تحذير: هذا حجم الضرر الذي تتسبب به الوجبات الدهنية على الكبد
يهوى الكثيرون تناول الوجبات الدهنية مثل البرغر والمقليات وغيرها، خصوصًا الأطفال الصغار والمراهقين. في حين يضطر البعض للجوء لهذه الأطعمة لقلة الوقت بسبب العمل، أو عدم توفر إمكانية تحضير الطعام الصحي في المنزل.
وفي كل الحالات، فإن الوجبات الدهنية المشبعة بالدهون والزيوت، تُشكَل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان يتمثل بشكل أساسي في الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وهناك ضرر آخر لا يقل خطورةً جراء الإسراف في تناول هذه الوجبات، يتركز على صحة الكبد، ويصيب الإنسان بفشل عمل الكبد، أحد أهم أعضاء الجسم حيوية وأهمية. وهو ما كشفت عند دراسةٌ جديدة نستعرض وإياك لتفاصيلها، مع عرض بعض أنواع الوجبات الدهنية وتأثيراتها على الصحة في موضوعنا اليوم.
ضرر الوجبات الدهنية على صحة الكبد
كشفت دراسة أمريكية جديدة قام به باحثون جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، أن تناول الوجبات الدهنية والأطعمة المشبعة بالدهون، قد تهدد صحة الكبد وتؤدي لفشل وظائفه بشكل تدريجي حتى وإن كان المرء لا يعاني من السمنة أو داء السكري.
وبحسب إحصائيات عدة عالمية لمنظمة الصحة العالمية وجامعات طبية مختصصة، فإن الإنسان بات أكثر عرضة لمرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحوليات، ويشهد العالم ارتفاع أعداد الإصابات به، جراء نمط الحياة السريع والتركيز على الطعام الجاهز.
وخلال الدراسة التي نشر موقع "سكاي نيوز عربية" معلومات عنها، وجد الباحثون أن 30% من المشاركين يحصلون على كمية أكبر من حاجتهم من السعرات الحرارية اليومية، بسبب اعتمادهم الروتيني فيما يخص الطعام على الوجبات الدهنية والسريعة. كما خلص الباحثون إلى أن تناول ما لا يقل عن 20% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية من الوجبات السريعة، قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني وفشل الكبد في أداء عمله المتمثل بشكل رئيسي في إنتاج العصارة الصفراوية الضرورية لعملية الهضم، تخثر الدم واستقلاب الدهون والسكريات.
والكبد الدهني هو مرضٌ خطير يُسبَبه استهلاك الكحوليات بشكل أساسي، لكنه مرتبطٌ أيضًا بسوء النظام الغذائي الغني بالدهون، ويؤدي في الحالات الشديدة إلى تشمع الكبد وكذلك خطر الإصابة بسرطان الكبد.
الطعام الصحي يقي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي
في المقابل، نجد الخبراء يشددون على أهمية اتباع خيارات صحية فيما يخص الطعام، وهي خياراتٌ متاحة في المنزل والأسواق، بعضها سريع التحضير وغير مكلف، وهي مفيدة لصحة الإنسان. مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة قراءة الملصقات الغذائية لأي منتج ومراقبة السعرات المستهلكة يوميًا، لتفادي هذه المشكلة حتى لدى الأعمار الصغيرة.
ما هو مرض الكبد الدهني
في حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، تحدث الدكتور أحمد نجيب جزار، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، عن مرض الكبد الدهني بأنه عبارة عن انتشار خلايا دهنية بالكبد، قد يؤدي إلى فشل الكبد (أو تشمع الكبد).
وتشمع الكبد هو مرضٌ نهائي، أي أنه لا يمكن علاجه بشكل تام وقد يؤدي إلى وفاة المصاب به.
وتأتي الوجبات الدهنية السريعة التي تزيد من انتشار الشحوم في الكبد، في طليعة أسباب فشل الكبد. والمخيف في هذا المرض بحسب الدكتور جزار، أن معظم أعراضه صامتة أي أنها لا تظهر، وبالتالي يصعب تشخيصه إلا في حالات متقدمة.
ما هي فائدة الأطعمة الدهنية
قد يبدو العنوان غريبًا للبعض، لكن الحقائق العلمية تشير إلى أن تناول الأطعمة الدهنية بكميات مقبولة، خاصةً تلك التي تحوي "الدهون الصحية"، يمكن أن يكون له فائدة على صحة الجسم.
ويتفق الخبراء على أن الأطعمة الدهنية من المواد الضرورية للجسم كما يلي:
- توفير الطاقة للجسم.
- تعزيز نمو الخلايا بأنواعها.
- دعم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم؛ فبعض الفيتامينات على سبيل المثال، تحتاج للإمتزاج مع الدهون كي تذوب ويستطيع الجسم استخدامها.
- تساعد الدهون في حماية أعضاء الجسم، وإبقائه دافئًا.
تأثيرات الأطعمة الدهنية في الجسم
في المقابل، فإن الأطعمة التي تحوي الدهون المتحولة أو المشبعة، تضر كثيرًأ بالصحة، وتزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمرا ض الخطيرة والمزمنة.
ومن الأضرار الصحية التي تُسبَبها الأطعمة الدهنية:
- تراكم الكوليسترول الضار في الشرايين والأوعية الدموية، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية.
- تزويد الجسم بمعدلات عالية من السعرات الحرارية، ما يؤدي إلى زيادة الوزن.
- زيادة خطر الإصابة بمرض السكري، وضغط الدم، وغيرهما من المشاكل المرضية المزمنة، والتي تحدث عادةً بسبب الوزن الزائد.
تجدر الإشارة إلى أن الدهون الموجودة في الأطعمة قد تكون صحية أو غير صحية، وتتركز في الأنواع التالية:
- الدهون غير الصحية: أو الدهون الصلبة، تكون جامدة في درجة حرارة الغرفة، وتتضمن لحم البقر والدهون، الزبدة، والسمن. والدهون غير الصحية نوعان:
- الدهون المشبعة: غالبًا ما يتواجد هذا النوع من الدهون في مصادر الأطعمة الحيوانية؛ مثل اللحوم الحمراء، والدواجن، ومنتجات الألبان كاملة الدسم. ويكمن خطر هذه الدهون في رفع مستويات كوليسترول البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL) أو ما يُسمّى بالكوليسترول النافع، أو مستويات كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)، والكوليسترول الضار؛ ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الدهون المتحولة: يوجد هذا النوع من الدهون بشكل طبيعي في بعض الأطعمة بكميات قليلة، لكنّ معظم الدهون المتحولة مصنوعة من الزيوت المهدرجة بشكل جزئي. وتزيد الدهون غير المشبعة المهدرجة جزئيًا من إجمالي مستويات الكوليسترول في الدم، والكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، لكنّها تخفّض من مستويات الكوليسترول النافع، مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الدهون الصحية: هي دهون غذائية غير مشبعة ومفيدة للجسم، وبعكس الدهون غير الصحية فإنها تبدو سائلة في درجة حرارة الغرفة؛ ومنها الزيوت النباتية. ومن ضمن الدهون الصحية الآتي:
- الأحماض الدهنية الأحادية والمتعددة غير المشبعة: ويتواجد هذا النوع من الدهون في مجموعة متنوعة من الأطعمة والزيوت. وتشير نتائج الدراسات إلى أنّ النظام الغذائي المعتمد على هذا النوع من الأطعمة، يُحسّن مستويات الكوليسترول في الدم، مما يُقلَل من خطر الإصابة بأمراض القلب، كما يسهم في تقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
- الأحماض الدهنية أوميغا 3: يتكوّن أحد أنواع الدهون غير المشبعة بشكلٍ أساسي من أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تُعدَ مفيدة بشكلٍ خاص لصحة القلب، من خلال تقليلها لخطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي.
في الختام، ندعوك عزيزتي القارئة لتشديد العناية والإهتمام بصحتك وصحة أحبتك، من خلال التركيز على الأطعمة التي تحوي دهونًا صحية لضمان عمل وظائف الجسم؛ والإبتعاد قدر الإمكان عن الدهون غير الصحية والتي تفاقم أمراض الكبد والقلب وغيرها.