رعايتك لذاتك ليست أنانية .. هكذا تجعلين نفسك الأولوية
رعايتك لذاتك ليست أنانية بل أهمية، هل تعلمين غاليتي أن حبك لذاتك ورعايتك لها هو أساس سلامك النفسي، وأصل تطورك في الحياة بمختلف مجالاتها، وأنه لا صحة أبداً لما يتردد على ألسنة البعض بأن حب الذات أنانية، لأن حب الذات يجعلك تحبين الآخرين بشكل أعمق وأكثر صحة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه فكيف تحبين الآخرين حباً صحياً وإيجابياً بدون حبك لنفسك ورعاية ذاتك؟
إن الفارق بين رعاية ذاتك والأنانية فارقاً كبيراً بل شاسعاً لأن الأنانية صفة ذميمة وسلوكاً مرفوضاً، وصاحبها يكون غير مقبولاً بين أفراد مجتمعه، ولأن الأنانية تنبع من قلب حاقد، وعقل مغيب يلحق الأذى بنفسه وبالآخرين أيضاً، ولذلك من الخطأ اللبس بينهما.
ورعايتك لذاتك لا تعني الإفراط في تجميل مظهرك، واتباع صيحات الموضة، وانفاق مبالغ كبيرة في مراكز التجميل، والتسوق بشكل مبالغ فيه، لأن مفهوم رعاية الذات يختلف تمام الاختلاف عن ذلك بحسب الخبراء المختصين، وهو ما يجب أن تعلميه من خلال السطور التالية لتواجهين نفسك بحقائق عديدة عن رعاية الذات، ولتبدأين من اليوم اتباع كل النصائح التالي سيلي ذكرها أدناه.
والآن .. ماذا تعني رعايتك لذاتك؟
إن مفهوم الرعاية الذاتية أرقى من الاهتمام بالشكل وكل ما سبق ذكره أعلاه، لأنه ينبع من الأعماق، ويبدأ برعايتك لصحتك النفسية والعقلية والجسدية، ويدخل فيها تحديد احتياجاتك، والعمل على تلبيتها بطريقة تحقق سعادتك وأمنك وسلامتك أيضاَ، ولذلك يجب أن تولي نفسك اهتماماً خاصاً يظهر عليكِ من جميع النواحي، فكيف تجعلين نفسك الأولوية؟
نصائح لجعل نفسك الأولوية
كامرأة مثلك أعلم أننا كنساء وعلى اختلاف مسؤولياتنا، وبالعاطفة التي تملأ قلوبنا، نفكر في المقربين منا أكثر من التفكير في أنفسنا، فالأم والأخت والزوجة والصديقة، جميعهن يفكرن بنفس الطريقة، العطاء المطلق، والتضحية المبالغ فيها، حتى أننا اعتقدنا أننا لن نكون أمهات، وزوجات، ونساء مثاليات إلا بإهمال أنفسنا وبالاهتمام بالآخرين ممن نرعاهم وتربطنا بهم علاقة قوية، ويعد ذلك اعتقاداً خاطئاً يجب تصحيحه. ولذلك أدعوكي أنتِ وجميع النساء الغاليات المؤنسات لتغيير الواقع، ولتغيير المفاهيم التي تأتي ضد راحتنا وصحتنا النفسية والجسدية حتى ننعم بحياة طبيعية وسوية وسعيدة، ولكي نعلم جميعاً أن حب الذات ورعايتها لا يتعارض مع حبنا لكل غالِ وعزيز في حياتنا، ولكنه يعني حفظ حق النفس علينا، لذلك لا داعي للحرج من نفسك إذا بدأت التفكير في ذاتك والبحث عن كيفية الاعتناء بها، بل عليكِ تشجعيها على ذلك لأنها هي البداية السليمة لجعل نفسك الأولوية.
أهمية رعايتك لذاتك
إن رعايتك لذاتك تتطلب منكِ التفكير في نفسك وجعلها الأولوية، وإعادة تصحيح المفاهيم الخاطئة، والبدء بالتخلي عن كل التصرفات التي تحول دون ذلك، والالتفات إلى الاهتمام بها صحياً ونفسياً، لأن البحث عن المثالية الخاطئة سيعرضك لنوبات مرهقة من القلق والتوتر لأنك تحرصين على أن يكون قيامك بواجباتك نحو المقربين منك على أكمل ما يكون، وهذا التوتر سيلحق الأذى بك، وسيلتهمك، وسيستنفذ طاقتك، وسيعرضك لكثير من المشاكل الصحية والنفسية والتي يأتي على رأسها، أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، إضافة إلى ضعف جهاز المناعة، وأعراض كثيرة أخرى أنت في غنى عنها لو أنك بدأتِ التفكير في نفسك ورعاية ذاتك.
والآن كيف يمكنك جعل نفسك الأولوية؟
تقول دكتورة أميرة داوود أخصائية علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية وماجيستير صحة نفسية جامعة استانفورد الامريكية، أنه يجب عليك رعاية ذاتك باكتشافها من جديد، وبممارسة هواياتك المفضلة لديكِ لتخفف عنك التوتر، وتحقق سعادتك، وشعورك بالاسترخاء، ولتفتح لكِ المجال للتفكير بهدوء في ما يجب عليكِ فعله تجاه نفسك.
كما أشارت إلى ضرورة الاعتناء بصحتك الجسدية أيضاً، بمراعاة الحفاظ على وزن مثالي يقيكِ شر الإصابة بالأمراض ويحسن من حالتك النفسية أيضاً، وذلك بتناول الغذاء الصحي، وتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تعزز من صحتك وجمالك في نفس الوقت، مشددة على ضرورة التوقف عن التفكير والاسترخاء ولو لمدة 15 دقيقة خلال قيامك بما عليك من أعباء ومسؤوليات. وأضافت، أنه من الأهمية ممارسة أنشطة تحبينها بشكل يومي سواء كانت الكتابة، أو الجري، أو الطبخ أو أي من الأنشطة الأخرى التي لها أن تمنحك طاقة إيجابية.
وبوجه عام يمكنك عزيزتي البدء برعاية ذاتك من خلال الالتزام بتطبيق النصائح التالية:
- النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً للاستفادة بفوائد جمة تعود على صحتك الجسدية والنفسية بنفع كبير.
- ممارسة الرياضة بين أحضان الطبيعة، وخصوصاً رياضة المشي أو اليوغا.
- عليكِ بالتأمل ثم التأمل.
- لا تحرمي نفسك فوائد القراءة، فهي غذاء العقل، واستمعي إلى الموسيقى فهي غذاء الروح.
- كوني متسامحة واحرصي على تحقيق سلامك النفسي بتسامحك مع الآخرين.
- لا تترددي في فعل كل ما يحقق راحة جسدك وعقلك.
- احرصي على الانخراط في علاقات اجتماعية جديدة.
- احرصي على تطوير ذاتك وتنمية مهارات.
- ثقي بنفسك وبقدراتك.
- فكري بإيجابية.
- احذري أن تقولي كلمة "لا استطيع" لأنكِ قوية.
- احرصي على الوقت ولا تهدريه بالتفكير في ما يطور ذاتك.
- اجعلي لنفسك متنفساً بالاستفادة بالعطلات، وخصصي وقتاً للقاء صديقاتك فأنت بحاجة إلى رعاية ذاتك بلقاء من منعك عن لقائهم الانغماس في المسؤواليات وضغوطات الحياة.
- عليكِ بالاعتدال في العطاء والتضحية وتذكر حق نفسك عليكِ.
وأخيراً، تابعي رعايتك لذاتك بفعل كل الأمور التي تطيب لنفسك، وبالتفكير في كل ما يجعلك سعيدة وبصحة نفسية وجسدية، وبالتفكير فيها كما تفكرين في كل من حولك، ولا تنسي رعاية ذاتك ليست أنانية بل أهمية.
والآن غاليتي .. يُسعدنا أن تشاركينا الرأي، كيف يمكن للمرأة رعاية ذاتها باتقانٍ وتفانٍ كاتقانها وتفانيها في رعاية المقربين منها؟