كيف تجعلين روح الدُعابة مهارة أساسية في حياتك؟
التمتع بحس الدُعابة أحد أفضل الأشياء التي يُمكنك القيام بها من أجل صحتك، فيُمكن اعتبار التمتع بروح الدُعابة بشكل تقريبي " جهاز المناعة الخاص بعقلك ".
وفي هذا السياق، تأكدي عزيزتي أن حسك الفُكاهي أو روحك المرحة لهما تأثيرات إيجابية على زيادة إبداعك وأدائك الإنتاجي. كما أن الضحك يُثير القشرة الحزامية الأمامية، وهي منطقة من الدماغ مرتبطة بالانتباه واتخاذ القرار.
من هذا المُنطلق، تعرفي معنا على طرق فعالة لجعل روح الدُعابة وحسك الفُكاهي مهارة أساسية في حياتك، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
تنمية روح الدُعابة لديكِ
أوضح دكتور مصطفى، أن معظم الدراسات الحديثة أكدت أن النساء اللواتي يتمتعن بحس دُعابة عالٍ يتمتعن بتقدير أفضل للذات، وتأثير أكثر إيجابية، وكفاءة ذاتية أكبر، تحكم أكبر في القلق، وأداء أفضل في التفاعلات الاجتماعية. والجدير بالذكر، أن الفُكاهة يُمكن أن تُعزز جهاز المناعة في الجسم وتُحسن الصحة العامة.
أنواع الفُكاهة ليست مُتساوية
أكد دكتور مصطفى، أن لتعزيز روح الدُعابة من المهم أن تسعى المرأة للوصول إلى النوع المُناسب لها، إذ تنقسم الفُكاهة إلى 4 أنواع:
- الفُكاهة المُعززة للذات.
- الفُكاهة المُصممة لتقوية الروابط الاجتماعية.
- الفُكاهة العدوانية، مثل الاستهزاء بالآخرين.
- روح الدُعابة المُدمرة للذات، التي تستنكر الذات.
وعموماً كل إنسان يتمتع بحس دعابة فطري، لكن لا يتمتع جميعهم بحس دعابة جيد، إذ إن التعرف على نظريات الفكاهة، على الرغم من كونها مثيرة للاهتمام وثاقبة، لا يضمن تحسُن حس الدعابة لدى الفرد بأي درجة يمكن قياسها، وسيكون من المُحزن معرفة المزيد عن الفوائد العديدة للفكاهة فقط لاكتشاف أنها نتاج علم الوراثة بالكامل.
قواعد الفُكاهة في حياتك
لفت دكتور مصطفى، لأهم القواعد والأمور التي يجب عدم تجاوزها عند الرغبة في الفُكاهة، أبرزها:
- أن تكون الفُكاهة وروح الدُعابة بقدر العقول، وفي حدود الاعتدال والتوازن.
- ألا يكون الضحك والفكاهة هدف في حياتك أو الموقف الذي أنتِ فيه، وإنما يُفضل أن تكون وسيلة للوصول إلى الهدف الذي تنشُديه.
- ألا يكون الكذب والاختلاق أداتك لإضحاك الآخرين.
- ألا يشتمل على تحقيرك لإنسان آخر، أو استهزائك به والسُخرية منه.
- ألا تمس الفكاهة والضحك أعراف ودعائم الأمة والإسلام والذات الإلهية ونبي الأمة وتعاليم الإسلام وكذلك فكر هذه الأمة وتقاليد المجتمع.
طرق فعالة للممارسة الفكاهة والمرح
أشار دكتور مصطفى، إلى ما تطرقت له مجلة "لا فيدا لوثيدا" الإسبانية، وهو أن في بعض الأحيان، يمكن للفُكاهة أن تولد وضعاً متوترًا ومُحرجاً لدى الأشخاص الذين لا يشعرون بالسعادة في حياتهم. لكن يمكن لهم ممارسة الفكاهة من القيام بالطرق التالية:
-
سرد نكات مُضحكة:
إذا كُنتِ تُجيدين سرد النكات، فأظهري مهاراتك في كل مرة تُصبح فيها الأمور متوترة للغاية، يُمكنك أن تمزحين على نفسك أو وضعك أو أي شيء آخر. فقط عليك أن تحافظي على إيجابيتك.
-
غيري لهجتك:
إذا أصبحت الأمور أكثر جدية في محادثة ما حول شيء غير مهم، يجب عليكِ تغيير لهجتك، وأن تتحدثي عن المسألة بطريقة إيجابية. يمكن أن يُساعدك ذلك على تحويل الحالة المزاجية السيئة إلى شيء أكثر إنتاجية.
-
تحدث عن الأشياء السعيدة:
عندما تُتاح لكِ الفرصة لبدء محادثة مع أشخاص غير سُعداء في حياتهم، تحدثي عن شيء إيجابي يجعلكِ سعيدة، لأنه يُمكن لذلك أن يمنع الشخص الآخر من الشكوى.
روح الدُعابة لعلاج أمراض مُتنوعة
أيد دكتور مصطفى، الدراسات المتنوعة في علوم الطب التي تؤكد بقوة على وظائف الضحك العلاجية لها دور جوهري في علاج أمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. كذلك وضح أن النشاط البدني للضحك يُعد محرراً للنفس، ويُحفز إفراز الإندورفين، وتدليك الأضلاع والحجاب الحاجز، وتزويد الدم بالأكسجين، وتقليل الإجهاد، وزيادة المناعة، وتقوية عضلات البطن. كما يزيد من التفاؤل ويعزز الاندماج الاجتماعي. وذلك بخلاف أن الضحك هو أفضل مُطهر للكبد.
التحلي بروح الدُعابة ليس بالأمر الهين
استشهد دكتور مصطفى، بقول فيلسوف القرن ال18 "نيكولا شامفور": الأيام التي لا نضحك فيها هي أيام أهدرناها". إن من باب المُفارقات أن الضحك في ظروف مُعينة يتطلب الكثير من الشجاعة. التحول من الجدية إلى التحلي بخفة الروح ليس بالأمر الهين. لكن الأمر يستحق ذلك إذا كُنتِ تتمتعين بما يكفي من القوة لتجاوز الصعوبات التي تعوق تقدمك وتطور شخصيتك في الحياة.
وأخيراً، استفيدي عزيزتي من المعلومات السالفة الذكر، لجعلك روح الدُعابة أو الفُكاهة ضمن مهاراتك الأساسية في حياتك. فلا مانع لاستخدامها من أجل تعزيز اتصالك مع الآخرين، وبناء العلاقات الجديدة، وتنمية ثقتك بنفسك واحترام ذاتك.