متعة الأطفال في الصيف اللعب والمرح .. كيف ينعم بهما الطفل مريض السكري دون الإضرار بصحته
من الطبيعي أن يترقب الأطفال عطلة الصيف لقضاء أوقات ممتعة بصحبة أشقائهم وأصدقائهم. إلا أن الأطفال المصابين بالسكري يحتاجون إلى عناية خاصة، ولذلك من الأهمية الالتزام بعادات وممارسات محددة مسبقاً لضمان عدم حدوث أي خطأ خلال أشهر الصيف الحارة، فكيف يمكن أن يتمتع الطفل مريض السكري بمتعة اللعب والمرح في الصيف دون الإضرار بصحته؟
يقول دكتور شريف الريفي استشاري غدد صم وسكري للأطفال، مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، أنه توجد عوامل عديدة في فصل الصيف تؤثر على مستويات سكر الدم كارتفاع درجات الحرارة والأنشطة الخارجية وتغيير الروتين، ولذلك ينبغي مراقبة أي مؤشرات غير طبيعية، مثل أعراض انخفاض أو ارتفاع سكر الدم ومنها الرجفة أو التعرق أو النعاس أو الانفعال.
كما يجب توخي الحذر من هذه الأعراض وذلك لأن انخفاض السكر في الدم قد يؤدي إلى حالات خطيرة كنوبات التشنج والغيبوبة، ولوقاية طفلكم من تقلبات سكر الدم أثناء عطلته الصيفية وإدارة مرضه بكفاءة عالية
نصائح للحفاظ على صحة الطفل مريض السكري في الصيف
يقول دكتور شريف الريفي أنه يمكن الحفاظ على صحة الطفل مريض السكري من خلال الالتزام بتطبيق بعض النصائح المهمة، وهي:
شرب كميات كافية من المياه
قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى الجفاف، الأمر الذي يؤثر بشدة في مستويات سكر الدم. فاجعل طفلك يعتاد شرب كميات وفيرة من الماء خلال النهار، وإن لم يشعر بالعطش. ويمكن تحفيزه على ذلك بشراء قارورة مياه جذابة لاستخدامها أثناء استمتاعه باللعب في الخارج مع تذكير طفلك بأن يشرب الماء بانتظام. وينبغي توجيه الطفل لعدم شرب المرطبات والعصائر الغنية بالسكريات أو الكافيين، لأنها تسبب تقلبات سريعة في سكر الدم.
وبالإضافة إلى تجنب الجفاف، ينبغي حمايته من المضاعفات المرتبطة بالحرارة العالية، لذا يجب تحديد وقت خروجه لممارسة الأنشطة في الأوقات الأقل حرارة خلال اليوم، على أن يقوم باللعب في أماكن محمية من أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان، كما ينبغي أن يرتدي ملابس فاتحة وفضفاضة تقيه من الشعور بالحرارة، ويعتبر استخدام الكريمات الواقية من الشمس أمر في غاية الأهمية لحماية بشرته من حروق الشمس التي قد تعيق امتصاص الأنسولين.
وضع خطة للوجبات الرئيسية والخفيفة
لاشك أن العطلات تعني المأكولات الخفيفة التي نحبها، إلا أن بعض الوجبات قد تؤثر على استقرار مستويات سكر الدم لدى طفلكم المصاب بالسكري، لذلك يجب استشارة اختصاصي تغذية أو متخصص في الرعاية الصحية حول طريقة تعديل النظام الغذائي لطفلك في الصيف والتركيز على الأطعمة الغنية بالمغذيات كالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات غير الدهنية والدهون الصحية.
كما ينصح بتخزين المأكولات الخفيفة الصحية كألواح الفواكه المجمدة والجزر الصغير مع الحمص أو الكرفس مع زبدة الفول السوداني والزبيب. والتأكد من تناول جميع أفراد العائلة والأصدقاء نفس الأطعمة حتى لا يشعر طفلك بالعزلة.
مراقبة مستويات سكر الدم بانتظام
إن التحقق من مستويات سكر الدم بانتظام يساعدكم في التصرف بسرعة عند انخفاض سكر الدم أو ارتفاعه قبل أن يصبح الأمر حالة طارئة. لذلك ينبغي دائماً وضع جهاز مراقبة غلوكوز الدم المستمر أو حمل جهاز قياس سكر الدم ومستلزمات الاختبار أينما ذهبتم. ويتعين أيضاً التحقق من مستوى السكر في الدم قبل الوجبات وبعدها، وأثناء نشاط طفلكم البدني.
وهنا يجب الحذر من ظهور أي علامات على انخفاض مستوى سكر الدم، وأبقوا حبوب الغلوكوز أو الكربوهيدرات السريعة المفعول في المتناول للتعامل السريع مع انخفاض سكر الدم. وكذلك احذروا من أعراض ارتفاع سكر الدم، بما في ذلك زيادة العطش، وتكرار التبول، والإرهاق وضبابية الرؤية، وعليكم باتخاذ الإجراءات المناسبة وفقاً لإرشادات فريق الرعاية الصحية الخاص بطفلكم.
تعديل جرعات الأنسولين والأدوية حسب الحاجة
مع تغير النشاط البدني وأنماط الوجبات، قد تتغير حاجات طفلك من جرعات الأنسولين خلال الصيف، لذا استشيروا مقدم الرعاية الصحية لطفلكم فيما يتعلق بجرعات الأنسولين والأدوية المناسبة وفقًا لذلك، فقد يوصي بتعديل جرعات الأنسولين القاعدية أو التصحيحية أو يقترح استخدام مضخة الأنسولين مع معدلات قاعدية قابلة للتعديل لمزيد من المرونة.
كما يجب دائماً حمل حقيبة الغلوغاكون للطوارئ مع التأكد من أن جميع أفراد العائلة والذين يتولون الرعاية قد تدربوا على استخدامها، وذلك لسرعة التصرف في حالة نوبات انخفاض سكر الدم الشديدة حين لا يكون طفلك قادراً على تناول الكربوهيدرات عن طريق الفم.
تشجيع ممارسة النشاط البدني الآمن
يعد النشاط البدني أمراً مهماً جداً للصحة العامة للأطفال، إلا أنه قد يؤثر بشدة على مستويات سكر الدم. لذلك ينبغي أخذ الحيطة واتباع الإجراءات التي تم ذكرها آنفاً للتعامل مع أي تغييرات في مستويات سكر الدم.
وقبل انخراطه في نشاط بدني مجهد، تحقق من مستويات سكر الدم لطفلك للتأكد من أنه ضمن نطاق آمن. واجعل طفلك يرتدي سواراً طبياً تعريفياً بأنه مصاب بالسكري في حالات الطوارئ.
ويجب تذكر أن الأطفال المصابين بالسكري أكثر عرضة لمضاعفات الحرارة المرتفعة كإرهاق الحرارة. لذلك يجب مراقبة الطفل مريض السكري عن كثب، والانتباه جيداً لأي أعراض تظهر عليه، كالانفعال والعطش والتعرق الشديد.
السفر والعطلة
تعد عطلة الصيف فرصة لاجتماع أفراد الأسرة وقضائهم أوقاتاً ممتعة. إلا أنه ثمة اعتبارات معينة يجب الانتباه إليها عند وجود طفل مصاب بالسكري أثناء السفر، فينبغي مراعاة تغييرات المناطق الزمنية والتحقق من حاجة الطفل لأخذ أي تطعيمات. مع التأكد من أنه يوجد لديه ما يكفيه من الطعام أثناء الرحلة، مع مراعاة أن رحلات الطائرات قد تتأخر والوجبات المقدمة فيها قد لا تكون مناسبة له.
كما أنه عند السفر إلى الخارج، سوف تحتاج إلى رسالة تبين أنك تحمل معك الأنسولين والإبر الخاصة بها، وسوف تحتاج إلى أجهزة مراقبة سكر الدم (جهازان مع شرائط ومباضع كافية لوخز الإصبع خلال مدة العطلة، وشرائط كيتون الدم وكيتوستكس البول)، لذا يجب التأكد من تاريخ الصلاحية ومن أنها لم تفتح أكثر من 6 أشهر.
وسوف تحتاج أيضاً إلى تعريف بمرض السكري، مثل سوار MedicAlert والأنسولين، احمله في حقيبة اليد، وليس داخل حقيبة تذهب إلى حجرة الأمتعة المشحونة (حتى لا يتجمد فيها الأنسولين فتصبح بلا فائدة).
الاستعداد للطوارئ
وأخيراً، وبحسب دكتور شريف الريفي، وبصرف النظر عن مدى استعدادكم، فقد تحدث حالات طوارئ. لذلك عليكم تثقيف أفراد عائلتكم والمعلمين في المدرسة حول مرض السكري كي يمكنهم المساعدة في مراقبة مستويات سكر الدم لطفلك.
فمثلاً، اشرحوا لهم ما ينبغي أن يتنبهوا إليه، وكيفية إعطاء حقن الأنسولين، وما الذي ينبغي فعله في حالات الطوارئ، وأعطوهم معلومات الاتصال الضرورية في حالة الطوارئ مثل معلومات عن طبيب أطفال وأقرب مستشفى، مع تحضير حقيبة الطوارئ التي تضم مستلزمات مرض السكري والوجبات الخفيفة والماء والوثائق الطبية المهمة، وأخبار أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين عن حالة طفلكم وأطلعوهم دائماً على أي تغيير في عادات رعايته.