بوصلة تطوير ذاتكِ بين يديكِ لبناء شخصية قوية ومثمرة... استخدميها مدى الحياة
التطوير الذاتي في أبسط صوره هو عملية تعلم أشياء جديدة، واكتساب مهارات متنوعة يمكن أن تساعدنا على زيادة فرص النجاح، وتحقيق الأهداف وأحلامنا على أرض الواقع، لتحسين حياتنا وتغطية كافة جوانبها.
وتكمن أيضًا اهمية تطوير الذات وبناء الشخصية في استعادة الثقة بالنفس وقدراتها؛ لذا يُعدّ التطوير الذاتي للمرأة تحديدًا نقطة انتقالية لتخطي العقبات و وتحدي الصعوبات التي تواجهها في جميع أمور حياتها.
عمومًا، من تنجح في فهم ذاتها ومصارحتها ستنجح في تطوير نفسها؛ ومن تفشل في ذلك أو أخفقت في تطوير ذاتها وبناء نفسها وعاشت على قارعة الطريق تراقب غيرها من دون اي محاولات لن تحظى بعلو شأنها.
لذا، ابدأي معنا السعي إلى تحسين قدراتك العقلية وتحسين مهارات التواصل لديكِ، لتعزيز ثقتك بنفسكِ مهما كانت مرحلتك العمرية، فاليأس ليس له مكان بيننا، فهل أنتِ مستعدة؟
إليكِ خلال السطور القادمة وعبر موقع "هي" قوانين أساسية واساليب فعالة بمثابة بوصلّة ستوجه مساركِ نحو الطريق الصحيح لبناء شخصية قوية ومثمرة سترافقكِ مدى الحياة، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
القانون الأول: اعرفي نفسكِ
وبحسب دكتور مصطفى، أهم طرق تطوير الذات هي اكتساب الوعي الذاتي، وكما يقول سقراط "اعرف نفسك"، فكل التغييرات تبدأ بالوعي والوعي الذاتي يلقي الضوء على أفكارك وسلوكياتك الحالية.ولكن عليكِ بعدة خطوات لتطبيق هذا القانون، أبرزها:
- احترام الحقيقة أو الواقع.
- عدم إنكار الحقائق المؤلمة.
- التحرر من الأفكار والمعتقدات الزائفة.
- الانفتاح على المعرفة الجيدة و تقييمات وآراء الآخرين.
القانون الثاني: حبي نفسكِ على حالها
وتابع دكتور مصطفى، يُعدّ قبول الذات أمرًا حتميًا وأساسيًا لبناء شخصتكِ القوية وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ. فقبول الذات يعني في الأساس احترامها أو محبتها وفي نفس الوقت الاعتراف بجوانب قصورها أو نقاط ضعفها، فمن أهم أساليب تطوير الذات هو قبول نفسك على حالها من غير قيد أو شرط.
القانون الثالث: تحملّي مسؤولية حياتكِ
وأضاف دكتور مصطفى، يجب أن تكوني مسؤولة عن حياتكِ؛ من خلال إيمانك بالمسؤولية الذاتية التي تُعزز من شعورك بأنك أهل لأن تعيشي وجديرة بالسعادة. عمومًا، المسؤولية الذاتية تتضمن تحمل المسؤولية عن حياتكِ وأفعالكِ، كما أنها تتضمن المبادرة بتحقيق الأهداف، مع التركيز على النتائج وبناء الإجراءات على أساس القيم التي تختارينها بنفسكِ، وليس على أساس الشاعر أو الظروف.
واستكمالًا لحديثنا عن كيفية بناء شخصية قوية ومثمرة مدى الحياة؛ يقدم لكِ دكتور مصطفى أبرز أساليب التطوير الذاتي، وذلك على النحو التالي:
- استمريّ في التعلم والاطلاع على كلّ ما هو جديد.
- حددّي أهدافك قصيرة الأجل لإنجاز أهدافك طويلة الأجل بخطوات ثابتة.
- اكتسبي طرق جديدة للتعامل مع الضغوطات مهما كانت التحديات التي تواجهكِ.
- اهتمي بتعلّم لغات جديدة باستمرار.
- ابحثي دومًا ن كل ما يُحسن صحتكِ العقلية.
- تحكمي بعواطفك وقاومي المغريات مهما كانت.
- تحلي بالصبر لتحقيق الأهداف مع بذل أقصى جهد لديكِ
- توفقي عن النقد السلبي لذاتكِ، وكوني إيجابية أينما كنتِ.
- اجعلي انتقاء العلاقات الصحيحة مبدأ أساسي في حياتك.
- امنحي الآخرين الحب والدعم والتسامح والاحترام والاستماع لهم.
- انظري إلى جميع الأمور المهنية والشخصية من منطلق حيادي وليس غير ذلك.
- شجعّي عقلكِ على مواجهة المشاكل وحلها، ولا تنساقي وراء طريق الهروب.
- كوني مستشارة نفسكِ في تطويرها والأفضل دومًا في تعاملكِ مع الآخرين.
- لا تستمع لكلام الآخرين الذي يتعارض مع مبادئك وقيمك، ولا تفرضيها أيضًا على الآخرين.
- مارسي هواياتكِ المختلفة، ولا تنجرفي وراء وسائل التواصل الإجتماعي غير الهادفة.
- دربّي نفسكِ على التحكم في المشاعر السبعة التي حذرنا منها أرسطو، وهي: "الحب، الكراهية، الرغبة، الفرح، الخوف، الحزن، الغضب".
- اكتسبي مهارات جديدة دومًا مهما كانت محاولاتك فاشلة، فالنجاح سيكون حليفكِ في أوقات غير متوقعة.
- إدارة وقتك وتخصيص أوقات محددة دومًا لمهامك اليومية سيمنحك الوصول إلى هدف المنشود في جميع أمور حياتكِ.
- تفاعلكِ عبر الإنترنت، يتيح لكِ الانخراط في مناقشات وتبادل الأفكار مع الآخرين لخلق بيئة هادفة تبث الطاقة الإيجابية لتطوير ذاتكِ من دون معاناة.
- يُمكنكِ الاستفادة من تقنيات التعلم الحديثة التي توفرها البرامج عبر الإنترنت، مثل المحاضرات المسجلة ومنصات التعلم الافتراضي.
- لا تكوني قاسية على نفسكِ، وقسم جوانب شخصيتك تبعًا للعادات التي أكسبتك هذه الجوانب، وتذكري أن هذه العادات جاءت من خبرات وتجارب سلبية قد يكون آن الأوان للتخلي عنها.
- ارضّى بحياتك مع الرغبة في تحسينها وتطويرها باستمرار، وتحلى بالشجاعة التي تجعلكِ تقومين بمجازفات ستعود عليكِ وعلى الآخرين بالنفع، فذلك له دورًا جيدًا في بناء شخصية قوية ومثمرة لديكِ.
- راجعي نفسكِ والتغيير الحاصل بشخصيتك بعد أشهر، وإذا ما حصلتِ على مراحل تقوية الشخصية المرجوة، فلا تيأسي، بل استمري وحاولي مرارًا وتكرارًا، فأنت تستحيقين الوصول مها كانت الصعوبات والتحديات التي تلاحقكِ.
- لا تنسي أهمية الاستمتاع باللحظة الحالية، وتقدير ما حققتيه حتى الآن؛ فعندما تشعرين بالإرهاق أو التوتر، خصصّي وقتًا للاستراحة والاسترخاء لتقدير نجاحات الصغيرة، ما يزيد ثقتكِ بنفسكِ و الحماس للمضي قدمًا.
وأخيرًا، تأكدي أن بناء شخصية قوية ومثمرة، لابد أن يعتمد على جمع مجموعة متنوعة من الجوانب النفسية والعملية. إن مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية وتحولّها إلى فرص للنمو، وتبنّي أسلوب حياة متوازن يُركز على الصحة العقلية والجسدية؛ هي أسس لا غنى عنها لبناء شخصية قوية ومستقرة.