
المرأة تصنع التغيير في عالم الأعمال
تُحقق النساء إنجازات عظيمة في عالم العمل، علاوة على ذلك، تُحقق الشركات ذات التنوع الأكبر في الجنس والعرق وعوامل أخرى إنتاجية أعلى وإيرادات أعلى، وعلى الرغم من هذا التقدم، لا تزال العديد من النساء حول العالم يواجهن تحديات كبيرة في مكان العمل، على سبيل المثال، وفقًا لدراسة إسبانية، تقل احتمالية استدعاء النساء لإجراء مقابلة عمل بنسبة 30% عن الرجال، حتى لو كانت سيرتهن الذاتية متطابقة تمامًا، وفي الوقت نفسه، اتسعت فجوة الأجور بين الجنسين في الولايات المتحدة الأمريكية.
المرأة في عالم الأعمال

وفيما يلي إليكم ما الذي يدفع النساء إلى النجاح والفشل، وكيف يُمكننا جعل أماكن العمل أكثر مساواة بين الرجل والمرأة؟
للمدراء التأثير الأكبر على نجاح المرأة وفشلها
يُسهم عامل واحد في نجاح النساء وفشلهن في العمل أكثر من أي عامل آخر؛ وهو مديرهن، فالمدير الجيد يُلهمهن للنمو والإنجاز، بينما الإدارة السيئة قد تمنعهن من التقدم.
ومن الناحية الإيجابية، تُعزي غالبية المجيبات في الدراسة الإسبانية (58%) فترات النجاح والنمو في حياتهن إلى وجود مدير مُتميز. وهذه النسبة أعلى حتى من أولئك اللواتي يُعزين نجاحهن ونموهن إلى فرص التعلم (45%) والتعليم (43%).
وفي المقابل، يُعدّ المديرون أيضًا من أبرز العوائق التي ذكرها المشاركون في إحدى الدراسات، إذ عزت 40% منهم صعوبات ترقيتهم إلى عدم وجود مديرٍ كفؤ.
أما ثاني أكثر العوائق شيوعًا التي تواجهها المشاركات، فهي التحيزات تجاه دور المرأة في العمل (26%)، والتعرض لاعتداءاتٍ طفيفة (إساءات لفظية أو سلوكية أو بيئية متكررة وموجزة تواجهها النساء، سواءً كانت متعمدة أم لا؛ وفقًا لـ 25%).
الرعاة والمرشدون هم الأهم بالنسبة للنساء في مجال العمل

بينما أفادت جميع المشاركات في الدراسة بأن للمديرين التأثير الأكبر على نجاحهن، إلا أن هناك عوامل أخرى أيضًا، وعند تحليل البيانات حسب العرق والميول، نجد أن فئات فرعية مختلفة من النساء تُقدّر عوامل معينة أكثر من غيرها، على سبيل المثال، يُنظر إلى المرشدين والرعاة على أنهم أكثر أهمية لنجاح النساء اللاتينيات والسود، مقارنةً بأهمية دورهم في نجاح النساء ككل.
والمرشدون هم علاقات مهنية أو شخصية تُمثّل قدوة وتُقدّم النصح، ولا يدعم الرعاة الموظف فحسب، بل يدافعون عنه مهنيًا أيضًا، على سبيل المثال، قد يُحدّث أحد الرعاة مديريه أو معارفه في الشبكة حول ترقية محتملة لموظف مُرعى.
أسباب تجعل وجود المرأة في مكان العمل أمراً مفيداً
هناك العديد من الأسباب المقنعة لتعزيز التنوع بين الجنسين في أماكن العمل، ومع استمرار النساء في بذل جهودهن وتمهيدهن مسارات جديدة في مختلف الأدوار بما في ذلك المناصب القيادية والتنفيذية في القطاعات التي لطالما يهيمن عليها الرجال، أصبح من واجب الشركات الآن أن تُعزز المساواة بين الجنسين، وفيما يلي إليكم خمسة أسباب مقنعة لأهمية التنوع بين الجنسين في مكان العمل، ولماذا تُحرم الشركات التي تفتقر إلى تمثيل قوي للنساء من هذه الفرصة.
-
النساء تُعزز أرباح شركتك

بالإضافة إلى الاستفادة من مجموعة أكبر من المواهب، تُظهر الدراسات أن توظيف النساء يُعزز أرباح شركتك، وأظهرت دراسةٌ أُجريت على شركات فورتشن 500 التي تضمّ عددًا أكبر من النساء في مجالس إدارتها، أن أداءها المالي كان أفضل من أداء الشركات التي تضمّ عددًا أقلّ من النساء، ففي شركةٍ تضمّ 30% من قياداتها نساء، يُمكن للشركة أن تتوقع إضافة أكثر من نقطة مئوية واحدة إلى هامش ربحها الصافي، مقارنةً بشركةٍ لا تضمّ أيّ نساء.
وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن لزيادة عدد النساء في مكان العمل أن تُعزّز النموّ الاقتصادي الأسترالي بمقدار 60 مليار دولار أمريكي خلال العشرين عامًا القادمة، وفقًا لتقرير KPMG.
-
رضا وظيفي أكبر للجميع
ويرتبط التوازن بين الجنسين في مكان العمل بنتائج تنظيمية إيجابية للجميع، وقد وجدت دراسة أجراها مركز القيادة الإبداعية ووترمارك أن وجود عدد أكبر من النساء في مكان العمل يُحسّن الرضا الوظيفي لكل من النساء والرجال.
وأعطى الموظفون الذين تضم شركاتهم نسبة أعلى من النساء في صفوفها تقييمًا إيجابيًا لمؤسساتهم في:
• الرضا الوظيفي
• التفاني التنظيمي
• الإرهاق الوظيفي
• مشاركة الموظفين
-
النساء هن رؤساء عمل أكثر دعمًا

ليس سرًا أن أداء الموظفين يكون أفضل عندما يكون رؤساؤهم داعمين، وفي إحدى الدراسات، قال كلا الجنسين ممن تعمل لديهم مديرات إنهن يشعرن بأن صاحب العمل أكثر التزامًا بتطويرهم المهني، مقارنةً بمن يعمل لديهن مدير ذكر.
ووجدت دراسة أجرتها شركة غالوب الأمريكية العالمية للتحليلات أن من يعملون لدى مديرات إناث أكثر انخراطًا في مكان عملهن ويعانون من إرهاق وظيفي أقل.
وكشفت الأبحاث أيضًا عن ميزة نسائية في وجود عدد أكبر من النساء في مكان العمل، حيث أظهرت أنهن أكثر ميلًا لاستخدام أساليب قيادة فعّالة.
-
زيادة استبقاء الموظفين
ويؤدي وجود عدد أكبر من النساء في المناصب القيادية العليا إلى تقليل التمييز بين الجنسين في عملية التوظيف، كما أن المؤسسات التي تضم عددًا أكبر من النساء تجذب وتحتفظ بعدد أكبر من الموظفات، مما يعني أن الاستثمار في النساء الآن سيخلق المزيد من التنوع بين الجنسين في مكان العمل مستقبلًا.
وأشار الموظفون في أماكن العمل الأكثر توازنًا بين الجنسين إلى حصولهم على عمل أكثر جدوى مع صاحب العمل، بما في ذلك:
-
تُعزز النساء الإبداع وتُحسّن مكانة الشركة

تشهد الشركات التي تشغل فيها النساء مناصب إدارية عليا ما يُسمى كثافة الابتكار، وتُنتج براءات اختراع أكثر بنسبة 20% من الفرق التي يقودها الرجال.
ويرتبط تمثيل النساء الأكبر داخل المؤسسات أيضًا بارتفاع المكانة، وتضمّ الشركات الأكثر احترامًا في مجلة فورتشن ضعف عدد النساء في الإدارة العليا مقارنةً بالشركات الأقل سمعة.