السعادة مرآتك...خطوات بسيطة تجعلك شخصية متفائلة وإيجابية دومًا
في الحقيقة، يُعتبر التفاؤل مهارة مكتسبة، يُمكن لأيّ كان أن يطوّرها ويتمتّع بآثارها الإيجابية؛ وليس كما ينظر إليه على أنّه فطرة يولد بها الشخص وتنمو معه. عمومًا ترتبط مهارة التفاؤل بمقدرة المرأة على التحلي بالأمل والثقة بنتائج الموقف مهما بدا صعبًا.
إذ تستطيع المرأة المتفائلة أن تستخرج الجوانب الإيجابية من مختلف أنواع المواقف؛ وتميل دومًا للإيمان بأنّ هذا الموقف الصعب سينجم عنه نتائج إيجابية أكثر من إيمانها بأنّ النتيجة ستكون سلبية.
من ناحية أخرى، يوجد العديد من الروابط المهمّة ما بين التفاؤل والصحّة الجيدة، فقد أظهرت دراسات متنوعة أجريت على مدار السنوات أنّ السلوك المتفائل قد يقود إلىزيادة الالتزام بالسلوكيات الصحيّة الأخرى "كالتمارين الرياضية، والغذاء المتوازن"، وتجنّب العادات غير الصحيّة والسلوكيات الضارّة "كالتدخين"ً؛ ورفع جودة النوم/ وتعزيز القدرة على التعامل مع التوتر والعوائق في الحياة، وتوسيع شبكة المعارف، نظرًا لأن الأشخاص بشكل عام يفضّلون قضاء الوقت مع المتفائلين بدلاً من المتشائمين.
بناءً على ذلك، دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " على خطوات عملية وبسيطة ستضعك على بداية الطريق الصحيح للتفاؤل والإيجابية، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
أضّيفي قليلًا من الإيجابية لحياتك
كل ما عليكِ فعله هو أن تضفي قليلاً من الإيجابية إلى حياتك، فكما أن الأفكار السلبية تقودك إلى مثيلتها، ستساعدك الأفكار الإيجابية على رؤية الأمور على نحو أفضل؛ وهنا أوضح دكتور مصطفى أن إحدى أبسط الطرق للقيام بذلك، هو من خلال كتابة أمر واحد على الأقلّ تشعرين بالامتنان لوجوده. قد يكون ذلك أيّ شيء بدءًا من المنزل الذي تعيشين فيه، مرورًا بصديقتك المخلصة على الجانب الآخر من الهاتف، أو حتى أشعّة الشمس التي تخترق ستائر غرفتك كلّ صباح!حتى في أصعب الأوقات، تستطيعين في الغالب العثور على شيء ولو بسيط يشعرك بالامتنان لامتلاكه. ولا تنسي أنه من المهمّ أن تستمري في تذكير نفسك بماتمتلكين بدلاً من تضييع الوقت في التحسّر على ما لا تمتلكين أو الشعور بالضيق من الأمور التي لا يُمكنك تغييرها.
تخلّي عن نظرة التشاؤم في حياتك
قد يصعب عليكِ أن تتقبّلي فكرة أنّكِ قادرة على تغيير أفكارك، خصوصًا في الظروف الصعبة؛ لكن بمجرد أن تأخذي القرار، وتبدأي الخطوة الأولى سيصبح التفاؤل أمرًا سهلاً، ولن يمر وقت طويل قبل أن يتحوّل إلى عادة، ومهارة حالها كحال جميع المهارات الأخرى التي تمتلكينها.
عمومًا، لا تعني ردّة الفعل المتفائلة على أي موقف صعب، أنّكِ ستشعرين بالسعادة وترقصين فرحًا. بالطبع لا!ستشعرين بالضيق حتمًا، لكن بدلاً من الاستمرار في التفكير فيما حدث وأثره على بقية أنشطة يومك. ستدفعك مهارة التفاؤل إلى التفكير في حل المشكلة، و البحث عن البدائل لتخطينها بسلام. وهنا أكد دكتور مصطفى، أن الخيار أمامك وأنتِ من يُقرر كيف تسير حياتك خلال المواقف الصعبة والمؤثرة على ذاتك تحديدًا.
تقبلّي الأفكار السلبية
إن كنتِ تريدين التغلب على أي أنماط من التفكير السلبي في عقلك، فقد يكون من المفيد في البداية أن تعترفي وتتقبلي الأفكار السلبية حال دخولها إلى عقلك، فذلك سيمنعُها من البقاء معلّقة في رأسك.الهدف من هذه الطريقة ليس منع الأفكار السلبية من الظهور، فذلك مستحيل، وإنما الحرص على ألاّ تبقى معلقة في داخلك فتؤثّر على صحتك العامة، وتمنعك من الاستمرار في حياتك.عمومًا، بدلاً من توقّع الأسوأ، من المهمأن تنظري لأفكارك السلبية بشكل واقعي، ثمّ انتهجي طريقة صحية أكثر في التعامل معها.
وهنا أشار دكتور مصطفى، إلى أن التفاؤل لا يتعلق دومًا بتوقّع النتائج الأفضل للمواقف التي تحدث من حولنا، بل إنه قد يتمحور أيضًا حول إعادة بناء الأفكار السلبية بطريقة أكثر إيجابية.
اقضّي وقتك مع الرفقّة المتفائلة
تأكدي أن الرفقةُ تلعب دورًا هامًّا في حياتنا، وتترك أثرًا واضحًا على أفكارنا ونظرتنا للعالم من حولنا. فإن كنتِ تقضين أوقاتًا طويلة مع أشخاص متشائمين دائمي الشكوى، فلن تستطيعي بأي حال من الأحوال أن تكوني متفائلة؛ على العكس ستجدين نفسكِ تنجذبين إلى طريقة تفكيرهم، وستتبنيها شيئًا فشيئًا، ولن يمرّ الكثير من الوقت حتى تجدي نفسك إنسانة سوداوية محبطّة.
وهنا أوضح دكتور مصطفى، أن الأفكار بشكل عام معدية، سواءً كانت إيجابية أو سلبية، لذا احرصي على قضاء وقت أقلّ مع أولئك الذين يحبطونكِ، وساعات أطول مع الأشخاص الإيجابيين المتفائلين المليئين بالطاقة للعمل والجدّ؛ وستتفاجأين من الأثر الذي سيتركه هذا الأمر عليكِ، ومشاعرُ التعب والإرهاق والحزن الغريبة التي كنتِ تحسّين بها في كل مرّة تخرجين فيها مع أصدقائك كثيري الشكوى ستختفي لتحل محلّها مشاعر النشاط والطاقة والتفاؤل.
انشري الإيجابية من حولك
حينما تُسهمين في جعل الآخرين يشعرون بالتفاؤل، سينعكس ذلك عليكِ حتمًا. لا يعني ذلك أن تجعلي غايتك إرضاء الآخرين وإسعادهم على الدوام. لكن لا تتردّدي في بذل بعض الجهد من حين لآخر لتمدحين أحدهم، أو تخبري أحدًا من أحبائك عن مدى تقديرك لهم.
وهنا أكد دكتور مصطفى، أن مثل هذه التصرّفات الصغيرة ستكون عظيمة الأثر على مشاعرك ومشاعر الآخرين في آن واحد. وفي الوقت الذي يعتبر فيه إشعار الآخرين بالسعادة أمرًا مستحبًّا، لا تنسَي أن تمنحي نفسك أيضًا بعض الكلمات اللطيفة؛ كذلك اقضِي بعض الوقت مع نهاية كل يوم في التفكير فيما فعلتيه خلال النهار، وامدحي نفسك قليلًا حتى وإن كانت إنجازاتك بسيطة "كإعداد وجبة لذيذة، أو اتخاذ قرار الخروج في نزهة للتمشي قليلًا"؛ من ناحية أخرى احرصي على استخدام لغة لطيفة عند التحدّث إلى نفسك، ولا تقلّلي من قيمة ما تفعليه مهما كان صغيرًا. جملة بسيطة مثل: "لقد أبليتُ حسنًا اليوم" قد يكون لها عظيم الأثر على المدى البعيد.
تخّيلي دومًا أن المستقبل مشرق مهما كانت الصعوبات التي تواجهِك
قد يكون من المخيف أحيانًا أن تسمحي لنفسك بالمبالغة في الإيجابية خوفًا من التعرّض لخيبات الأمل أو الخذلان، أو من ألاّ تسير الأمور كما تريدين لها. وهنا أوضح دتور مصطفى، أن كثيرون من يعتقدون أن العقبات والمصائب تصبح أخفّ في حال كنّا مستعدّين لها نفسيًا، من خلال تخيّل الاحتمالات الأسوأ والتحضّر لها.
والحقيقة أنّه ما من شيء في الحياة مؤكّد، والمبالغة في التفكير في الأسوأ قد تسهم أحيانًا في خلق النتائج التي نخشاها!
لذا، تذكّري دومًا أنّ عقلك يمتلك طاقات عظيمة، وأفكارك تخلق واقعك؛ واقعك اليوم ما هو إلاّ نتيجة لأفكارك بالأمس. التفكير في الأسوأ قد يكون أمرًا جيّدًا، لكن احرص على عدم المبالغة فيه. ومن المهمّ أن تكوني مستعدة لجميع الاحتمالات، السيئة أو الجيدة؛ لكن حاولي دومًا أن تتخيّلي مستقبلاً مشرقًا إيجابيًا. وأن تعاهدي نفسكِ على تعلّم الدرس من كل موقف سلبي يمرّ بكِ.
وأخيرًا، لا مجال لليأس والإحباط في حياتك بعد اليوم؛ فبعد سرد الخطوات السالفة الذكر لاكتساب مهارة التفاؤل، كوني واثقة من نفسك وتخطي صعوبات الحياة بنظرة تفاؤلية، وليس غير ذلك.