خطوة جديدة للوقاية من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض
يعد سرطان المِبيَض أحد أنواع السرطان التي من الممكن أن تصيب المرأة، ويحدث نتيجة لنمو خلايا متكونة في المِبيَضين. بحيث تتضاعف هذه الخلايا سريعًا ويمكن لتغزو أنسجة الجسم السليمة وتدمرها، ولأهمية هذا المرض تواصل الكثير من مبادرات التوعية بمرض السرطان نشر المعرفة والمعلومات حول أنواع هذا المرض وسبل الحد من تداعياته والوقاية منه، لأنه يوجد نقص في التوعية حول أحد أنواع هذا المرض، وهو سرطان المبيض. وتعتبر النساء أكثر عرضة لأشكال محددة من السرطان، كسرطان الرحم وسرطان عنق الرحم، وسرطان المبيض وغيرها. وفي حين تُظهر بعض أنواع هذه الأمراض أعراضاً معينة، ويمكن كشفها بفحوصات وإجراءات تشخيص متقدمة، فإن سرطان المبيض مختلف عنها. وغالباً مع يكون المرض خفياً حتى بلوغه مراحل متقدمة نظراً لأعراضه التي تتسم بالغموض وعدم الوضوح.
حقائق طبية عن سرطان المبيض
وحول سرطان المبيض، قالت الدكتورة ستيفاني ريتشي، استشاري طب الأورام النسائية في معهد الأورام بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "يتم تشخيص معظم إصابات سرطان المبيض بين النساء في مراحل متقدمة، وهو ما يكون في معظم الحالات تشخيصاً متأخراً، لأننا قادرون على إجراء الجراحة والعلاج الكيماوي لتثبيط المرض لبضعة سنوات، إلا أنه لا يمكن تقديم العلاج مع وصول المرض للمرحلة الثالثة أو الرابعة".
وبحسب الإحصائيات المعلنة في هذا الصدد، تصاب سيدة واحدة من أصل 78 سيدة معرضة للإصابة بسرطان المبيض. كما أن وجود تاريخ عائلي لإصابة فرد قريب من الدرجة الأولى، مثل الأخت أو الأم أو العمة أو الخالة يزيد من فرص تعرض السيدة لسرطان المبيض بنسبة 5%، وحال وجود إصابتين في العائلة، ترتفع نسبة الخطر بمعدل 7%.
وأضافت الدكتورة ستيفاني: "بينما تبدو مخاطر الإصابة بسرطان المبيض منخفضة مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، فإن وجود طفرة جينية محددة لدى السيدة يزيد من احتمال إصابتها بالمرض. لذلك فإن الطفرات في جينات سرطان الثدي 1 و2 مثل BRCA1 وBRCA2 تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 40%. لذلك يتعين على كل سيدة التحقق من تاريخها العائلي البيولوجي الذي يمكنه أن يقدم مؤشراً على احتمالات الإصابة بالمرض".
وقالت اأنه وعلى الرغم من طبيعة المرض التي تجعل من اكتشافه مبكراً أمراً أكثر صعوبة، ولذلك تقترح على المريضات اللاتي يحتجن لإجراء اختبار جيني، لاسيما ذاك الموجه لسرطان المبيض، أو يمتلكن تاريخاً عائلياً للإصابة بالمرض، يمكن لهن الخضوع لهذا الاختبار في المستشفى، مع رعاية المرضى، بحرص من خلال مجموعة من الخبراء على دراسة حالة كل مريضة وتاريخها العائلي، بمن فيهم متخصصون في الجوانب الوراثية، ومتمرسون في علاج الأورام وأطباء معالجون، إضافة إلى وضع خطة علاجية لكل مريضة بحسب حالتها انطلاقاً من نموذج عملنا الموجه نحو الخطط العلاجية الشخصية. ونواصل في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي إجراء البحوث لتحسين طرق تشخيص وعلاج هذا المرض وجعلها أكثر كفاءة في المستقبل.
أسباب الإصابة بسرطان المبيض
بحسب الدكتورة ستيفاني، لا توجد أسباب محددة للإصابة بسرطان المبيض، ولكن توجد عوامل تساهم في زيادة احتمالات الإصابة به، وهذه العوامل مثل:
- التقدم في العمر يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض فهو ينتشر أكثر لدى البالغين الأكبر سنًّا.
- حدوث تغيرات الجينات الموروثة من الأبوين، بحيث تشمل الجينات التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض BRCA1 وBRCA2. كما أنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أيضاً
- وجود تاريخ عائلي للمرض يشير إلى الإصابة بسرطان المبيض لأنه إذا كان لديكِ أقارب مصابات بسرطان المبيض، فربما كنتِ أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض.
- زيادة الوزن أو السمنة. يرفع الوزن الزائد أو البدانة خطر الإصابة بسرطان المبيض.
- العلاج ببدائل الهرمونات ما بعد سن اليأس. قد يزيد العلاج ببدائل الهرمونات بهدف السيطرة على مؤشرات وأعراض انقطاع الطمث خطر الإصابة بسرطان المبيض.
- انتباذ بطانة الرحم. انتباذ بطانة الرحم هو اضطراب مؤلم شائع غالبًا، وفيه تنمو أنسجة مشابهة للأنسجة المبطنة للرحم من الداخل خارج الرحم.
- بداية الحيض في سن مبكرة، أو انقطاعه في سن متأخرة، أو حدوث كليهما، قد يزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض.
- عدم حدوث حمل مطلقاً يزيد من احتماالات الإصابة بسرطان المبيض.
أعراض الإصابة بسرطان المبيض
بحسب الدكتورة ستيفاني تتلخض أعراض سرطان المبيض في ما يلي:
- حدوث انتفاخ البطن وتورمها.
- الشعور بالامتلاء سريعا خلال الأكل.
- فقدان الوزن.
- الشعور بضيق في منطقة الحوض.
- الامساك والحاجة الدائمة للتبول.
سرطان المبيض والجراحة
تعتمد التوصيات وارلإرشادات المقدمة للسيدات اللاتي يمتلكن طفرة وراثية في جين BRCA على حالتهن. وقد تشتمل تلك التوصيات على إجراء عملية استئصال البوق الثنائي بهدف تقليل الخطر، وهو إجراء يزيل المبيضين ويُوصى به في العادة للسيدات اللاتي قمن بالإنجاب سابقاً أو تخطين عمر 40 عاماً، أو للمصابات بمتلازمة لينش أو اللاتي قمن بالفعل بعملية استئصال الرحم، نظراً لكونهن معرضات بمعدل مرتفع للإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم، وهنالك خيارات علاجية عديدة أخرى بما يشمل العلاجات الهرمونية البديلة.
كيفية الوقاية
أكدت الدكتورة ستيفاني أنه نظراً لندرة سرطان المبيض، وطبيعة أعراضه الخفية، من الأهمية لجميع السيدات الاطمئنان على أنفسهن ومعرفة احتمالات تعرضهن للمرض، موضحة أن الجراحة تعد خياراً متاحاً للوقاية من المرض، إضافة إلى تناول موانع الحمل الفموية لتقليل فرص الإصابة بسرطان المبيض، إذ أظهرت مؤشرات كبيرة قدرتها على تقليص فرص الإصابة بهذا الورم لدى النساء قبل انقطاع الطمث.
وأخيراً، شددت دكتورة ستيفاني على ضرورة فحص المرأة لنفسها جيداً من وقت لآخر للتأكد من سلامة المبيضين، والانتباه لأي تغيرات تطرأ عليهما مبكراً لسرعة اتخاذ اللازم حيال ذلك، خصوصاً وأنه يمكن السيطرة على مرض سرطان المبيض عند الكشف المبكر له.