المبتعثة ريم الخرجي لـ"هي": مجال الخلايا الجذعية واعد ومتسارع فيه الكثير من الدهشة
ريم الخرجي طالبة دكتوراه هي باحثة ومختصة بالخلايا الجذعية، وتحمل أيضا رخصة وتصنيف أخصائية أول بالخلايا الجذعية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
حصلت ريم على درجة البكالوريوس في المختبرات الإكلينيكية من كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود، وعملت بعدها بالمختبرات الطبية بالمستشفيات العسكرية بالمنطقة الوسطى. حصلتعلى درجة الماجستير في إدارة الصحة والمستشفيات خلال فترة عملها من كلية إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود، لكن شغفها بتخصص الخلايا الجذعية بدأ قبل حصولها على درجة البكالوريوس، حصلت على درجة الماجستير الثانية بالخلايا الجذعية من كلية الطب في جامعة نوتنجهام البريطانية. عملت ريم في بنك للخلايا الجذعية والعلاج الخلوي لعامين بعد دراستها لماجستير الخلاياالجذعية ثم انتقلت بعدها للعمل بمركز أبحاث العلوم الصحية. بدأت بتأسيس مختبر لأبحاث الخلاياالجذعية، إثناء عملها بالمركز وقدمت بالتعاون مع زميلاتها بالمركز أول دورةتدريبية تطبيقية لزراعة الخلايا وخلال العامين الماضيين قدمتالكثير من الدورات المتخصصة (أونلاين) بمجال الخلايا الجذعية والأبحاث.
تقول ريم إن مجال الخلايا الجذعية وأبحاثها مجال واعد ومتسارع فيه الكثير من الدهشة والمتناقضات والعلم الذي يثير الفضول"، لذلك اتخذت قرار العمل بالأبحاث وبعدها استكمال الدكتوراهلتشبع فضولها وتقدم إضافة جديدة للعلم وتصنع بصمة لوطنها في هذا المجال.
حدثينا عّن تجربتكِ الدراسية في لندن؟
اخترت جامعة University College London للدراسة لأنها مصنفة ضمن أفضل عشر جامعات على مستوى العالم، بالإضافةإلى الخبرة العلمية والملف التعريفي المميز لمشرفيني الدراسيين بالجامعة والتي كانت متناسبة مع ميولي العلمية ورغبتيبالبحث في الخلايا الجذعية العصبية والتعديل الجيني، كمايعرف الأغلبية أحد أهم المقومات للحصول على تجربةدراسية ممتعة هو أن يتناسب البحث الذي تعمل فيه مع ميولك العلمية بالإضافة لذلك من المهم أنيكون مشرفك الدراسي متفهمًا وذا خبرة عالية بالتعامل معالمستجدات العلمية والطلبة. أتمنى أن أرى تجربتي البسيطة مثرية تتوج بإنجاز يفتخر به والدي والوطن، مليئة بالتجارب والعلاقاتوالأصدقاء، وسعيدة بالمهارات التي اكتسبتها من التجارب التي مررت بها حتىالآن. بالإضافة لذلك وجود الجامعة في العاصمة البريطانية لندنالمدينة المليئة بالثقافات المختلفة جعل من التجربة الدراسية غنية بالعلم والمعرفة بالإضافة لوجود الفرص المختلفة التي تسمح لك بإبرازهويتك وتمارس هواياتك المتعددة التي كان من أجملهابالنسبة لي الرسم على الجدران. وبالإضافة للرسم كان لدي فرصة لعمل تجاربمختلفة كالعمل بعجلة الخزف وصناعة المجوهرات.
حدثينا عن التخصص الذي تدرسينه حاليًا؟
أعمل على بحث الدكتوراه بالخلايا الجذعية والطبالتجديدي وبالتحديد أعمل على تطوير نموذج مخبري للخلايا العصبية بالخلايا الجذعية لدراسة تأثير الطفرةالجينية بمرض الضمور العضلي على الدماغ. النموذج الذي أعمل عليه يساعدني في فهم أثر العلاج الجيني على الخلايا العصبية وكيفية علاجها لتطوير الإدراك عندالمرضى. الخلايا الجذعية لها استخدامات متعددة بعضهامثبت علاجيًا كاستخدام الخلايا الجذعية المكونة للدم في علاج أمراضالدم السرطانية والوراثية والبعض الآخر مازال تحت الدراسة كعلاجها
لمرض السكري أو الأمراض الوراثية الأخرى. وكثيريعملون بالخلايا الجذعية لعملالنماذج المخبرية التي تساعد في تطوير الأدوية بالإضافة لاختبار سلامتها. مجال الخلايا الجذعية واسع جداً وكلما كان الباحث مختصًا بمسار معين زادت نسبة تركيزه ونجاحه بتحقيق مراده. لذلك اخترت أن تكونالخلايا العصبية نقطة انطلاق سفينتي ومنها اكتشفت أن أمامي بحراً واسع ابحث في طياته.
ما لنصيحة التي تقدميها للطلبة الذين يودون دراسة هذاالتخصص؟
دراسة الخلايا وكل ماله علاقة بالعملبالمختبرات ممتع بالنسبة لي وفيه الكثير من التحديات الممتعة نصيحتي أن تختار البحث المناسب لميولك ولما تطمحبالعمل عليه بالمستقبل لأن الدكتوراه ليست مجرد محطهبل هي أساس ونقطة انطلاق لحياتك البحثية، من المهم خلال المرحلة أن تجد التوازنالمطلوب الذي سيستمر حتى بعد التخرج.
كيف أثرت الدراسة عليك؟
دراسة الدكتوراه بالنسبة لي كانت هدف وقرار مدروسرغبة مني بالتطوير وإضافة تجربة جديدة لحياتي العلميةوالعملية. هي تجربة تحمل بطياتها الغربة والبعد عن الأهلوالأصدقاء، لكنيحملتهم جميعًا بقلبي ولم يغترب مني إلاالجسد، أهلي ودعمهم ودعواتهم كانت ومازالت تحيطني، ولوسائل التواصل الاجتماعي أثرا كبيرا، إذ قربتنا رغم البعد الجغرافي لنشارك الجميع أفراحهموأحزانهم.
ماذا عن الأنشطة الجانبية إلى جانب الدراسة؟
لدي الكثير من المشاركات التطوعية في لندن، أعمل كمدير تنفيذي ل "مجموعة تواقيع سعودية “وهي مجموعة تعنىبإقامة المعارض الفنية بالتعاون مع الفنانين السعوديين
لإبراز هوية المملكة وثقافتها في بلد الاغتراب وأقمنا من خلالها العديدمن المعارض في بريطانيا لنشر ثقافة السعودية. بالإضافةلذلك كنت جزء من فريق نادي لندن في دورتيه الـ ٤٠ و٤١ وحاليًا أنا رئيسة "فريق نادي لندن "لدورته الـ٤٢، نحاول من خلال النادي تحت مظلة الملحقية الثقافية دعم المبتعثين ومساعدتهم في جعل تجربة ابتعاثهم تجربة علمية واجتماعية مميزة. ومن خلال المنظومتين ساهمت أكثر من مره بإقامة معارض فنية بالإضافةإلى الاستمتاع بإبراز هوايتي الفنية بالرسمعلى الجدران بالنسبة لي كان الرسم على الجدران حلمًا، حققته أول مرة في لندن، خرجت حينها مع شخص مختص وبدأت تعلم الأساسيات معه ولأني أرسم بالأساس كان التعلم سهلاً وبدأت بعدها بتخصيصبعض من وقتي للرسم على الجدران. ولعل أجمل ما رسمت شعار اليوم الوطني "همه حتى القمة" في لندن الذي كانمشاركة من فريق تواقيع سعودية باحتفالات اليوم الوطني السعودي إثناء فترة كرونا.
ومن التجارب المثيرة والمثرية التي خضتها مع زملائي ملتقى “ميجاز” والذيكانت منافسة علمية يتنافس فيها الباحثون بالحديث عن أبحاثهم العلمية باللغة العربية في ثلاث دقائق. هدف ميجازهو تعزيز التواصل العلمي باللغة العربية وإثراء المحتوىالعلمي لآنها لغتنا الأم ونعتز بالحديث بها. كيف تحاولين الاستفادة من التجربةالدراسية في بلد الابتعاث تجربة غنية لا تقف عند التحصيل الدراسي فقط تتعلم من المرحلة ومنالغربة مهارات عديده مثل إدارة الوقت والأزمات والتكيف مع المستجدات المتسارعة. مهم جدا أن يكون المبتعث مرن ومتقبل للاختلافاتالجوهرية والثقافية بالإضافة لأهمية حفاظه على هويتهوأصالته. الجميل بالمجتمع الجامعي أن الثقافة السائدةمتنوعة، لذلك لن تشعر بالغرابة كونك معتز بهويتك وستجد كثيرأ من التقارب بالثقافات الأخرى. University College London واحده من أقوى عشر جامعات على مستوى العالم بالإضافة لذلك اعمل في The UCL Great Ormond Street Institute of Child Health (GOS ICH) وهو مركز أبحاث متخصص بالأمراض النادرةللأطفال، واخترت المركز لتوافق رؤيته مع رؤية مركز
أبحاث العلوم الصحية الذي أعمل فيه بالسعودية والذييركز في أبحاثه على صحة المرأة والطفل، لأعود للوطن بتجربة ثرية ومهارات متعددة وأكون إضافة لمكان عمليوالسعودية كوني أحد القلائل العاملين بمجال الخلاياالجذعية العصبيةوالأمراض النادرة للأطفال.
تجربتك مع موضوع فايروس كورونا، كيف أثرت التجربة عليكم؟ كيف تجدون الوضع حاليا بعدعودة الحياة إلى إيقاعها الطبيعي؟
كورونا كانت من أصعب التجارب على الجميع وليس على فقط. بالنسبة لي كنت وقتها في بدايات الغربة وبداية الحدث والخوض بالمجهود لكانت هي الأصعب ويعد أن فكرت بهدوء وحاولت تقبلالمرحلة وقررت المضي قدماً بالعمل على بحثي وعدمالعودة للسعودية، تمكنت من التركيز وعادت لي الروحوالحماس ولعلي مارست طقوس تقبل وتكيف عالية حتى أتمكن من التعامل مع القرارات الجديدة التي كانت تصدرمن وقت لأخر.