تخلصي من مشكلة التهاب المسالك البولية.. باتباع نصائح الأطباء
كثيرًا ما تتعرض أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة، لمشاكل واضطرابات صحية؛ بعضها قد يكون شائعًا وكثير الحدوث ويمكن معالجته بسرعة، والبعض الآخر نادر ويحتاج لعناية طبية ومتابعة مستمرة.
من هذه المشاكل، التهاب المسالك البولية التي تُعدَ من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا بين الناس؛ خاصةً النساء اللاتي قد يتعرضنَ لآلام وإزعاج التهاب المسالك البولية في مراحل مختلفة من حياتهنَ.
ووفق الدكتور محمد طالب، أخصائي المسالك البولية من مركز برايم الطبي دبي؛ يُعتبر التهاب المسالك البولية من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على النساء. حيث يُقدَّر أن حوالي 50% من النساء، سيعانينَ من التهاب المسالك البولية في أحد الأوقات خلال حياتهنَ. ويحدث هذا الاضطراب نتيجو البكتيريا التي تدخل المسالك البولية، والتي تشمل الكلى والحالبين والمثانة والمجرى البولي. وتحدث العدوى غالبًا بسبب انتقال البكتيريا من فتحة الشرج أو القسطرة البولية - على سبيل المثال - إلى مجرى البول.
قبل الخوض في أعراض ووقاية الإصابة بالتهاب المسالك البولية، دعينا نتعرف سويًا على أنواع التهابات المسالك البولية والأسئلة الأكثر شيوعًا حول هذه المشكلة؛ وفق معلومات حصلنا عليها من موقع وزارة الصحة السعودية. قبل أن يُطلعنا الدكتور طالب على الأعراض وسبل الوقاية.
التهابات المسالك البولية وأنواعها
يشير موقع الوزارة إلى أن التهابات المسالك البوليةهي عدوى بكتيرية شائعة، تصيب القسم البولي السفلي؛كما قد تصيب الجهاز البولي كاملًا وصولًا إلى الكلى. والجميع عرضةٌ تقريبَا وبكافة الأعمار لهذه الالتهابات، ولكن النساء أكثر عرضةً لها من الرجال وذلك لقصر مجرى البول.وقد تصاب نصف النساء بالتهابات البول على الأقل مرة واحدة خلال فترة حياتهنَ.
أما أنواع التهابات المسالك البولية فهي ثلاث على الشكل التالي:
قد تتساءلين عن أسباب حدوث التهابات المسالك البولية حسب نوعها، وإليكِ الإجابات..
أسباب التهاب المسالك البولية
بحسب ما جاء على موقع "ويب طب"، فإن أسباب الإصابة بالتهابات المسالك البولية تختلف باختلاف نوع الالتهاب، وهي كالآتي:
- أسباب التهاب المثانة: وتحدث جراء دخول جراثيم إلى الجهاز البولي من خلال الإحليل، ثم تبدأ بالتكاثر في المثانة. السبب الأبرز لمعظم حالات التهاب المثانة هو جرثومة الإشريكية القولونية (Escherichia coli)؛ويتواجد هذا النوع من البكتيريا في الجهاز الهضمي والأمعاء، وقد تؤدي ممارسة الجنس إلى حصول التهاب في المثانة، لكن ليس من الضروري أن يكون الإنسان فعالًا جنسيا كي يصاب بهذا الالتهاب.
- أسباب التهاب الإحليل: تأتي الأمراض المنقولة جنسيًا في مقدمة أسباب هذا النوع من الالتهاب؛ ومنها فيروس الهربس البسيط، داء السيلان، وداء المتدثرات.
عوامل خطر التهاب المسالك البولية
نعم، هناك بالتأكيد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة أشخاص معينين بالتهابات المسالك البولية أكثر من غيرهم. ويتطرق موقع "ويب طب" لهذه العوامل بالآتي:
- الجنس: حيث أن حوالي نصف الإناث يُصبن بالتهابات المسالك البولية في مرحلة من مراحل حياتهنَ، وبعضهن يُصاب بالالتهاب أكثر من مرة واحدة. ويعود السبب في ذلك للمبنى التشريحي لجسم الأنثى، كون الإحليل لديها أقصر من الموجود لدى الرجل؛ ما يجعل المسافة التي يتعين على البكتيريا قطعها من أجل الوصول إلى المثانة، أقصر.
- النشاط الجنسي: فالنساء اللاتي يُمارسن النشاط الجنسي بوتيرة أكبر، يُصبحن أكثر عرضةًللإصابة بالتهاب المسالك البولية.إذ قد تؤدي العلاقة الجنسية إلى تهيَج فتحة الإحليل، ما يتيح دخول البكتيريا بسهولة أكبر ويسهّل انتقالها إلى المثانة.
- استخدام بعض وسائل منع الحمل: مثل العازل الأنثوي (Diaphragm).
- السن: تعاني معظم النساء في مرحلة انقطاع الطمث من كثرة التعرض لالتهابات المسالك البولية؛ بسبب أن أنسجة المهبل والإحليل وقاعدة المثانة، تُصبح أرق وأضعف بسبب تناقص هُرمون الإستروجين تدريجيًا.
مع الإشارة إلى أن بعض الأمراض قد تتسبب بالتهاب المسالك البولية، مثل حصى الكلى ومرض السكري والأمراض المزمنة الأخرى التي يمكن أن تعيق عمل الجهاز المناعي؛ فضلًا عن استخدام القثاطير المطول في المثانة.
أعراض ومضاعفات التهاب المسالك البولية
بالعودة إلى الدكتور محمد طالب الذي تحدثنا إليه حول أعراض وطرق الوقاية من هذا النوع من الالتهابات؛ أشار أخصائي المسالك البولية إلى أن أعراض التهاب المسالك البولية الشائعة تتضمن التالي:
- الألم أو الشعور بالحرقة أثناء التبول.
- التبول المتكرر، حتى عندما لا تكون المثانة ممتلئة.
- البول العكر أو البول الملون بالدم.
- الشعور بألم في الجزء السفلي من البطن.
- الحمى.
فإذا كنتِ عزيزتي تشعرين بأي من هذه الأعراض، ينصحكِ الدكتور طالب بوجوب التوجه إلى الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج. لأنالتهاب المسالك البولية في حال تُرك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الكلى، القصور الكلوي والسلس البولي.
كيف تحمين نفسكِ من التهاب المسالك البولية
ما زالت الوقاية هي أفضل السُبل لتجنب هذا النوع من الإلتهاب، وغيره من المشاكل الصحية التي نواجهها في حياتنا اليومية. وهو ما يُشدد عليه الدكتور طالب بدوره، ويقدم لكِ بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها للوقاية من التهاب المسالك البولية:
- شرب كميات كافية من السوائل: إذ يساعد الشرب المنتظم للماء والسوائل الأخرى، على تطهير المسالك البولية ومنع تراكم البكتيريا.
- التبول بانتظام: يجب الذهاب بانتظام للحمام وتفريغ المثانة بشكل كامل، لتقليل فرص تكاثر البكتيريا في المجرى البولي.
- النظافة الشخصية: ينبغي مسح منطقة المجرى البولي من الأمام إلى الخلف، بعد كل استخدام للحمام؛ لمنع انتقال البكتيريا من الأماكن الحساسة.
- تجنب الملابس الضيقة: والتي تحدّ من تهوية المنطقة الحساسة وتُسبَب تجمع الرطوبة، مما يعزز نمو البكتيريا.
- النظافة الجيدة للمنطقة التناسلية: يُنصح بغسل المنطقة التناسلية بلطف باستخدام ماء وصابون خفيف، دون استخدام مواد كيميائية قوية أو مُعطَرة قد تُسبَب تهيج البشرة الحساسة.
- تبديل الفوط الصحية بانتظام: يجب تغيير الفوط الصحية أو الفوط القطنية المستخدمة خلال الدورة الشهرية بانتظام، لمنع تراكم البكتيريا.
- الابتعاد عن المواد المهيجة: يُفضل تجنب استخدام منتجات الحمام المعتمدة على الروائح الصناعية أو الصابون القاسي، الذي يمكن أن يُسبَب تهيجًا للمنطقة التناسلية.
- تفادي التوتر والإجهاد: نعم عزيزتي، يُعتبر التوتر والإجهاد من العوامل التي قد تؤثر على جهاز المناعة وتزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية. لذا، يجب العمل على تقليل مستويات التوتر وتبنَي بعض الاستراتيجيات للتحكم في الإجهاد.
- المتابعة الطبية الدورية: ينصحكِ الدكتور طالب بإجراء فحوصات طبية دورية لدى أخصائي المسالك البولية، للكشف عن أي علامات أو أعراض لالتهاب المسالك البولية والحصى البولية؛والحصول على العلاج المناسب عند الحاجة.
باتباع هذه النصائح، يُمكن للنساء الحفاظ على صحة المسالك البولية وتقليل احتمالية الإصابة بالتهاباتها. ومع ذلك، وفي حال حدوث التهابات متكررة أو حالات خاصة مثل الحمل أو التغييرات الهرمونية؛ قد تكون هناك حاجةٌ لاستشارة طبيب متخصص لتقييم الحالة ووضع خطة علاج مناسبة.
في الختام، فإن التهاب المسالك البولية لدى النساء يُعدَ مشكلةً شائعة لكنها قابلة للوقاية. وباتباع إرشادات الوقاية المذكورة أعلاه والاهتمام بالنظافة الشخصية والعناية بصحة الجهاز التناسلي، يمكن للنساء تقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية والحفاظ على صحتهنَ العامة. فإن كنتِ تعانين من أية أعراض مثل الألم أثناء التبول أو التبول المتكرر، يجب استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.