كيف تستطيع المرأة مواجهة التردد وخطوات التغلب عليه؟
هل تجدين صعوبة في اتخاذ قرار حيال حتى أبسط الأشياء في حياتك اليومية العادية؟ مثل اختيار الملابس الملائمة بالنسبة لك أو شراء شيء ما من عدمه؟ إذا كنت كذلك فهذا يعني أنك تعاني من مشكلة التردد، أو الشخصية المترددة، والتردد هو تلك الصفة التي تجعل صاحبها يشعر بالحيرة والارتباك وربما الذعر أيضا إذا ما وضع في موقع يحتاج فيه إلى الاختيار أو اتخاذ قرار حيال شيء ما، ولكن الخبر الجيد هنا أن التخلص من التردد وتعلم اتخاذ القرارات بثقة هو أمر يمكن اكتسابه بالتدريب والممارسة، مثله في ذلك مثل أي مهارة أخرى.
ما الذي يجعل اتخاذ القرار أمر صعب؟
إذا ما الذي يجعلنا عادة نتردد في اتخاذ قرار ما أو نجد صعوبة في اتخاذ قرار ما؟ أحد أهم أسباب ذلك هو الخوف من اتخاذ قرار خاطئ، ومن تبعات ذلك، وهو الأمر الذي يجعل البعض يتردد كثيرا عندما يكون عليه اتخاذ قرار ما، من بين الأسباب الأخرى الشائعة للتردد، الخوف من الفشل، أو حتى من عواقب النجاح، قد يكون السبب أيضا هو القلق حيال نظرة الآخرين إليك أو الهوس بالمثالية والكمال.
إيجابيات التردد
التردد ليس دائما سيئا. فقد يمنحك التردد أحيانا وقتا ثمينا لإعادة التفكير، وقد يمنحك أيضا الفرصة لجمع المزيد من المعلومات وموازنة الحقائق، وفي بعض الأحيان إذا لم تتمكن من اتخاذ قرار سريع حيال أمر ما، فهذا لا يعني بالضرورة أنك من النوع المتردد، فقد يكون ذلك علامة على أن الاختيار يهمك حقا، وفي البعض الأحيان أيضا يكون ذلك استجابة لشعور داخلي قوي بأنك توشك على اتخاذ قرار خاطئ، ولكن الشيء المهم هنا، ألا تجعل من التردد عادة دائمة أو جزء لا يتجزأ من حياتك، لا تدع التردد يبقيك عالقا إلى الأبد.
سلبيات التردد
يصبح التردد أمرا سيئ أو سلبي عندما يستمر لفترة طويلة أو أطول مما يجب، بمعنى أن يستمر التردد لفترة أطول مما يجب بحيث يضيع عليك فرصة مهمة حقا أو يتسبب في فقدانك لأمر مهم، فمثلا قد تضيع عليك فرصة الحصول على وظيفة رائعة أو مثالية بالنسبة لك لأنك ترددت أكثر مما يجب حتى ضاعت فرصة تقدمك للوظيفة أو حتى ذهاب الوظيفة لشخص آخر، أو يمكنك أن تفقد فرصة شراء منزل أحلامك لأنك ترددت أكثر مما يجب قبل اتخاذ قرار شرائه، وما شابه ذلك.
أنت تحملين مفاتيح التغيير
إذا كنت تصنفين نفسك على أنك شخص متردد، أو يصنفك الآخرين على أنك كذلك، لا تدعي ذلك يوقفك، فأنت تملكين مفاتيح تغيير أي شيء قد لا يعجبك في شخصيتك، بما في ذلك صفة التردد، يمكنك تعلم اتخاذ القرارات بحسم ودون تردد، تماما كما تعلمت كيفية القيام بإجراء مقابلة عمل أو قيادة السيارة. إنها مهارة مثل أي مهارة أخرى.
نصائح للتخلص من الشخصية المترددة
- تخلصي من خوفك
إذا لم تتمكني من اتخاذ قرار ما، فهناك احتمال كبير أن يكون ذلك بسبب خوفك من شيء ما، والخطوة الأولى لمواجهة ذلك الخوف هو أن تكتشفي ما هو وتواجهي نفسك به صراحة، دوني أكثر ما يخيفك أو يقلقك حيال اتخاذ قرار، وما فرصة تحقق مخاوفك على أرض الواقع، وهل الفائدة التي ستعود عليك من ذلك القرار، تستحق المخاطرة؟ فكري في إجابة تلك الأسئلة بعناية، وربما ستجدي أن أسوأ مخاوفك التي تجعلك تترددين في اتخاذ قرار ما، ربما لا تكون بمثل هذا السوء.
- المبالغة في التفكير أو التحليل
التفكير الجيد ودراسة وتحليل الأمور قبل اتخاذ قرار ما حيالها هو بالتأكيد أمر إيجابي وغالبا ما يساعدك على الحصول على المعلومات اللازمة لمساعدتك على اتخاذ القرار الصحيح إلا أن المبالغة في التفكير أو في تحليل الأمور، غالبا ما تتسبب في إغراقك في معلومات وتفاصيل فرعية، لن تنجح سوى في إرباكك وإثارة المزيد من قلقك ومخاوفك، وهو ما سيجعلك أكثر ترددا وخوفا في اتخاذ القرار الذي تحتاجين لاتخاذه.
- تدربي على اتخاذ القرارات باتخاذ القرارات الصغيرة
إذا أردت التخلص من صفة التردد عليك التدرب على اتخاذ القرارات بشكل يومي، ابدئي باتخاذ القرارات الصغيرة، عودي نفسك على اتخاذ ما لا يقل عن 10 قرارات صغيرة يوميا ( مثل ما ستتناولينه من طعام، أي طريق ستسلكه إلى العمل، اذهبي إلى متجرك المفضل واختاري عملية شراء صغيرة واحدة)، كل هذه القرارات الصغيرة التي تقومين بها يوميا ستدربك على عملية اتخاذ القرار وتجعلها أمر روتيني، لا يستدعي الذعر أو الخوف الذي يجعلك عاجزة عن التفكير أو اتخاذ القرار، وبمرور الوقت ومع التدريب المستمر، ستصبحين أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الأكبر والأكثر أهمية دون تردد.
- تعلمي كيفية تحديد مدى أهمية وحجم القرار الذي ستقومين باتخاذه
في بعض الأحيان، قد تبدو القرارات أكبر بكثير وأكثر أهمية مما هي عليه في الحقيقة أو حتى أقل تأثيرا مما تتوقع على المدى البعيد، والمبالغة في تقدير أهمية وحجم القرار التي تحتاجين لا تخاذه وإعطائه أهمية أكثر بكثير من حجمه، تجعلك أكثر شعورا بالتردد والخوف من اتخاذ القرار، لذلك تعلمي كيفية تحديد مدى أهمية وحجم القرار الذي ستقومين باتخاذه، ومن بين أسهل الطرق للقيام بذلك هو أن تطرحي على نفسك ذلك السؤال: ما مدى تأثير ذلك القرار الذي عليك اتخاذه على حياتك لعدة سنوات قادمة؟ إذا كان القرار من النوع الذي لا يؤثر لسنوات على حياتك، فهذا يعني أنه قد لا يكون بمثل الأهمية التي تعتقدينها.
- تعلمي أن تكوني أكثر ثقة بنفسك
لأنك إذا لم تشعري بالثقة حيال نفسك فلن تشعري بالثقة حيال القرارات التي تقومين باتخاذها مما يجعلك أكثر تردد في اتخاذ القرار، وهناك طرق عديدة لاكتساب وتعزيز الثقة بالنفس، من بينها أن تضعي قائمة بنقاط القوة لديك وربما التدرب أيضا على جعل نقاط قوتك هذه جزء من عملية اتخاذ القرار لديك.