكثر من ظهرالأنف، أما بالنسبة للرجال فالأمر مختلف فهم يفضلون شكل الأنف المستقيم بشكل كامل. وبصفة عامة تنقسم أنواع عمليات تجميل الأنف إلى التالي:
- جراحة تصغير الأنف: وقد تشمل مناطق بعينها مثل الأرنبة أو جسر الأنف أو عرض الأنف.
- جراحة تكبير الأنف: وغالباً ما يكون هذا النوع من الجراحات علاجياً، وقد يكون ناتجًاًعن تشوه أو عدم اكتمال في نمو الأنف، أو عقب الاستئصال الجراحي لجزء من الأنف.
- جراحات التجميل العرقية: والتي تنتشر في أعراق بعينها تتميز بأشكال وحواف للأنف مثل شعوب الشرق الأوسط أو شعوب مناطق البحر المتوسط.
- جراحات التجميل نتيجة للحوادث: التي تتم في خلال فترة أسبوع إلى عشرة أيام عقب التعرض لحادث تسبب في تدمير بعض عظام الأنف أوغضاريفها.
من المهم أن نُطلع المرأة المُقبلة على إجرائها بالمقاييس التي يستند إليها شكل الأنف، فما هي؟
هناك العديد من المقاييس العلمية التي لا يُمكن أن يتم تجاوزها، كذلك يجب أن نٌفرق بين الجراحة التجميلية والجراحة الترميمية. علماً أن جراحة الأنف العربي تختلف عن جراحة الأنف الأوروبي، إذ أن الأنف العربي يكون الجلد سميك، والغضاريف أضعف. بينما الأنف الأوروبي يكون الجلد رقيق والغضاريف قوية وسميكة. وبالتالي جراحة الأنف العربي تحتاج إلى إجراءات إضافية للمحافظة على قوام الأنف.
وعموماً، يتم اللجوء للعمليات الجراحية الترميمية إذا تم فُقدان جزء من الأنف بعد حوادث كبيرة مثل: " فُقدان الجلد، أو الأنسجة، أو الغضاريف". بينما تُعتبر الجراحة التجميلية خيار إرادي يُمكن اللجوء إليه في أي وقت، وبهدف تعديل شكل الأنف بما يتناسب مع رغبة المرأة.
أما بالنسبة عن المقاييس التي يستند إليها شكل الأنف لإجراء عملية جراحية تجميلية ناجحة، فأهمها المحافظة على الغضاريف والعناصر التشريحية، لأن إزالة الغضاريف بشكل كبير تؤثر على عملية التنفس وتؤدي إلى انسداد في الأنف، ما يجعل جدران الأنف تفقد دعمها وتصبح أضعف. وذلك بخلاف دراسة ملامح الوجه بشكل دقيق مثل: "عرض الجبين، وحجم الذقن، وحجم الخدود ".
كيف تتم عملية تجميل أنف المرأة؟
بالنسبة عن الآلية التي تتم بها العمليات الجراحية التجميلية للأنف، فهي كالتالي:
- التخدير
قد يكون التخدير كُلي أو جُزئي أو موضعي، وذلك بحسب ما يراه الطبيب. للبدء في العملية التي قد تكون من خلال إحداث شق بالأنف أو بدون استعمال هذا الشق بحيث يتم إجراء العملية عبر الفتحات فقط من دون ندبات أو جراحة خارجية.
- إعادة تشكيل الأنف
يتم خلالها إزالة بعض الغضاريف والعظام. وقد يتطلب الأمر أحياناً زراعة بعض الغضاريف.
- تصحيح شكل حاجز الأنف
وهنا يتم تصحيح شكل حاجز الأنف إذا كان منحرفا،ً ثم يتم غلق الشق الجراحي في حالة استخدامه، وتركيب جبيرة للأنف، ثم تبدأ مرحلة التعافي وانتظار النتائج عقب الإفاقة من التخدير.
هل يوجد إجراءات مُعينة تقوم بها المرأة قبل الخضوع لعملية تجميل الأنف؟
بالطبع، يُنصح قبل إجراء عملية تجميل الأنف بضرورة اتباع التعليمات الآتية:
- عمل بعض التحاليل المعملية وتخطيط رسم القلب الكهربائي، وذلك بناء على نوع عملية الأنف ورأي الطبيب المٌختص.
- الامتناع عن تناول أي أدوية قد تُسبب سيولة في الدم وتُأخرالتجلط قبل العملية بمدة لا تقل عن بأسبوعين، ومن بين هذه الأدوية بعض المسكنات مثل: " الأسبيرين والعقاقير التي تحتوي على ايبوبروفين".
- التوقف عن التدخين أو تناول النيكوتين.
- تجنب تناول فيتامين E، وفي المقابل البدء في تناول فيتامين C يومياً بكميات لا تقل عن 1000ملغ.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية في الفترة التي تسبق العملية وفي الفترة التي تليها.
- الامتناع عن تناول أي أطعمة أومشروبات لمدة 8 ساعات، إذا كانت عملية تجميل الأنف خاضعة للتخدير الكُلي.
ما هو العمر المسموح فيه بإجراء عملية تجميل الأنف؟
بالنسبة للعمر المسموح فيه إجراء مثل هذه العمليات للإناث فيكون في عمر 16، وبالنسبة للذكور فيكون في عمر 18 ولا يوجد حد أقصى للعمر. من ناحية أخرى، هناك عدة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار لمعرفة مدى أهلية الشخص لإجراء هذا النوع من عمليات تجميل الأنف، أبرزها:
- يجب أن يكون نمو عظام الوجه مُكتمل، فلا يُمكن إجراء العملية في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- يجب أن تكون عظام الوجه سليمة، ولا تتضمن أي نوع من أنواع التشوه.
- يجب أن يكون المرشح لهذه العمليات في حالة صحية جيدة
- يجب ألا يكون من المدخنين لأن التدخين يُسبب حدوث مضاعفات لهذه العملية، ويُزيد من مدة التعافي المتوقعة لها.
- يجب على المريض أن يتطلع الى نتائج واقعية وأن يكون مستعداً لتقبل التغيير الذي سيحدث في شكله نتيجة لهذه العملية.
كم يستغرق الوقت لتعافي المرأة بعد إجراء عمليات تجميل الأنف؟
بالتأكيد قد يختلف الأمر من امرأة إلى أخرى، كما أن التقنية المستخدمة في الجراحة تُسبب تباين شديد في فترات التعافي، ولكن بصفة عامة جراحة الأنف تُعتبر من الجراحات البسيطة التي لا تتطلب فترة نقاهة أو تعافي طويلة إذ تتمكن المرأة من مُغادرة المستشفى في اليوم التالي بعد إجراء عملية تجميل الأنف وأحياناً في نفس اليوم. كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
- لابد من الالتزام بتعليمات الطبيب بعد العملية لضمان تعافي صحي وسريع.
- تلتزم المرأة بعد عملية تجميل الأنف بنفس التعليمات التي يتم الالتزام بها عقب كل العمليات الجراحية، إذ يجب عليها ألا تتناول الطعام إلا بعد التأكد من حركة الأمعاء، وأن تُحاول الحركة في المنزل قدر الإمكان لتجنب الجلطات.
- يكون الأنف مختلف بعد العملية، ويبدأ شكله بالتغيُر التدريجي مع زوال الانتفاخ.
- أمر طبيعي أن تجد المرأة أنفها محتقناً ومنتفخاً عقب إزالة القالب الجراحي بعد أسبوع من العملية، فلا داعي للقلق.
- الالتزام بتناول العلاج الموصوف وتجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان حتى التعافي.
- يجب الإبتعاد عن التمارين الرياضية العنيفة لمدة لا تقل عن 3 أسابيع بعد العملية.
- الحفاظ على جفاف جبيرة الأنف في الأسبوع التالي للعملية وحتى إزالتها.
- تصل الأنف إلى شكلها النهائي في فترة تتراوح بين أسبوعين وحتى 12 أسبوع، وأحياناً قد يستغرق الأمر عاماً كاملاً بعد الجراحة للوصول للصورة النهائية للأنف، لذا يجب التحلي بالصبر والالتزم تماماً بتعليمات الطبيب.
ماذا عن نتائج عمليات تجميل الأنف بصفة عامة؟
تُعتبر فترة النقاهة بعد عملية تجميل الأنف فترة مهمة، ويجب التعامل فيها بحرص مع الالتزام بتعليمات الطبيب لضمان الوصول لشكل الأنف الذي ترجوه المرأة. لأن أي اختلال في التئام الجلد أو الأجزاء التي تحته قد يؤدي إلى اختلال في شكل الأنف لاحقاً، وقد تظهر بعض المشاكل نتيجة عدم اتباع الإرشادات الطبية بدقة في فترة ما بعد العملية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تقييم عملية تجميل الأنف خلال عام من إجراء الجراحة، وبعد زوال التورم بالكامل في منطقة الأنف. لذا يجب أن تكون المرأة جاهزة لتقبل هذا التغيُر الكبير في شكل الوجه والذي سينتج عن تغيُر شكل الأنف. كذلك يجب أن تتمتع المرأة بنظرة واقعية، فلا تنتظر نتائج فورية عقب انتهاء العملية الجراحية، ولا بد أن تُدرك المدى الزمني المتوقع لفترة التعافي وتغيُر شكل الأنف، وأن تلتزم تماماً بتعليمات الطبيب حتى تتعافى بشكل جيد وصحة طيبة.
وأخيراً، ما هي مخاطر عمليات تجميل الأنف التي من المحتمل أن تتعرض لها المرأة؟
يجب علينا أن نؤكد أن الخضوع لعملية تجميل الأنف لتحسين ملامح الوجه هو خيار شخصي بالدرجة الأولى، وذلك بخلاف رأي الطبيب. وبالتالي الخضوع لعملية جراحية قرار محفوف بالمخاطر، لهذا يجب أن تتم الموازنة قبل اتخاذه بين النفع المتوقع من العملية الجراحية ومخاطر الضرر الذي قد تتعرض له المرأة.
وعموماً اختيار المرأة الجيد لطبيب ماهر، يهتم بالتعليم المستمر، ولديه خبرة في أحدث تقنيات عمليات تجميل الأنف، وذو خبرة في دقة التشخيص أمر حتمي كي يستطيع اتخاذ القرار سواء خضوعها أم عدم خضوعها إلى إجراء العملية. فبعض النساء لديهن هوس التقليد من دون الحاجة إلى إجراء عملية تجميل الأنف.
أما بالنسبة الى مخاطر عمليات تجميل الأنف بصفة عامة، فهي مرتبطة بمخاطر التخدير الكلي، والتي قد تتعرض المرأة فيه لحساسية غير معروفة مسبقاً لأحد العقاقير المستخدمة في عملية التخدير. كذلك يُمكن أن أن تؤدي إلى بعض المشاكل في التنفس وتورُم الأنف في الفترة التي تلي العملية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مخاطر زراعة الأنسجة لتجميل الأنف، تشمل إزاحة الأنسجة أو امتصاصها إن كانت الزراعة ذاتية، أو رفضها إن كانت الزراعة لنسيج من خارج الجسم. مخاطر العدوى بعد العملية الجراحية والتي يُمكن تجنبها قدر الإمكان من خلال الالتزام بتعليمات الطبيب، وتناول العقاقير التي يصفها الطبيب في أوقاتها المحددة.
من ناحية أخرى، لا تخلو عملية جراحة الأنف من بعض التحديات التي تحتاج إلى خبرة ومهارة خاصة كحالة اعوجاج الأنف، فهي أحد العمليات التي تجمع بين العملية التجميلية والعملية الوظيفية في آن واحد، كي يتم تصحيح الشكل الخارجي وإعطاء المرأة أنف مستقيم متناظر لانه دائما الاعوجاج الخارجي يترافق مع الاعوجاج الداخلي، ومع انسداد الأنف.
والجدير بالذكر، أن شفة الأرنب هي أحد العيوب الخلقية التي تتطلب عملية تدعيمية، وتحتاج إلى طبيب مهارو ذو خبرة عالية، كونها مترافقة مع وجود تشوه في الأنف حيث يكون هناك اعوجاج في الأنف وتكون فتحتي الأنف فتحة صغيرة جداً وفتحة كبيرة.