برنامج "لوريال – اليونسكو" يعزز دور المرأة العربية في مجال العلوم... ولقاءات حصرية لـ"هي" في الجزء الثاني مع باحثات عربيات بارزات
بمناسبة احتفال "برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"، بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، بِعقدٍ من تمكين الباحثات من دول مجلس التعاون الخليجي في مجالات علوم الحياة والفيزياء والرياضيّات وعلوم الكمبيوتر، واللاتي شققن طريقهن رغم التحديّات للإسهام في تحفيز الاكتشافات العلميّة في المنطقة، تستكمل "هي" في الجزء الثاني لقاءاتها مع باحثات عربيات تمّ تكريمهن من "لوريال" وذلك تقديراً ودعماً لدورهنّ المحوريّ في النهوض بالمعرفة وإيجاد حلول للقضايا العالميّة الملحّة. (للاطلاع على الجزء الأول)
فعلى الرغم من أن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تُعتبر أمراً بالغ الأهمية للاقتصادات الوطنيّة، إلا أنّ معظم البلدان، بغض النظر عن مستوى تنميتها، لم تحقّق المساواة بين الجنسين في هذه المجالات، حيث مثلت النساء 27% من الباحثين في جميع أنحاء العالم في نهاية التسعينات، ووصلت إلى 30% في العام 2014. بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من وجود زيادة تدريجيّة في عدد النساء اللاتي يسعين إلى الحصول على مهن علميّة، إلا أن تمثيلهنّ في مجال البحث لا يزال غير كافٍ. علاوة على ذلك، فإن أقل من 4% من جوائز نوبل في التخصّصات العلميّة مُنحت للنساء.
هذه الأرقام المقلقة تدفع برنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"، والذي أُسّس على مبدأ أن "العالم بحاجة إلى العِلم والعِلم بحاجة إلى المرأة". وقد صُمّم هذا البرنامج لكسر القيود المحيطة بتقدّم المرأة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومنحهنّ الأدوات اللازمة لنجاحهنّ.
فمنذ تأسيس البرنامج في دول مجلس التعاون الخليجي في العام 2014، حقّق البرنامج إنجازات كبيرة في مجال رعاية وتعزيز المساعي العلميّة لـ51 باحثة عربية من خلال تقديم منح تبلغ قيمتها 3.4 مليون درهم إماراتي ودعم نموّهن المهني. وهو يعتبر جزءاً من مبادرة "لوريال-اليونسكو" العالمية من أجل المرأة في العلم، التي كرّمت خلال الدورات الماضية أكثر من 4100 باحثة بارزة و127 فائزة بجائزة عالمية في أكثر من 110 دول منذ انطلاق البرنامج في العام 1998.
ويعزّز البرنامج بحسب المدير الإداري لشركة "لوريال الشرق الأوسط" لوران دوفيه المساعي الهادفة لتحقيق المساواة بين الجنسين في الحياة المهنية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وسلّط الضوء على مساهماتهنّ القيّمة وأبحاثهنّ المتطوّرة. وسيواصل البرنامج سعيه لتمثيل ودعم أحلام باحثاتنا الشابات بشكل أكبر وكسر الحواجز التي ما زالت قائمة.
تابعي هذه اللقاءات الحصرية مع أبرز الباحثات العربيات في الجزء الثاني.
تناول بحث الدكتورة السعودية دانا السليمان معالجة التحدّيات في تشخيص مرض السرطان من خلال برامج المستشعر الحيوي التحليليّة لتعزيز الكشف المُبكر عن المرض وتحسين التشخيص على مستوى العالم. فماذا تقول لـ"هي" عن برنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم".
- شاركينا تجربتك ومشاعرك عندما علمت بهذا التكريم؟ وماذا يعني لك أن يكون صادرًا عن مؤسسة عريقة مثل لوريال؟
يعد برنامج لوريال-يونسكو من أعرق البرامج التي تعمل على النهوض بالمرأة في التخصصات العلمية والهندسية. كان لدي فكرة بحثية واعدة وجديدة أؤمن بها حقاً وأردت الحصول على الدعم لها من خلال هذا البرنامج. عندما علمت بهذا التكريم شعرت بالسعادة والفخر لتلقي هذا التقدير خاصة لان الدعم الناتج من الجائزة سيؤدي إنشالله إلى تسريع تطوري المهني وتمكيني من إلهام و دعم الجيل القادم من الشباب والشابات لمتابعة العلوم واقتراح أفكار جريئة ومبتكرة والعمل على تطويرها.
- كانت الرحلة نحو النجاح مليئة بالتحديات. هل يمكنك أن تشاركينا ببعض الصعاب التي واجهتيها خلال أبحاثك وكيف تغلبت عليها؟
مع الأسف النساء لا زلن يمثلن أقلية في مهن الهندسة والعلوم عالمياً خصوصاً في المناصب القيادية. لذلك، فإن واحدة من أهم التحديات التي واجهتها طوال مسيرتي المهنية هو ترسيخ نفسي كباحثة وعالمة ومهندسة واعدة وناجحة في مجال يهيمن عليه الرجال إلى حدّ كبير. ولتحقيق هذه الغاية، إحدى المهارات التي عملت بجد على تطويرها وتعزيزها هي كيفية شرح أبحاثي وتأثيرها على العالم لأي جمهور.
- ما هي رسالتكم للشباب والنساء اللاتي يطمحن للعمل في مجالات العلوم والبحث العلمي؟
يحتاج العالم إلى المزيد من الإبداع والإبتكار والتعاون بين أفراد من خلفيات وخبرات مختلفة لحلّ التحديات العالمية التي تلوح في الأفق، وأنتم - الشباب والشابات في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات - لديكم القدرة و الخبرة اللازمة للعب دور محوري في إيجاد حلول للمشاكل الهائلة التي نواجهها في الشرق الأوسط والعالم.
- كيف يمكن للمجتمع دعم الباحثين الشبان وتشجيعهم على مواصلة البحث والابتكار؟
نحن بحاجة اولاً إلى إدخال حب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في النظام المدرسي في سن مبكرة ودمج العلوم والهندسة في حياة الأطفال اليومية. كما يجب علينا تنمية وتشجيع الأطفال الموهوبين في مجالات العلوم والهندسة. وينبغي أن تتاح لسفراء العلوم أيضاً فرص لاستخدام أصواتهم في منصات وسائل التواصل الاجتماعي لإلهام أعداد أكبر من الشباب والشابات وتشجيعهم على مواصلة البحث والابتكار.
تطوير اختبارات منخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام (مقايسات التدفّق الجانبي LFAs) للكشف المُبكر والسريع عن فيروس "نوروفيروس" (NoV) والتهاب الكبد إي (HEV) هو البحث الذي تقوم به الباحثة نادين ناجي محمود يونس من قطر. فما هي رسالتها عبر "هي" للشباب والنساء اللاتي يطمحن للعمل في مجالات العلوم والبحث العلمي.
- شاركينا تجربتك ومشاعرك عندما علمت بهذا التكريم؟ وماذا يعني لك أن يكون صادراً عن مؤسسة عريقة مثل لوريال؟
عندما علمت بتكريمي من مؤسسة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلم، شعرت بفرحة وامتنان لا يوصفين. إنه شرف كبير أن أكون واحدة من النساء القليلات اللواتي تم اختيارهن لهذا التكريم الرائع. هذا التكريم يمثل لي لحظة فخر وتأكيد لمساري في مجال البحث العلمي. إن كون هذا التكريم صادراً عن مؤسسة مرموقة مثل لوريال يضيف إلى قيمته بشكل كبير. لوريال ليست مجرد شركة تجميل، بل هي جهة تسعى بجدية لدعم النساء في مجالات العلوم والبحث العلمي. إن رؤيتها لتمكين وتشجيع النساء على المساهمة في مجالات العلوم تتماشى مع إيماني الشخصي بأهمية تمكين المرأة في جميع المجالات. إن هذا التكريم يلهمني للمضي قدماً وزيادة جهودي في مجال البحث العلمي. إنه يعزز إصراري على تحقيق تقدم أكبر ومشاركة معرفتي وخبرتي في سبيل تطوير مجتمعنا. إنه أيضاً تذكير بأن التفرد والتفاني في العمل يمكن أن يأتيا بالثمار ويحققان التغيير الإيجابي. ببساطة، هذا التكريم يعني لي الكثير. إنه دافع لمواصلة التفوق والتميز في مجالي، وإلهام للنساء الشابات اللواتي يطمحن لمستقبل في مجال العلوم. إنه شرف كبير ومسؤولية تحملها بفخر واعتزاز، وسأعمل بجدية لأكون إضافة إيجابية لمجتمعي ولعالم البحث العلمي بشكل عام.
- كانت الرحلة نحو النجاح مليئة بالتحديات. هل يمكنك أن تشاركينا ببعض الصعاب التي واجهتيها خلال أبحاثك وكيف تغلبت عليها؟
لقد كان تحقيق هذا الإنجاز تحدياً كبيراً في مساري العلمي والمهني. كان هناك عدة عوامل دفعتني لإتمام هذا الإنجاز. أولًا وقبل كل شيء، كان شغفي بمجال البحث والعلوم هو العامل الرئيسي الذي دفعني للمضي قدماً والتفاني في العمل العلمي. لأنني مؤمنة بقوة بأهمية البحث العلمي في تقدم المجتمع وحل المشكلات. ثانياً، كنت دائماً ملتزمة بالتطوير المستمر وزيادة معرفتي ومهاراتي. كنت أبحث عن الفرص للتعلم والتطوير والتحسن في مجال عملي، وهذا ساعدني في تحقيق الإنجازات. بالإضافة إلى ذلك، عائلتي، ولا سيما والدتي، كانوا مصدر دعم لا يتزعزع. إحدى من أكبر التحديات التي واجهتها في مساري المهني كانت أثناء العام الأول من دراستي للدكتوراه عندما أصبحت أماً. لذا، كان تحقيق التوازن بين مسؤوليات الأمومة والالتزام بأبحاثي ودراستي يتطلب تحديات كبيرة. ومع ذلك، عائلتي، بقيادة دعم والدتي الاستثنائي، لعبوا دوراً أساسياً في مساعدتي على الحفاظ على التوازن الرقيق بين مسؤولياتي كأم واهتمامي بدراستي.
- ما هي رسالتكم للشباب والنساء اللاتي يطمحن للعمل في مجالات العلوم والبحث العلمي؟
رسالتي للشباب والنساء اللواتي يحلمن بمشوار في مجالات العلوم والبحث العلمي هي أن يكونوا دائماً طموحين. عليكم أن تؤمنوا بأهمية ما تفعلونه وبأن أحلامكم يمكن تحقيقها من خلال الاجتهاد والتفاني. لا تخافوا من التحديات، بل اعتبروها فرصاً للتعلم والنمو. كونوا مستعدين لاستكشاف مجالات جديدة وتوسيع آفاقكم. كذلك، لا تترددوا في طلب المشورة والإرشاد من المعلمين والمرشدين والخبراء في الميدان. الاستفادة من تجارب الآخرين يمكن أن تكون قيمة للغاية في توجيه خطواتكم واتخاذ القرارات الصائبة.
وأخيراً، تذكروا دائماً أن العلم والبحث العلمي ليسا مقصورين على فئة معينة من الناس. إذا كان لديكم الشغف والإصرار، فأنتم قادرون على تحقيق النجاح في هذا المجال بغض النظر عن جنسكم أو خلفيتكم. اعتبروا أنفسكم قوة تغيير ومساهمة قيمة في تقدم المعرفة وتحسين العالم من حولكم.
- كيف يمكن للمجتمع دعم الباحثين الشبان وتشجيعهم على مواصلة البحث والابتكار؟
يمكن للمجتمع دعم الباحثين الشبان وتشجيعهم على مواصلة البحث والابتكار من خلال توفير فرص تعليمية والدعم المادي، بما في ذلك المنح الدراسية والبرامج البحثية، وأيضاً عن طريق إنشاء مرافق بحثية متطورة تشجع على البحث والابتكار. يمكن أيضاً تعزيز الابتكار والمشاركة من خلال تنظيم مسابقات وفعاليات تشجيعية للشباب وتوفير بيئة مشجعة لتبادل الأفكار والمعرفة بين الباحثين الشبان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لدعم الابتكار، ويمكن أن تلعب الشركات والمؤسسات دوراً حيوياً في توفير فرص العمل وتمويل المشاريع البحثية. هذا الدعم والتحفيز سيساهمان في تمكين الباحثين الشبان وتحفيزهم للمساهمة الفعّالة في مجالات العلوم والبحث العلمي.
الدكتورة الكويتية فاطمة حسين محمد العوضي تتناول موضوع استكشاف التنوّع البيولوجي البحري في منطقة الخليج بحثاً عن إمكانات علاجيّة غير مستغلّة. فماذا تقول الدكتورة العوضي لـ"هي" بعد تكريمها من "لوريال"؟
- شاركينا تجربتك ومشاعرك عندما علمت بهذا التكريم؟ وماذا يعني لك أن يكون صادراً عن مؤسسة عريقة مثل لوريال؟
سعيده جدا بهذا التكريم ويعني لي الكثير كونه صدرا من مؤسسه لوريال العريقه. ان هذا التكريم عبارة عن دعم مادي ومعنوي وحافر كبير لي لاستكمال ابحاثي.
- كانت الرحلة نحو النجاح مليئة بالتحديات. هل يمكنك أن تشاركينا ببعض الصعاب التي واجهتيها خلال أبحاثك وكيف تغلبت عليها؟
خلال مسيرتي البحثية واجهتني العديد من الصعاب منها على سبيل المثال الحصول على عينات من البكتيريا الزرقاء البحرية من سواحل الخليج العربي وحاولت التغلب عليها بالتعاون مع باحثين من مركز علوم البحار بجامعه الكويتز حيث يملك المركز مجموعة متنوعة من العينات التي يمكنهم زراعتها للحصول على كميات تكفي لدراستها. ايضاً من الصعوبات التي تواجهني هي استخلاص مركبات من البكتيريا البحرية بكميات قليلة جداً حيث يصعب جداً استكشاف خصائصها ودراسة نشاطها البيولوجي ويتطلب الامر تصنيعها في المختبر للحصول على كميات أكبر منها. كذلك من التحديات التي تواجه هذا النوع من الأبحاث هو استخلاص مركبات سبق استكشافها من باحثين آخرين مما يجعل امكانية نشرها في مجلات علمية محكمة صعب جداً.
- ما هي رسالتكم للشباب والنساء اللاتي يطمحن للعمل في مجالات العلوم والبحث العلمي؟
أشجع الشباب على العمل في مجال العلوم والبحث العلمي فهو مجال ينمّي الإبداع ومهارات التواصل والتفكير النقدي وصناعة القرار. جميع هذه المهارات مطلوبة في سوق العمل. لكن هذا المجال مليء بالصعاب والتحديات ويتطلب جدية في العمل والإجتهاد والمثابرة والصبر.
- كيف يمكن للمجتمع دعم الباحثين الشبان وتشجيعهم على مواصلة البحث والابتكار؟
للمجتمع دور كبير وبارز في دعم الباحثين الشباب معنوياً ومادياً من خلال تشجيعهم وتوفير البيئة المناسبة والمصادر المطلوبة للعمل. كذلك تسليط الضوء على مشاريعهم وأبحاثهم من خلال وسائل الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي يعد حافز لهم لاستكمال مسيرة البحث والابتكار