إحمي نفسك وبناتك من سرطان عنق الرحم بالتطعيم
التطعيم طريقةٌ بسيطة ومأمونة وفعالة لحماية الأفراد من الأمراض الضارة قبل التعرض لها. ويستخدم التطعيم وسائل الدفاع الطبيعية لجسمك، لبناء القدرة على مقاومة أمراض محددة؛ فضلًا عن أنه يقوّي جهازك المناعي.
وتُدرب اللقاحات الجهاز المناعي على تكوين أضداد، تمامًا كما يحدث عندما يتعرض لمرض ما. ولكن، نظرًا لأن اللقاحات تحتوي فقط على أشكال ميتة أو ضعيفة من الجراثيم مثل الفيروسات أو البكتيريا، فإنها لا تسبب المرض ولا تعرضّك لمخاطر مضاعفاته كما ورد على موقع "منظمة الصحة العالمية"، التي أشارت إلى أن غالبية اللقاحات تُعطى عن طريق الحقن؛ في حين يُعطى البعض الآخر منها عن طريق الفم أو من خلال رشّها في الأنف.
هناك سببان رئيسيان يدفعاننا إلى تلقي التلقيح؛ الأول حماية أنفسنا والأحبة من حولنا؛ والثاني توفير الحماية للأشخاص غير القادرين على أخذ اللقاحات، بمن فيهم المواليد الجدد، والأشخاص الذين يعانون من حساسية معينة.
تحمي اللقاحات من أمراض مختلفة عديدة، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، الكوليرا، التهاب الكبد الوبائي، الإنفلونزا وغيرها؛ ومؤخرًا، ظهرت لقاحات خاصة بمرض كوفيد-19 الذي يُسبَبه فيروس كورونا التاجي.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن اللقاحات تنقذ حياة ما بين 2 – 3 ملايين شخص العالم كل عام. ويجري حاليًا إعداد أو تجربة بعض اللقاحات الأخرى، بما في ذلك اللقاحات التي تحمي من الإيبولا أو الملاريا، ولكنها غير متاحة بعد على نطاق واسع على الصعيد العالمي.
فيما يخص لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي يحمي عموم النساء - وحتى الرجال - من مرض سرطان عنق الرحم، تحدث إلينا الدكتور ﺟﻼء ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب، ﻣﺪﯾﺮ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻟﺪى ﺗﺤﺎﻟﻒ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺟﺎﻓﻲ، بإسهاب عن هذا اللقاح وفوائده.
بعد ﻣضي حوالي 20 ﻋﺎمًا ﻣﻧذ إدخال ﻟﻘﺎﺣﺎت ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻘﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺣﺗﻰ اﻵن؟
ﻛﺎن ﺗطوﯾر أول ﻟﻘﺎح ﻟﻔﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري (HPV) واﻟﺗرﺧﯾص ﻟﮫ، ﻧﻘطﺔً ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺿد ﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم. ﻓﻣﻧذ ذﻟك اﻟوﻗت، ﺗﻠﻘت ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺳﯾدات واﻟﻔﺗﯾﺎت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻠﻘﺎح، وﺗمت ﺣﻣﺎﯾﺗﮭم ﻣن اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم. وﻣﻊ ذﻟك، ﻻ ﯾزال ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳرطﺎن ﻣﻧﺗﺷرًا، وﯾﻘﺗل اﻣرأة واﺣدة ﻛل دﻗﯾﻘﺗﯾن. وﻣﻊ اﻷﺳف، ﻋﺎدةً ﻣﺎ ﺗﻛون أرﻗﺎم اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔً أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟدول ذات اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﻣﺗدﻧﻲ، وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻧﻘص اﻟﺗوﻋﯾﺔ وﻋدم ﺗوﻓر اﻟﻠﻘﺎح أخذه منذ عمر مبكر.
ﻟذا ﻻ ﺑد ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻔﺗﯾﺎت واﻟﻧﺳﺎء ﻣن ھذا اﻟﻣرض اﻟﻔﺗﺎك اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﺗطﻌﯾم. وﯾﻠﺗزم ﺗﺣﺎﻟف اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺟﺎﻓﻲ ﺑﺿﻣﺎن ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ؛ ﻓﻣﻧذ ﻋﺎم 2011، ﺳﺎھﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر وﻧﺷر ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟروﺗﯾﻧﻲ ﻓﻲ 29 دوﻟﺔ ﺣول اﻟﻌﺎﻟم، وﻗدﻣﻧﺎ ﻟﮭﺎ اﻟدﻋم اﻟﻼزم، وﺑذﻟك ﺳﺎھﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ 9.8 ﻣﻠﯾون ﻓﺗﺎة ﺣﺗﻰ اﻵن ﻣن اﻟﻣُﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺳرطﺎن عنق الرحم من خلال هذا النوع من البرامج.
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال معدلات تغطية التلقيح العالمية لمجموع الفتيات المُلقَحات بالكامل منخفضةً، فهي لم تتجاوز الـ 12٪ في عام 2021؛ الأمر الذي يترك ملايين الفتيات عرضة للإصابة بالفيروس، وعرضة لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. ويُعتبر الشحّ الشديد في توافر اللقاح هو الدافع الرئيسي وراء مستوى التغطية المتدني، إلى جانب تحدي فريد من نوعه متمثل في عدم إمكانية وصول اللقاح بشكل مُستدام للفتيات والمراهقات اللواتي هنَ بحاجة اليه.
إﻻ أن اﻟﺧﺑر اﻟﺳﺎر ھو أﻧﮫ، ﻣﻊ ﺗوﻓر اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة اﻟﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ، واﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻧواع ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻣن ﻗﺑل ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ، ﻓﺈن ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺷﺢّ ﻓﻲ اﻟﺗواﻓر ﺑدأت ﺗﺷﮭد ﺗراﺟﻌﺎً اﻵن. وﯾﺳﻌﻰ ﺗﺣﺎﻟف اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺟﺎﻓﻲ، ﺟﻧﺑﺎً إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ ﺷرﻛﺎﺋﮫ، إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ 86 ﻣﻠﯾون ﻓﺗﺎة ﺑﺣﻠول ﻋﺎم 2025 وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺷﯾط ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﻘﺎح ﻓﯾروس الورم الحليمي البشري.
وﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ھذا اﻟﮭدف، ﻻ ﺑد ﻣن ﻣواﺻﻠﺔ اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺗﻠﻘﻲ ھذا اﻟﻠﻘﺎح اﻟذي ﯾُﻌﺗﺑر آﻣﻧًﺎ وﻓﻌﺎلًا، وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟدول ﻋﻠﻰ إدراﺟﮫ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟروﺗﯾﻧﯾﺔ، ﺣﯾث ﺗُظﮭر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أن 59٪ ﻣن ﺣﺎﻻت ﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗُدرج ﻟﻘﺎح ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري ﻓﻲ ﺑراﻣﺟﮭﺎ ﺑﻌد.
ھل زادت جائحة كوفيد ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﮭﮭﺎ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣد ﻣن ﻋبء ﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم؟
كان برنامج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري واحدًا من العديد من البرامج والخدمات الصحية الأساسية التي تأثرت بالجائحة. وكون هذا البرنامج يستهدف الفتيات بين عمر 9 و14 عاماً، فغالباً ما تكون المدارس هي المكان الأساسي للتلقيح. ومع إغلاق المدارس وتعليقها في جميع أنحاء العالم، شهدت أولوية برامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري تراجعًا وتأخرًا ملحوظين، وخسرت بذلك العديد من الفتيات الفرصة في الحصول على لقاحاتهنَ من خلال برامج التحصين الروتينية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، ارتفع عدد الفتيات غير الحاصلات على الجرعة الأولى من اللقاح بمقدار 3.5 مليون على مستوى العالم منذ عام 2019، وعليه لا بد من التعبئة الشاملة والعاجلة لتحسين مدى تغطية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وتحصين الفتيات اللائي خسرن فرصتهن في التحصين خلال فترة الجائحة.
ھل ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻧﺗﺷﺎر / ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗطﻌﯾم ،ﺗﺿﻣن ﻟﻠدول تحقيق ﻣﺎ ﯾُﺳمى ﺑﻣﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘطﯾﻊ؟
ﻻ ﺑد ﻣن ﻣﻼﺣظﺔ أن ﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم ﻣرضٌ ﯾﻣﻛن اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﮫ وﻋﻼﺟﮫ، وﯾﻣﻛن ﺣﺗﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﮫ (وفقًأ لاستراتيجية ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم( إذا ﻣﺎ ﺗمَ ﺗطﻌﯾم ﻋدد ﻛﺎفٍ ﻣن اﻟﻔﺗﯾﺎت، وﻓﺣﺻﮭن ﺑﺷﻛل دوري، وﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻧد اﻛﺗﺷﺎف أول ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺷر إﻟﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳرطﺎن.
وﯾﮭدف ﺗﻧﺷﯾط ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﺣﺎﻟف اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺟﺎﻓﻲ ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري، إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎح ﻣن ﺧﻼل ﻋدد ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب، ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ دﻋم اﻟدول ﻻﺧﺗﯾﺎر ﺟرﻋﺔ 1 2022SAGE، اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﺗﺑﻧﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗطﻌﯾم ﻣن ﺟرﻋﺔ واﺣدة ﻓﻘط )ﺑدًﻻ ﻣن اﻟﻠﻘﺎح اﻟﺳﺎﺑق ذي اﻟﺟرﻋﺗﯾن.( وﯾﻣﺛل ھذا ﻓرﺻﺔً ھﺎﺋﻠﺔ، إذ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺳرﯾﻊ اﻟﺗﻘدم ﻧﺣو ﺗﺣﻘﯾق أھداف اﻟﺗطﻌﯾم اﻟطﻣوﺣﺔ، إذا ﻣﺎ ﻗررت اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗوﺻﯾﺔ.
ھل ھﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﻣدى ﺗﻔﺷﻲ ﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠﻌﻣر اﻟذي ﺗﻠﻘت ﻓﯾﮫ اﻟﻔﺗﺎة / اﻟﺳﯾدة اﻟﻠﻘﺎح؟
ﻻ ﯾوﺟد أي دﻟﯾل ﯾﺛﺑت وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺳن اﻟﺗطﻌﯾم وﺗﻔﺷﻲ ﺳرطﺎن ﻋﻧق اﻟرﺣم. وﻣﻊ ذﻟك، وﻓﻘًﺎ ﻹرﺷﺎدات ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ، ﯾﺟب ﺗﻠﻘﯾﺢ اﻟﻔﺗﯾﺎت ﺿد ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري ﺑﯾن 9-14 ﻋﺎﻣﺎً؛ وﯾُﻔﺿل أن ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﺳﯾدة اﻟﻠﻘﺎح ﻗﺑل ﺳن اﻟزواج، )ﺣﯾث أن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺟﻧﺳﻲ ھو ﻣﺎ ﯾﻌرﺿﮭنّ ﻟﺧطر اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﯾروس.(
ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻣر اﻟﻣﺳﺗﮭدف ﺑﺣﺳب إرﺷﺎدات ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ) اﻟﻔﺗﯾﺎت ﺣﺗﻰ ﺳن 15 ﻋﺎﻣﺎً(، ﻛﯾف وﻣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﻘﯾﺢ اﻟﺳﯾدات اﻷﻛﺑر ﻋﻣراً )ﺣﺗﻰ ﺳن (30-40؟
ﺗﻌﻣل ﻟﻘﺎﺣﺎت ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري ﺑﺷﻛل أﻓﺿل ﻋﻧد ﺗﻠﻘﯾﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌرض ﻟﻔﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري )واﻟذي ﯾزداد ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺷط اﻟﺳﯾدة ﺟﻧﺳﯾﺎً(. وﺑﻣﺎ أﻧ اﻟﻌدوى اﻟﻔﯾروﺳﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎً ھﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺎز اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ، ﻓﺈن ﻣﻌظم اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻧﺷطﯾن ﺟﻧﺳﯾًﺎ ﺳﯾُﺻﺎﺑون ﺑﺎﻟﻌدوى ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮭم، وھذا ھو اﻟﺳﺑب وراء ﺗوﺻﯾﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ ﻋﻣر ﻣﺑﻛر، وﻗﺑل ﺳنّ اﻟزواج.
أما ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻓوق ﺳن اﻟﺛﻼﺛﯾن، فتوصي ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺈﺟراء ﻓﺣوص اﺧﺗﺑﺎر دورﯾﺔ ﻛل 5 إﻟﻰ 10 ﺳﻧوات. وﻣن اﻟﻣﮭم ﺟدًا اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﻔﺣص، ﻷﻧﮫ إذا ﺗم اﻟﻛﺷف ﻋن ﻋدوى ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري وآﻓﺎت ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺳرطﺎﻧﯾﺔ، ﻓﯾﻣﻛن ﻋﻼﺟﮭﺎ ﺑﺳﮭوﻟﺔ، وﯾﻣﻛن ﺗﺟﻧب اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺳرطﺎن. وإذا ﻣﺎ ﺗم اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺳرطﺎن ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺑﻛرة، ﻓﮭﻧﺎك اﺣﺗﻣﺎل ﻛﺑﯾر بإمكانية اﻟﻌﻼج إزالة اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﺳرطﺎﻧﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً.
ﻣﺎ ھﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗطﻌﯾم ﺿد ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري ﻓﻲ المنطقة؟
ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ، ﻧﺟد أن اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ واﻟﻣﻐرب وﻟﯾﺑﯾﺎ، ھﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺈدراج ﻟﻘﺎح ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟروﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ. وﻻ ﺗﺗوﻓر ﻟدينا ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺣول ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗطﻌﯾم، وﻟﻛن وﻓﻘﺎً ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ، ﺑﻠﻐت ﺗﻐطﯾﺔ ﻟﻘﺎح ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري )اﻟﺟرﻋﺔ اﻷوﻟﻰ( ﻓﻲ العام 2020 في دولة الإمارات، 44%.
وﻟﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻔﺗﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ، ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﻛﺛﯾف ﺟﮭود اﻟﺗﻠﻘﯾﺢ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ دول اﻟﻣﻧطﻘﺔ، وﺗﻌزﯾز ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻘﯾﺢ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ، واﻟﺗزام اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟدول ﺑﺈدراج ﻟﻘﺎح ﻓﯾروس اﻟورم اﻟﺣﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﺷري ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟروﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ.