أبرز السعوديات المشاركات في مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم.. الأول من نوعه
تحت شعار "معاً نحو التغيير في القرن 21".. تحتضن العاصمة السعودية أعمال مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم، الذي تنظمه "الألكسو" واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، بحضور أكثر من 100 منظمة دولية وإقليمية، في التجمع الدولي الأول من نوعه والذي يجمع المنظمات الثلاث اليونسكو والإيسيسكو والألكسو، للمرة الأولى منذ إنشاء المنظمات قبل نصف قرن، والذي سيحظى بمشاركة أكثر من 65 متحدثا من القادة والخبراء في مجال التعليم والعلوم والثقافة.. وفي إطار ذلك فلنتعرف على أبرز السعوديات المشاركات في مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم.
الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن
شاركت الأميرة "هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن" المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، في جلسة نقاش بعنوان "أهداف التنمية المستدامة- سدّ الفجوة بين التطلعات والأداء"، ضمن جلسات مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم، إلى جانب رئيس المسرح التربوي في معهد الإحصاءات التابع لليونسكو الدكتور "سعيد ولد فوفال"، والرئيس التنفيذي لمعهد التعليم الدولي "آلان غودمان".
وتطرقت الجلسة إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 يتطلب مرونة وفعالية في استخدام البيانات، وتناولت التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن بعد تبعات الجائحة واقتراب المراجعة المقبلة لأهداف التنمية المستدامة في ضوء التحولات الديموغرافية العالمية المتوقعة والنمو السكاني المقدر بـ 10 مليارات نسمة، والإعداد والتخطيط الذي يمكن ضمانه لتلبية متطلبات الموارد للأجيال القادمة، وتصنيف أهداف التنمية المستدامة، ومراجعة المؤشرات الحالية لتحديد المستهدفات المستقبلية، وتحديد المقاييس الرئيسية والتي تخضع للإدارات.
وأشارت الأميرة "هيفاء آل مقرن" خلال مشاركتها بالجلسة، إلى إن أجندة أهداف التنمية المستدامة الـ 17، طموحة وإبداعية ومترابطة ومتداخلة إلى حد كبير جداً في الحياة اليومية، مبينةً أن هناك تحديات تدفعنا إلى تقييم الإنجازات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، منها النزاعات جيوسياسية والتغير المناخي، وكوفيد - 19، ودخول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة على حياة الناس، مؤكدة بأن إحدى أهداف التنمية المستدامة، تتمثّل في التركيز على التعليم، حيث لا يمكن مجابهة الفقر إلا بالاستثمار الجيد بالتعليم، ومصير التعليم في حالات الكوارث ومستوى جاهزيته على مواجهة ذلك، وتمكّن الشباب والطلاب على استخدام التقنية الحديثة لأداء مهامهم التعليمية، مشيرةً إلى أن كل ذلك يدفع إلى تقييم المخرجات التعليمية وجودة التعلم ومواكبة التطورات.
ونوهت الأميرة هيفاء إلى أن أهداف التنمية المستدامة، تشمل كذلك التركيز على الصحة ومستوى الجاهزية للأنظمة الصحية في حالات الجوائح، ودور الدراسات والبحوث في إيجاد اللقاحات المناسبة، إضافة إلى الصحة النفسية، والقضايا الإنسانية ومنها اللاجئون حيث تزايد أعدادهم عالمياً إلى 35 بالمئة، وانعكاس ذلك على حياة الشعوب، وأشارت إلى أنه لتحقيق هذه الأهداف، لابد من جمع البيانات التي تتطلب قدرة عالية من المؤسسات والأفراد بالتعاون من جهات إحصائية متخصصة بجمع البيانات بشكل صحيح ودقيق، مبينةً أن الجهات الإحصائية بحاجة إلى تمويل ودعم على مستوى العالم لتطوير قدراتها على جمع البيانات وتقييمها، ومؤكدة على أن جميع البيانات هو مفتاح تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
سارة الحسيني
تضمنت مشاركة رئيسة قسم الشؤون الحكومية والسياسة العامة للمملكة العربية السعودية في جوجل "سارة الحسيني"، ضمن أعمال مؤتمر مستقبل التربية والثقافة والعلوم، المشاركة في جلسة حوارية بعنوان "العالم الرقمي هو المستقبل - بناء قدرات المؤسسات في هذا المجال"، بمشاركة مديرة قسم الشمول الرقمي والسياسات والتحول بقطاع الاتصالات والمعلومات في اليونسكو الدكتورة "مارييلزا أوليفيرا"، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة Burn The Sky لبرامج التدريب الرقمي "روب ثورنر".
وتناولت الجلسة الحوارية محاور عدة سلطت الضوء على أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بالكفاءة والتكلفة والفوائد المحققة من مشاريع التحول الرقمي، وتعزيز التعاون عبر منظومة الأمم المتحدة وشركائها من خلال الحوسبة السحابية والابتكار، والارتقاء بمهارات القوى العاملة ودمج المهارات الرقمية للجيل القادم، وطرق تطوير إستراتيجيات رقمية لأي مؤسسة واسعة النطاق لتسهم في تعزيز إمكانيات ضخمة مصحوبة بمهارات جديدة، وتحول في طريقة التفكير بناءً على دروس مستفادة من القطاعات الأخرى، وتسريع عملية بناء إستراتيجية جديدة لتشجيع العمل التعاوني والتعلم في المنظمات الدولية.
وأشارت سارة الحسيني خلال مشاركتها في الجلسة الحوارية إلى أنهم يعملون على التحول الرقمي في المشاريع الحديثة بحيث تكون هناك رقمنة كاملة للمنصات لحفظ التراث وبناء القدرات الرقمية مع اليونسكو والعمل مع المنظمات الدولية لإصلاح البنية التحتية لتكون دافعاً لاستفادة أطياف المجتمع كافة، منوهة إلى أنه يمكن من خلال منصة "جوجل إيرث" وضع برنامج خاص للمساعدة في التوقعات بشأن التغيرات المناخية أو الإجراءات المتعلقة بالمناخ ومشاركة الشركات في صنع القرار ورفع مستواه لرفع الوعي لدى المجتمعات بما يتعلق بالأشياء التي يمكن أن تكون صديقة للبيئة وتعزز نظام البيئة.
الأميرة لمياء بنت ماجد
تشارك الأميرة "لمياء بنت ماجد آل سعود" الأمينة العامة لمؤسسة الوليد للإنسانية، في جلسة نقاش بعنوان "مواءمة أنشطة القطاع الخاص واستثماراته مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة"، إلى جانب كل من: "خالد الزامل" مدير إدارة الاتصال المؤسسي، و"ناهد حسين" الممثل المقيم للمملكة العربية السعودية – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و"كارل مانلان" نائب رئيس الأثر الإجتماعي لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا -فيزا.
وتأتي جلسة النقاش في إطار سعي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأن تكون أهداف التنمية المستدامة في 2030 هي الإطار الرئيسي في توجيه الشركات والمستثمرين والحكومات والمواءمة بين أنشطتها، وستتضمن الجلسة مناقشة أفضل طرائق الاستفادة من طموح المسؤولية الاجتماعية للشركات وتصميم تعاون عالي الأثر وملائم للغرض مع القطاع الخاص، والشراكات المربحة لجميع الأطراف، حيث يتم تضمين أهداف التنمية المستدامة في عملية صنع القرار والممارسات المتبعة في القطاع الخاص، وكيفية تسهيل الشراكات بين الجهات المعنية المتعددة.
مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم
يُذكر بأن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) في الرياض، قد احتضن انطلاق أعمال مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم، الذي تنظمه "الألكسو" واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، تحت شعار "معاً نحو التغيير في القرن 21"، والذي تزامن أيضاً مع يوم المرأة العالمي، الموافق للثامن من شهر مارس في كل عام.
وفي افتتاح أعمال المؤتمر، أكد الأمير "بدر بن عبدالله بن فرحان" وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التعليم الأستاذ "يوسف بن عبدالله البنيان"، بأن المؤتمر فرصة كبيرة لرسم مستقبل ثقافي مستدام لازدهار المجتمعات بالتربية والثقافة والعلم وتكوين رؤية مشتركة من خلال تعاون الجميع لاستكشاف الفرص العالمية المتاحة للاستفادة منها، مشيرا إلى أن المؤتمر قد انطلق بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، الموافق للثامن من شهر مارس في كل عام، وهو اليوم الذي نفخر فيه بالمنجزات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمرأة السعودية.
كما أكد بأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تدعم كافة الجُهود، لتطوير واغتنام الفرص الجديدة من منظور عالمي شامل، لتحقيق التكامل المنشُود، والوصول للتنمية المُستدامة، ولتعزيزِ دور مجالات التأثير الرئيسة "التربوية، والثقافية، والعِلْمية وغيرها.. " كمحرك رئيس لهذه التنمية، مشيرا إلى أن المؤتمر يهدف إلى تطوير سُبل التعاون والاستدامة بين المنظمات الدولية، من خلال الحوار وطرح المبادرات النوعية وعقْد الشراكات الجديدة، وبناء منصة عالمية حاضنة لمنظومة موسعّة من المنظمات ذات الاختصاصات المتنوعة، ووضع رُؤى مشتركة، ورسم مسارات جديدة للتعاون والشراكات المستدامة.