
خاص "هي" - سارة ليندسي تدحض خرافات اللياقة البدنية في رمضان: هكذا تحافظين على نشاطكِ خلال الصيام
هل تمارسين الرياضة خلال شهر رمضان؟ ما هي الأوقات التي تقومين خلالها بممارسة الرياضة، وهل تنتظمين في تمارينكِ المعتادة أم تتجهين نحو رياضاتٍ أخف مثل المشي وغيرها؟
أسئلةٌ كثيرة تخطر في بالي وأتوجهُ بها لنفسي ولقارئات هذه المساحة الصحية من "هي"؛ والحقيقة أن الصيام في رمضان قد يخلق لدينا بعض الخوف والتوجس من القيام بنشاطات رياضية شاقة خشية التعرض لآلام الرأس والجسم. فضلًا عن الخمول الجسدي والتعب النفسي الذي يتكبده بعضنا أثناء الصيام، ما يجعلنا نُحجم عن القيام بهذا النشاط المهم ليس فقط لأجسامنا وإنما أيضًا لراحتنا النفسية والعقلية.
من هنا؛ تظهر العديد من "خرافات" اللياقة البدنية التي يتداولها الكثيرون، والتي تدفع بالرياضيين والمواظبين على النشاط البدني للتوقف عن ممارسة الرياضة خلال الشهر الفضيل. وهو ما قد ينعكس سلبًا على الصحة بكامل أوجهها، ويجعل ما حققناه من أهدافٍ جيدة فيما يخص لياقتنا البدنية العالية يذهب أدراج الرياح.
حملنا هذه المخاوف إلى سارة ليندسي، وهي بطلة أولمبية ومؤسسة صالة Roar للألعاب الرياضية، لإيضاح تلك الخرافات ودحضها بالدلائل والبراهين، بغية مساعدتنا ومساعدة قارئاتنا العزيزات على المضي في حياتهنَ النشطة والرياضية لتحقيق أعلى درجات اللياقة البدنية والصحة والرفاه خلال شهر رمضان.
سارة ليندسي تدحض خرافات اللياقة البدنية في رمضان

تقول سارة: "بعد أن شاركتُ كلاعبة أولمبية وعملتُ كمدربة شخصية، أدركتُ الدور الحيوي الذي يلعبه الانتظام في ممارسة اللياقة البدنية. ومع ذلك، في كل عام خلال شهر رمضان، أسمع نفس الخرافات والشكوك حول التمارين والصيام: (لا يمكنكِ ممارسة الرياضة أثناء الصيام)؛ (ستفقدين كل عضلاتكِ)؛ (من الخطير جدًا ممارسة الرياضة بدون ماء).
في حين أن الصيام يفرض تحديات، فإن البقاء نشطةً أمرٌ ممكن، بل ومفيد، إذا ما تمَ بشكلٍ صحيح. دعينا ندحض معًا بعض خرافات اللياقة البدنية الأكثر شيوعًا في رمضان، ونناقش كيف يمكنكِ الحفاظ على تدريبكِ مع تكريم هذا الشهر المبارك.
الخرافة 1: لا ينبغي ممارسة الرياضة أثناء الصيام
أحد أكبر المفاهيم الخاطئة هو أنه ينبغي عليكِ تجنب ممارسة الرياضة تمامًا خلال شهر رمضان. وفي حين أن التمارين عالية الكثافة قد لا تكون مثاليةً على معدة فارغة، فإن الحركة ضروريةٌ للحفاظ على العضلات والمرونة والرفاهية العامة.
المفتاح هو تعديل روتينكِ: خفض الكثافة، والتركيز أثناء التدريب على الحركة والقوة واختيار أوقات التمرين المثالية (مثل قبل السحور أو بعد الإفطار) لضمان حصول جسمكِ على الطاقة اللازمة للأداء. يمكن أن تساعد تمارين القلب والأوعية الدموية الخفيفة والتمدَد وتمارين وزن الجسم، في الحفاظ على اللياقة البدنية دون استنزاف مستويات الطاقة لديكِ.
الخرافة 2: الصيام يجعلكِ تفقدين العضلات
يخشى كثيرٌ من الناس أن يؤدي الصيام إلى فقدان العضلات لديهم. وفي حين أن الصيام لفتراتٍ طويلة دون التغذية السليمة يمكن أن يُساهم بشكلٍ أو بآخر في انهيار العضلات، إلا أن صيام رمضان مختلف.
نظرًا لأنك لا تواظبين على تناول وجبات السحور والإفطار، يمكنكِ الحفاظ على كتلة العضلات من خلال إعطاء الأولوية لتناول البروتين والترطيب المناسب وتدريب المقاومة. يمكن أن يساعد دمج التمارين القائمة على القوة بعد الإفطار، وعندما يتجدد جسمكِ، في منع تدهور العضلات.

الخرافة 3: لا يمكنكِ البقاء رطبة دون سوائل أثناء النهار
لا شك أن الترطيب مهم، ولكن مجرد عدم قدرتكِ على شرب الماء أثناء الصيام لا يعني أنك ستُصابين بالجفاف المزمن.
المفتاح هو أن تكوني منتظمة في تناول السوائل؛ شرب الكثير من الماء بين الإفطار والسحور، تناول الأطعمة المُرطَبة (مثل البطيخ والخيار والحساء)، وتجنَب الكافيين المفرط (الذي يمكن أن يُسبَب الجفاف) سيساعد في الحفاظ على عمل جسمكِ بشكلٍ صحيح طوال اليوم.
الخرافة 4: ممارسة الرياضة أثناء الصيام أمرٌ خطير
بالنسبة لمعظم الأفراد الأصحاء، فإن ممارسة الرياضة أثناء الصيام ليست خطيرةً بطبيعتها - فهي تتطلب فقط التخطيط الذكي.
أجسامنا قابلةٌ للتكيَف بشكلٍ لا يُصدَق، ويمكنها استخدام الطاقة المُخزنة بكفاءة. ومع ذلك، من الضروري الاستماع جيدًا إلى جسمكِ؛ إذا شعرتِ بالدوار أو التعب المُفرط، قلَلي من شدة التدريب أو انتقلي إلى وقتٍ مختلف من اليوم للتدريب. إذا كانت لديكِ حالاتٌ صحية كامنة، استشيري متخصصًا قبل إجراء أي تغييراتٍ على روتينكِ الرياضي.
الخرافة 5: يجب أن تتدربي فقط بعد الإفطار
في حين أن التدريب بعد الإفطار سيسمح لكِ بتجديد الطاقة، إلا أنه ليس النافذة الوحيدة لممارسة الرياضة.
يجد بعض الأشخاص أن التدريب قبل الإفطار، مع العلم أنهم سيتمكنون قريبًا من إعادة التزوَد بالطاقة من خلال الغذاء بعد كسر الصيام، فعالٌ بنفس القدر؛ فيما يُفضَل البعض ممارسة الرياضة بعد صلاة التراويح عندما يستقر الهضم. إن العثور على ما يناسب جسمكِ وجدولكِ الزمني هو المفتاح.
كيف تحافظين على لياقتكِ البدنية وتمارينكِ الرياضية خلال الصيام؟

بعد دحض كافة الخرافات والمعلومات المغلوطة حول الرياضة وممارستها خلال شهر رمضان، تقدم لنا ليندسي أهم 5 نصائح للحفاظ على اللياقة البدنية والتمارين الرياضية أثناء الصيام؛ تتمثل فيما يلي:
1. عدّلِ تمارينكِ – اختاري تمارين أقل شدة مثل المشي أو اليوغا أو تمارين المقاومة الخفيفة.
2. حددِ مواعيد تمارينكِ بحكمة – جرّبي التمرين قبل السحور أو قبل الإفطار أو بعد الإفطار، لمعرفة ما يناسب مستويات طاقتكِ بشكلٍ أفضل.
3. أعطِ الأولوية للتغذية – ركّزِ على الوجبات الغنية بالبروتين والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية للحفاظ على مستويات الطاقة لديكِ.
4. حافظِ على رطوبة جسمكِ – اشربي الكثير من الماء بين الإفطار والسحور (وليس المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة وغيرها) وتجنَبي الأطعمة التي تُسبَب الجفاف.
5. استمعِ إلى جسدكِ – استريحي عند الحاجة، ولا تجبري نفسكِ على ممارسة تمارين مُكثَفة إذا كانت طاقتكِ منخفضة أو غير متوازنة.
خلاصة القول؛ رمضان هو شهر النمو الروحي والانضباط وتحسين الذات، ويمكن أن تكون اللياقة البدنية جزءًا من هذه الرحلة الشيقة والجميلة. وبدلًا من إيقاف تمارينكِ بسبب الخوف من تداعيات الخرافات ولغط الأقاويل غير المُجدية، استخدمِ هذا الشهر لتبنَي نهج جديد للتدريب – نهجٌ يعطي الأولوية للاستدامة واليقظة والتوازن.
ومن خلال التحرر من خرافات اللياقة البدنية المذكورة أعلاه، فلن تحافظي على صحتكِ فحسب، بل ستُعزَزين أيضًا من قدرتكِ على الصمود، عقليًا وجسديًا.