أورام الجلد: انتبهي فقد يكون الأمر أكبر من مجرد عيب جمالي بسيط
تلعب الوقاية دوراً كبيراً في منع الإصابة بكثير من الأمراض، وتعد الأورام الجلدية من الأمراض التي يمكن وبنسبة كبيرة الوقاية منها بالالتزام بتطبيق بعض النصائح والإرشادات، وبالمتابعة الجيدة، من خلال معرفة العلامات التي تشير إلى الإصابة بها.
من أجل ذلك، سيكون مقالنا اليوم عن كيفية الوقاية من أورام وسرطان الجلد، بإفادة طبية من فريق طب الأورام وأمراض الجلد في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وهم، الدكتور أحمد الظاهري استشاري الأمراض الجلدية في معهد التخصصات الطبية الدقيقة، و الدكتورة فاطمة الفارسي طبيبة أخصائية في الأمراض الجلدية بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة، والدكتورة رغدة المعشري أخصائية الأمراض الجلدية بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة.
أورام الجلد
أورام الجلد هي نمو وتكاثر غير طبيعي في الخلايا، وتحدث في معظم حالاتها بسبب التعرض بكثرة لآشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة.
ووفقاً لتقرير صادر عن السجل الوطني للأورام في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019، تعتبر أورام الجلد رابع أكثر أنواع الأورام شيوعاً في دولة الإمارات بعد أورام الثدي، والغدة الدرقية، والقولون والمستقيم. وثاني سبب رئيسي للأورام التي تصيب الرجال وسادس الأورام الرئيسية التي تصيب النساء.
أنواع أورام الجلد
توجد ثلاثة أنواع رئيسية من أورام الجلد وهي:
- أورام الخلايا القاعدية: هي أكثر أنواع أورام الجلد شيوعاً ولا تهدد في العادة حياة المصاب.
- أورام الخلايا الحرشفية الجلدية: شكل شائع من سرطان الجلد ينشأ في الخلايا الحرشفية التي تُشكل الطبقات الوسطى والخارجية من الجلد. عادة ما يكون سرطان الخلايا الحرشفية في الجلد غير مهدِّد للحياة، على الرغم من شدته في بعض الأحيان.
- أورام الجلد: هي الأكثر عدائية وقادرة على الانتشار إلى أعضاء أخرى ويصعب علاجها عند تأخر تشخيصها.
الوقاية خير من العلاج
بحسب الدكتور أحمد الظاهري استشاري الأمراض الجلدية في معهد التخصصات الطبية الدقيقة بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، توجد العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لأورام الجلد، إلا أنه من المهم التركيز على الوقاية لأنها كما نعلم خير من العلاج، وأن تجنب الإصابة بالمرض من البداية يعتبر أفضل من أي خيار علاجي متاح، ويكون ذلك في حالة أورام الجلد عبر تجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة.
ويمكن الوقاية منها من خلال الالتزام بتطبيق ما يلي:
- يجب ارتداء ملابس مناسبة تقي من هذه الأشعة مثل تلك الطويلة التي لا تكشف أجزاء كبيرة من الجسم كالقمصان ذات الأكمام الطويلة.
- يجب ارتداء قبعة مناسبة ونظارات شمسية يساهم في الوقاية أيضاً.
- يجب الانتباه أيضاً إلى ضرورة استخدام الكريمات الواقية من الشمس على ألا يقل عامل الحماية من الشمس فيها عن 30.
- استخدام مرطب الشفاه، حتى في الأيام الغائمة. ويكون استخدام الكريمات الواقية من الشمس بمعدل كل ساعتين أو بعد السباحة أو ممارسة الرياضة تحت أشعة الشمس، لأن التعرق قد يخفف من تركيز المواد على الجلد".
- تجنب التعرض لأشعة الشمس في ساعات الذروة (من الساعة 10 صباحاً ولغاية 4 عصراً)، حيث تكون آشعتها قوية للغاية في هذه الفترة.
- يجب البقاء في الظل واستخدام مظلات الشاطئ أو أي مظلة أخرى يمكن أن يساعد في تجنب أشعة الشمس الشديدة ومن ثم الوقاية من الإصابة بأورام وسرطان الجلد.
وأضافت الدكتورة فاطمة الفارسي طبيبة أخصائية في الأمراض الجلدية بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "باتت الأسرّة المخصصة للاستلقاء تحت أشعة الشمس شائعة للغاية في شتى أرجاء العالم. إلا أنه في الحقيقة يجب تجنب هذه العادة عندما تكون أشعة الشمس مؤذية، حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية التسبب بضرر كبير، لاسيما بين الشباب، إذ تزيد من مخاطر الإصابة بأورام الجلد في مرحلة لاحقة من حياتهم. وبينما تعتبر الوقاية أفضل منهجية يمكن تبنيها، يجب الكشف عن أورام الجلد مبكراً ليكون علاجها أكثر سهولة وكفاءة. لذ يجب على الجميع إجراء فحوص دورية للكشف عن أي مؤشرات أولية لتغيرات غير طبيعية في الجلد، بما يساعد في اكتشاف المرض مبكراً وزيادة معدلات نجاح العلاج. ويتضمن ذلك فحص الشامات والآفات الجلدية الأخرى بحثاً عن أي تغييرات في الحجم أو الشكل أو اللون".
وفي هذا الصدد أيضاً أشارت الدكتورة رغدة المعشري أخصائية الأمراض الجلدية بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "نوصي عادة بتبني منهجية محددة قائمة على خمس ركائز أساسية (غير متماثل، الحدود، اللون، القطر، التطور) والتي تساعد في تحديد أورام الجلد واكتشاف أي علامات منذرة بالإصابة بالمرض". وتعني هذه المنهجية:
- متماثل: شكل غير منتظم.
- الحدود: حواف غير واضحة أو غير منتظمة الشكل.
- اللون: البقع بأكثر من لون.
- القطر: أكبر من ممحاة قلم رصاص (6 مم).
- التطور: تكبير أو تغيير في الشكل أو اللون أو الحجم. (هذه هي العلامة الأكثر أهمية).
وأضافت الدكتورة رغدة، أن الجلد أكبر أعضاء الجسم ويحتاج عناية كبيرة كأي عضو آخر. وما يبدو وكأنه عيب جمالي بسيط، قد يكون مؤشراً على أمر أكثر خطورة. لذلك، تعتبر الفحوصات الدورية أمراً في غاية الأهمية، لاسيما للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأورام.
عوامل الخطورة
يوصي فريق الرعاية بإجراء الفحوصات الدورية الضرورية على البشرة للفئات الأكثر عرضة لأورام الجلد وهي:
- الأشخاص المصابين سابقاً بالأورام الميلانينية، أو أورام الجلد، أو الآفات الورمية.
- عامل الوراثة.
- وجود شخص قريب من الدرجة الأولى مصاب سابقاً بالأورام الميلانينية (أحد الوالدين، أو الأشقاء، أو الأطفال).
- وجود شامات عديدة أو غير طبيعية.
- الأشخاص المعتادين على الاستلقاء تحت الشمس في أوقات الذروة.
- من لديهم تاريخ من حروق الشمس الحادة.
- الذين يتعرضون للشمس باستمرار.
وأخيراً، يجب عليكِ غاليتي بالعمل بمبدأ "الوقاية خير من العلاج" ، والالتزام بالنصائح والإرشادات، واستشارة الطبيب على الفور عند ظهور أي من العلامات المذكورة أعلاه.