خبيرة نفسية لـ"هي".. تعليم الأم العاملة أساليب الرعاية الذاتية مع موسم العودة للمدراس أمر ضروري لتحقيق سلامتها الجسدية والنفسية
مع العودة للمدراس يزيد الضغط على الأم العاملة وتزيد معه صعوبة الموازنة بين دورها تجاه عملها ومتطلبات الأمومة التي تنتظرها في المنزل بعد عودتها من العمل، وتصبح الأم عرضة لنوبات شديدة من التوتر والقلق الكآبة النفسية أيضاً، وخصوصاً مع عدم وجود دعم لها، ووجود خلل في تفهم ما تمر به من تحديات وصراعات داخلية تعصف بمشاعرها كامرأة مستقلة وطموحة وأم تملؤها مشاعر الأمومة الجميلة.
وحرصاً من "هي" على دعم الأم العاملة على وجه الخصوص، التقينا بالأخصائية النفسية بشمي خارا المرخصة من قبل CDA في مركز ثرايف للصحة النفسية لتوجه نصائح مهمة للأمهات العاملات، ولمساعدتهن على فهم الرعاية الذاتية ودورها في خلق روتين صحي للعناية بنفسها وسط كل ما عليها من أعباء والتزامات ومسؤوليات تقع عليها وترهقها.
وفي ما يلي أهم الأسئلة التي تضمنها اللقاء لدعم الأم العاملة وتعريفها بمفهوم الرعاية الذاتية بعد العودة للمدارس:
بداية لقد تكرر في الآونة الأخيرة اتجاهات ترى ضرورة التأكيد على تعليم الأمهات أساليب الرعاية الذاتية، فما هو مفهومها، وما هي أهم المزايا التي تحصل عليها الأم العامل بعد اتقان مفهومها؟
بحسب "الجمعية الأميركية لعلم النفس" APA)) يقصد بالرعاية الذاتية أنها هي عبارة عن النشاطات المنتظمة التي يمارسها الشخص بهدف توفير الاهتمام الكافي بصحته الجسدية والنفسية والمعرفية.
أما بالنسبة لمزايا الرعاية الذاتية فهي عديدة جداً وتساهم إلى حد كبير في تحسين حالة الأم العاملة النفسية والجسدية ومن أهم هذه المزايا أو الفوائد ما يلي:
- تحسين الصحة النفسية ومن ثم الجسدية لأن كثير من المشاكل النفسية تترجم إلى أمراض عضوية.
- مساعدتها على تنظيم الوقت وايجاد وقت مستقل لنفسها هي ما يحقق لها شعور بالرضا والتعويض عن أي إرهاق تجده خلال رحلتها ما بين العمل والأمومة.
- تحقيق الهدوء العاطفي واحترام الذات.
- شعور الأم بالامتنان للأمومة ولكونها امرأة عاملة طموحة أيضاً.
- مساعدة الأم في منح وقت أطول لرعاية الأطفال وبالتالي تحقيق رضاها عن نفسها أكثر وأكثر.
بمجرد أن يبدأ الموسم الدراسي الجديد إلا وتدخل الأمهات في صراع شديد بين مسؤوليتها كأم وزوجة ومسؤوليتها كامرأة عاملة، ما يجعلها عرضة للاصابة بالكآبة النفسية التي قد تصل إلى حد الاكتئاب في بعض الحالات، فكيف يمكن للأمهات العاملات خلق روتيناً صحياً لأنفسهن لينعكس على صحتهن الجسدية والنفسية، وليكون بمثابة وقاية لهن من كل الاضطرابات والمشاكل النفسية التي قد تتربص بهن بسبب الصراع المتوهج بداخلهن الذي لا يهدأ أبداً؟
تحتاج العادات إلى وقت كافٍ لتتشكل، وكما نحتفل بخطوات أطفالنا الصغيرة يجب علينا أن نحتفل بخطواتنا الأولى أيضاً إلى أن نصل لأهدافنا، بمعنى أنه يجب على الأم العاملة الاهتمام بذاتها مع كل هذه المسؤولية الضخمة التي تقع على عاتقها، وما يجب أن تعلمه الأم أن أشكال الاهتمام بالذات تتعدد و تختلف من شخص لآخر، فمثلاً الاهتمام بالذات ممكن أن يتجسد على شكل الاهتمام بالجسد أو المشاعر أوالعلاقات الاجتماعية أو الروحانية أو التطور المهني وما إلى ذلك. ما يعني أن أي شيء بامكانه أن يمنح الأم العاملة شعوراً بالسلام والاسترخاء والراحة يجب أن يكون محطاً للاهتمام بالذات الخاص بك.
ويمكن أن تكون أصغر الخطوات في هذه المجالات مفيدة. على سبيل المثال، إذا كانت النشاطات البدنية هي أحد الطرق المتبعة لتحقيق الاهتمام بالذات، ويمكن أن تكون الخطوات الأولى نحوها بسيطة مثل:
- البدء بمشاهدة فيديوهات قصيرة للرياضة المفضلة للتحفيز على ممارسة الرياضة والمداومة عليها للتمتع بفوائد صحية جسدية ونفسية أيضاً
- البحث عن وصفات طهي شهية لتجربتها ولم الأسرة على مائدة الطعام والتمتع بميزات ذلك مثل الشعور بمشاعر إيجابية.
- إرسال رسالة إلى صديقة مقربة.
- التفكير في الخالق و الدعاء والاستغفار لأن كل هذه الأمور تمثل اتصالاً هاما بالروحانيات ما يعني تحسين النفسية والتخلص من أي ضغوط، حيث يمكن لأي من هذه السلوكيات البسيطة أن يكون بداية لعادات تناسبك و تطويرها مع مرور الوقت.
كيف يمكن للأم العاملة مواجهة الضغوط والأعباء وتحقيق الموازنة بين دور ها في العمل ومتطلبات الأمومة؟
هناك نصيحتان لمساعدة الأمهات للتغلب على أعبائهن الإضافية ألا وهما: أولاً التخطيط والاستعداد ، ثانياً طلب الحصول على أكبر قدر ممكن من المساعدة، لأن التخطيط والاستعداد يمكن أن يكونا مفيدان جداً من حيث تنظيم الوجبات الغذائية و الفعاليات المهمة و ما إلى ذلك من مسؤوليات مهمة يتعين على الأم العاملة القيام بها نحو أطفالها وعملها أيضاً، و الحصول على مساعدة ودعم من المقربين أو احضار خادمة تساهم في الأعمال المنزلية يساعد الأم كثيراً في التفرغ للقيام بمهام أكثر أهمية ولا يمكن لأحد القيام بها عوضاً عنها.
هدفنا مساعدة الأم العاملة والأمهات العصريات عموماً في مواجهة كل الأمور التي لها أن ترهقهن نفسياً وجسدياً، برأيك ما هي أكثر الأمور التي يجب أن يتجنبنها في سبيل تحقيق هدوئهن النفسي ووقايتهم من التعرض لأي مشاكل نفسية تزيد احتمالات الإصابة بها مع تكالب الأعباء والمسؤوليات؟
طلب المساعدة واستقبالها من شخص ما يمكن أن يكون صعباً و مرهقاً أحياناً. إن إنشاء عبارات صغيرة إيجابية تذكرك بأن قبول المساعدة أمرٌ جيد ويمكن أن يكون مفيداً لصحتك وصحة عائلتك، و تكرارها يومياً يمكن أن يساعد العقل تدريجياً بقبول المساعدة عندما يكون الخيار و الشعور الداخلي خلاف ذلك.
كما أنه توجد أمور أخرى يجب تجنبها مثل :
- جلد الذات ولومها باستمرار.
- اهمال الذات لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
- محاولة اتقان كل الأدورا على حساب صحتها مثل محاولة الحصول بلقب "سوبر ماما".
- التفكير السلبي لأنه يعوق الأم كثيراً عن القيام بأدوراها المتعددة سواء في العمل أو الأسرة.
- الاستسلام للشعور باليأس والاحباط.
ما هي نصائحك للأم العصرية العاملة لتجنب جلد الذات في ما يتعلق بعلاقتها بأطفالها وخصوصاً مع محاولاتها المستمرة في تحقيق الانسجام والتوازن بين العمل ومتطلبات الأمومة وذكر الأمور السلبية المترتبة على قيامها بجلد ذاتها؟
من الممكن أن تفقد الأم العاملة في بعض الأحيان الاتصال بالعالم الخارجي خلال غوصها في أفكارها أثناء التخطيط و التأكد من أن كل شيء على ما يرام و بأحسن حالاته للعائلة، ولذلك فإن إنشاء طقوس حسية و عادات صغيرة بإمكانها أن تخرج جميع الأمهات العاملات من دائرة أفكارهن و إعادة ربطهن ببيئتهن و أجسادهن أيضاً، على سبيل المثال، الاتصال بالطبيعة، شم رائحة الشاي أو القهوة قبل أول رشفة، أخذ نفس عميق، ممارسة التأمل، أو حتى مجرد رفة عين يمكن أن تكون استراحة مهمة لها.
وختاماً، يُسعدنا أن تشاركينا الرأي، ما هي أكثر المشاعر السلبية التي تسيطر على فكر الأم العاملة وتسبب لها كآبة النفسية؟
مع تمنياتي لكل أم عاملة وغير عاملة بدوام الصحة والعافية والتوفيق،،،