لتعزيز صحة المعدة والأمعاء.. إليكِ أفضل وجبة فطور صحية
من منا لم يسمع بالقول المأثور: افطر فطور ملوك، وتغدى غداء أمراء وتعشى عشاء فقراء؟ العديد من الأمثلة المأثورة لم تخطئ، وهي صائبةٌ بشكل تام خاصةً هذا القول الذي يشير إلى قيمة وأهمية الفطور الصحي و"الكبير" في الحجم نسبيًا مقارنةً بباقي الوجبات الرئيسية خلال اليوم، كالغداء والعشاء.
ويركَز الخبراء دومًا، على وجوب تناول وجبة الفطور وعدم تفويتها مهما كانت الأسباب؛ ليس فقط لأنها أول وجبة يومية، وإنما أيضًا لأهميتها القصوى في تنشيط الجسم بعد ليلة طويلة من النوم، وتعزيز الصحة العامة.
وفقًا لموقع "الطبي، فإن تناول وجبة الفطور صباحًا يسهم في تفعيل العمليات الحيوية وعمليات الأيض (التمثيل الغذائي أو الحرق) بعد الاستيقاظ من النوم والمدة الطويلة التي ينقطع فيها الجسمعن تناول الطعام؛ ما يساعدفي استعادة مستويات الغلوكوز الأساسي لعمل الدماغ.
كما أن الجسم وخلال فترة النوم وعدم تناول الطعام، يرسل إشارات إلى الكبد للقيام بعملية تكسير الجليكوجين وتحويله إلى الغلوكوز؛ بغيةالحفاظ على مستويات طبيعيةلسكرالدم. وكلما طالت فترة امتناع المرء عن الأكل، تقل كمية الجليكوجين المُخزنة في الجسم؛ ليبدأ الجسم عند انتهائها بالكامل، بالحصول على الطاقة من خلال تكسير الأحماض الدهنية التي تتأكسد بشكل جزئي.وبالتالي لا تعطي الطاقة التي يحتاجها الجسم كما هو الحال في عملية تكسير الجليكوجين.
وفضلًا عن أهمية وجبة الفطور في تنشيط الجسم ومدَه بالطاقة التي يحتاجها لبدء يوم جديد؛ فإن هذه الوجبة، في حال راعت المعايير الصحيحة والصحية، تساعد في تعزيز صحة الأمعاء بشكل خاص. كون الطعام ينزل مباشرةً من الفم إلى المعدة، وكي تستطيع الأمعاء هضمه وتحويله لكافة خلايا وأعضاء الجسم للاستفادة منه؛ لا بد من أن تعمل بصورة فعالة.
لذا ينبغي التركيز على أطعمة بعينها دون سواها، وتضمينها وجبة فطوركِ اليومية؛ لضمان سلامة وصحة الأمعاء وديمومة عملها.
عناصر ضرورية في وجبة الفطور لتعزيز صحة الأمعاء
نقل موقع "العربية.نت" عن موقع Eating Well المعني بكافة الشؤون الصحية؛ أن وجبة الفطور الصحية يجب أن تتضمن كافة العناصر الغذائية الضرورية لضمام عمل الأمعاء والحفاظ على صحتها.
وبحسب الموقع، فإن الألياف والبريبايوتكس والبروبيوتيك؛ هي عناصر مهمةوضرورية لصحة الأمعاء. لذا احرصي على دمج الأطعمة النباتية مثل الفواكه والبذور، معالأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي في وجبة الفطور. يساعد هذا المزيج مثلًا، في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي في حالة جيدة. كذلكفإن الشوفان المضاف إليه التوت الأزرق والجوز، يمكن أن يُشكَل وسيلةً مناسبة لحصولكِ على كافة العناصر الغذائية الأساسية لتعزيز صحة أمعائكِ؛ التي يبدو أن لها انعكاسات إيجابية على كلً من المناعة وصحة الدماغ.
صحة الأمعاء وانعكاسها على صحة الدماغ والمناعة
وظيفة الأمعاء تتخطى تزويد الأجسام بالغذاء، بل أن لها ارتباطٌ وثيق بتقوية مناعة الجسم وتحسين صحة المخ. وهو ما تظهره نتائج الأبحاث، منها مراجعةٌ علمية نُشرت في دورية Gut العام الماضي؛ وخلصت إلى أن "ميكروبيوم الأمعاء" يؤثر أيضًا على صحة المناعة. كما يعتقد الخبراءأن صحة القناة الهضمية،هي عنصرٌفعال وأساسي في تنظيم عمليات الدماغ والصحة العقلية، وفقًا لمقال نشرته دورية Advances in Nutrition في العام 2021.
إذن، يتضح مما تقدم سابقًا؛ أن العناية بوجبة الفطور وتضمينها كافة العناصر الغذائية المهمة والرئيسية؛ يسهم في تعزيز صحة الأمعاء والدماغ والمناعة على حد سواء.
وعليه ينصح البروفسور ديباك فادادا، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي واختصاصي التنظير العلاجي وطبيب الرعاية المتقدمة، بتناول نظام غذائي متنوع يساعد في تعزيز صحة الأمعاء. وأوضح الخبير أنه حتى وإن كان المرء لا يعاني من أية مشاكل في الجهاز الهضمي، إلا أن العناية بصحة الأمعاء واجبةٌ خصوصًا عند تحضير وجبات الطعام؛ ومنها وجبة الفطور.
وتُشدد سامينا قريشي، اختصاصية تغذية وممارسة تغذية افتراضية متخصصة في صحة الجهاز الهضمي، على أولوية وجبة الفطور قائلةً "إن عدم تفويت وجبة الفطور يمنح الشخص فرصةً ممتازة لإمداد الجسم بالأطعمة الغنية بالألياف التي تدعم صحة الأمعاء على المدى الطويل وتحرك الجهاز الهضمي".
وكانت دراسةٌ أُجريت خلال العام الجاري، ونُشرت نتائجها في دورية Frontiers in Endocrinology، تحدثت عن مخاطر تفويت وجبة الفطور؛ مشيرةً إلى أن هذا الفعل قد يزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري، وبشكل خاص للأفراد الذين يعانون من السُمنة السريرية. في حين أن تناول وجبة الفطور بانتظام، يُسهم في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المُزمنة، ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني.
ما الذي يجب تناوله على وجبة الفطور؟
ينصح خبراء الجهاز الهضمي، بوجوب التركيز على العناصر التالية؛ للحفاظ على صحة الأمعاء:
-
الألياف:
كونها من أهم العناصر الغذائية، ليس فقط لصحة الأمعاء؛ وإنما أيضًاللصحة العامة. وتوصي الدكتورة قريشي بإعطاء الأولوية للألياف في وجبة الفطور، وتقول: "يمكن أن تساعد الألياف في السيطرة على مستويات السكر في الدم والكوليسترول، مع شعور بالامتلاء والرضا جنبًا إلى جنب ودعم عادات الأمعاء المنتظمة".
-
الأطعمة النباتية
بحسب قريشي، فإن "الألياف البريبايوتيكية في الأطعمة النباتية، تدعم صحة الأمعاء من خلال توفير الغذاء للبروبيوتيك (وهي ما يُعرف بالبكتيريا الجيدة) في الميكروبيوم. لذا، فإن الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور تعد عنصرًا أساسيًا في وجبات الفطور الصحية."
خياراتٌ صحية لوجبة فطور مثالية
إضافةً إلى الألياف والبروبيوتيك، فإن وجبة الفطور الصحية ينبغي أن تضمن العناصر الغذائية الأخرى؛ والتي تتكامل معًا، لتوفير وجبة متكاملة التغذية، مثل الكربوهيدرات المعقدة والبروتين.
ووجبة الفطور الصحية يمكن أن تتضمن الأطعمة التالية كما أوردها موقع "الطبي":
- الشوفان.
- البيض.
- الحليب ومشتقاته مثل الجبنة، واللبنة.
- بذور الكتان أو بذور الشيا.
- المكسرات وزبدة المكسرات.
- الفواكه وخاصة الفراولة، والتوت البري، والموز،
- القهوة والشاي.
مع ضرورة التنبه إلى أن استهلاك هذه العناصر، خاصةً مشروبات القهوة والشاي؛ يجب أن يكون معتدلًا.
في الختام، قد ترغبين في تفويت وجبة الفطور خشية زيادة الوزن؛ أو تضطرين لذلك كونكِ لا تملكين الوقت الكافي صباحًا لتناول هذه الوجبة. لكن في كافة الأحوال، وبعدما عرضنا لكِ أهمية وجبة الفطور على صحتكِ بشكل عام وصحة الأمعاء والدماغ بشكل خاص؛ نتركِ لكِ حرية الاختيار بين عدم تناول الفطور والاستفادة من مزاياه، وبين تفويت هذه الوجبة وتحمَل بعض العواقب السلبية على صحتكِ الجسدية والفكرية.