القوة الإبداعية المتفردة لـ"أليساندرو ميكيلي".. المدير الإبداعي الجديد لدار Valentino
تستمر لعبة الكراسي الموسيقية في صناعة الأزياء التي تُحركها حركة الخروج أو الإستقالة والتعيينات الجديدة للمديرين الإبداعيين في دور الأزياء والعلامات التجارية بسرعة كبيرة وتحولات جذرية، بينما تُعد آخر دورة للعبة الكراسي مُفاجئة و بتأثير كبير على اتجاه الموضة اليوم.
حيث تم الإعلان الأسبوع الماضي عن انفصال المصمم الإيطالي "بييرباولو بيتشولي" عن الدار الإيطالية الرومانية الراقية "فالنتينو" بعد 25 عامًا في الدار، بما في ذلك 8 سنوات كمدير إبداعي وإعلان تعيين المصمم الإيطالي "أليساندرو ميكيلي" المدير الإبداعي السابق لعلامة "غوتشي" العملاقة حيث عَمل "ميكلي" في Gucci عشرين عاماً بما في ذلك 7 سنوات كمدير إبداعي للعلامة.
يأتي خبر التعيين بِحدة الفضول والترقب لأول مجموعة لـ Valentino تحت قيادة المدير الإبداعي الجديد "أليساندور ميكلي" وكيف ستبدو دار الأزياء الراقية التي تُركز على الفخامة و تطبيق حرفة الأزياء الراقية برؤيته و هويته الفنية الطليعية و الخيالية.
قدرات "أليساندرو ميكيلي" الإبداعية المتفردة وخياله الجامح
تكمن قوة "ميكيلي" الإبداعية في تكوين عالم جديد من وحي خياله المرتطم بالواقع والمتداخل مع ثيمات مختلفة تنقله الى مستوى متأرجح مابين الحُقب الزمنية والأساليب المتعددة والخيال و الواقع، حيث تَأثر "ميكلي" في طفولته بعمل والدته في السينما و اهتمام والده في المنحوتات.
منذ تعيينه في عام 2015 ليقود الرؤية الإبداعية لـ"غوتشي"، قَدم "أليساندرو ميكلي" مجموعات فنية متفردة حيث أَعاد اختراع العلامة الإيطالية التراثية و نقلها من علامة أزياء فاخرة الى عالم موازي من الخيال والمجموعات الغير متوقعة.
اشتهر المصمم المُربح بإضفاء البريق والسحر والغرابة والتعبير إلى "غوتشي"، وأعطى حياة جديدة للعلامة الإيطالية وصناعة الأزياء ككل، فكان عالمه السحري رومانسي من نوع جديد اُستكشف من خلال الأزياء، حيث ابتكر عالمًا متقن الصنع يضع الاستدامة والشمولية في طليعة روح العلامة التجارية بتركيز حاد على الإكسسوارات و الحقائب الأيقونية التي ارتبطت بفترته الذهبية و جذورها التاريخية في آنٍ واحد.
صَنع "أليساندور ميكيلي" أرشيف عميق خاص به مختلف ومتناقض تماما عن المدراء الإبداعيين السابقين لـ"غوتشي" التي لطالما استقرت في ظِل الفترة الإبداعية الاستثنائية و الانتقالية تحت إدارة المصمم الأمريكي "توم فورد" الذي عمل تحت إدارته "ميكلي" في تصميم الحقائب لـGucci مُنذ عام 2002، وأصبح مصممًا مساعدًا لـ"فريدا جيانيني" في عام 2011، قبل أن تتم دعوته لتولي منصب المدير الإبداعي.
يتطرق "ميكيلي" إلى مستوى الحد الأدنى أوالـ Maximalism في التصميم وتنسيق الإطلالات المُركبة والمعقدة التي بدورها تَخلق طابع طليعي متعدد الأبعاد ومشتق من فترات زمنية مختلفة ومصادر متباينة كما أنها هادفةً لطمس الخطوط الفاصلة بين الجنسين، ولكن عند النظر لقرب الى الإطلالات المكتظة بالتفاصيل الكمالية نرى جمالية القِطع الرئيسية و تطبيقه لإرث العلامة.
من أبرز مجموعاته واللحظات المبهرة التي لا تُنسى و المتراقصة بين الصادمة والمسلية، مجموعة خريف 2018 حينما تطرق "ميكيلي" الميثولوجيا و العلم حيث سارت العارضات على المدرج محصورات في لوحة غرفة العمليات المهجورة، سارت بعضهن بهدوء محتضنين تنينًا صغيرًا واقعيًا..بينما حمل الآخرين نسخة واقعية من رؤوسهم المقطوعة.
لا يمكن التنبؤ بما سيفعله "ميكيلي" لمجموعته القادمة وأي عالم سينقلنا اليه ويعيد تفسير أكواد "غوتشي" في أحضانه وهذا ما أبقى الصناعة مترقبة لمجموعاته طوال السبع سنوات الخاصة به في Gucci.
من التنانين الى فساتين الدانتيل المتدرجة الحاملة لطابع الريف في خريف 2020 ومجموعة Gucci love parade التي اتخذت من هوليوود منصة لها، اختلط النجوم مع عارضات الأزياء على ممشى العرض، مثل "جاريد ليتو" و "ماكولي كولكين" وبها استكشف "ميكيلي" تقريبًا، إن لم يكن جميع عناصر أسلوب وأناقة نجمات هوليود.
ماذا نتوقع من "فالنتينو" من تصميم "أليساندور ميكيلي"؟
"أليساندور ميكيلي" سيتولى مسؤولية مجموعات الملابس الجاهزة النسائية والرجالية ومجموعات الأزياء الراقية التي تُشكل منطقة جديدة يستكشف بها "ميكيلي" حدوده الإبداعية.
نتوقع نهضة دار "فالنتينو" في طور العروض المسرحية و الإستعراضية و ضخامة الإنتاج التي تؤدي الى اكتساح المجموعة للإعلام الرقمي و الصحفي، بينما تكمن الرؤية الجمالية التي ستُترجم في التصاميم و المجموعات الفعلية مجهولة، فهل سيتبع "ميكيلي" مسار "بييرباولو بيتشولي" الحالم و النابض بالألوان الحيوية و القصات الشاعرية والأحجام الضخمة و تعقيد حرفة الكوتور في الشك و التطريز الأخاذ؟
تم إثبات قدرة "أليساندرو ميكيلي" على إنشاء معجم جديد تمامًا للأزياء، ولكن هل يمكنه جلب سحر جديد يتمحور حول "فالنتينو" ؟ سنكتشف الجواب في أول مجموعة للمصمم في الدار في شهر سبتمبر القادم مع مجموعة ربيع وصيف 2025 للملابس الجاهزة.
