نجوم تمسكوا بالأمل في رفع تمثال الأوسكار ووثقوا في موهبتهم حتى توجوا بالجائزة بعد تجاوزهم الخمسين
قدم حفل جوائز الأوسكار 2023 نماذجا فريدة من حيث الموهبة والإصرار على الاستمرار والعمل من أجل الوصول إلى جائزة أفضل ممثل وممثلة، وهم برندان فريزر وميشيل يوه، وجوناثان كي كوان، وجيمي لي كرتيس، حيث سيطر الرباعي على جوائز الأوسكار في فئة الممثلين لأول مرة رغم تجاوزهم جميعا عمر الخمسين وكذلك الستين، في وقت كانت رحلتهم طويلة وشاقة من أجل الوصول إلى الجائزة، وقد سبق هذه النماذج الأربعة أيضا العديد من النجوم الذين ظلوا متمسكين بالأمل من أجل الحصول على الأوسكار مهما مرت السنوات.
برندان فريزر نجم الأوسكار بعد تجاوز الخمسين
لم تكن لحظة صعود النجم برندان فريزر على خشبة المسرح من أجل استلام جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دور شارلي للنجم برندان بفيلم "The Whale" عادية للنجم الأمريكي الشهير وبطل سلسلة أفلام "The Mummy" التي بدأت في نهاية التسعينات وبداية الألفية، وحققت نجاحا كبيرا على مستوى الإيرادات، برندان فريزر عاني من التهميش في العقد الماضي وتحديدا من منتصفه، وابتعد عن السينما لسنوات، ورغم ذلك كان إيمانه بموهبته كبيرا، على الرغم من وضع البعض له في خانة النجم الكوميدي، عاد برندان فريزر بشكل ملهم في دور من أكثر الأدوار حساسية من حيث أدائها أو قصته، لكن تجاوز النجم الأمريكي كل ذلك، وحصد تقدير الجمهور ومن قبلهم النقاد الذين اختاروا برندان فريزر كأفضل ممثل في حفل توزيع جوائز النقاد 2023 Critics’ Choice Awards، ليؤكد من جديد أن الموهبة مهما طالت السنوات لا تفقد بريقها، لذلك حظى بالاحتفاء اللائق من قبل زملائه وأيضا الجمهور حول العالم بفوزه، الذي يأتي اعترفا بنجاحه وعودته التي تعد نموذجا للرجوع أي ممثل للسينما.
نجاح ميشيل يوه مستمر ما بعد الستين
ميشيل يوه يعد فيلم "Everything Everywhere All at Once" نقطة تحول في مسيرتها السينمائية الطويلة التي بدأت في منتصف الثمانينات، فالنجمة ذات الأصول الأسيوية سطرت تاريخا حافل من الجوائز من خلال فيلمها الأخير التذي توجت بسببه بعشرات الحوائز والترشيحات، وذلك بعدما تجاوزت الستين من عمرها، ورغم أنها الفنانة الأكثر تميزا في تقديم أفلام الحركة التي تمتزج بالروح الكوميدية؟
ميشيل يوه إيمانها الكبير بنجاحها استمر لسنوات طويلة حتى أتت فرصتها أخيرا، لتحصل على جائزة أفضل ممثلة رئيسية في حفل جوائز الاوسكار 2023 عن دور "إيفيلين وانغ" في فيلم "Everything Everywhere All at Once" الذي ربما سيصبح أنجح الأعمال التي قدمتها ميشيل يوه في مسيرتها الطويلة.
جوناثان كي كوان يفوز بالأوسكار بعد صعوبات طويلة
بكلمة مؤثرة لحظة تسلمه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد كشف النجم الأمريكي صاحب الـ53 عاما جوناثان كي كوان، عن الرحلة الصعبة التي مهدت لهذا النجاح الكبير في فيلم "Everything Everywhere All at Once"، فلم يصدق جوناثان وصوله إلى هذه الجائزة بعد رحلة طويلة من التحديات التي كان آخرها عدم وجود فرص عمل له في الفترة الأخيرة بسبب أزمة كورونا، والتداعيات التي أثرت بها على السينما، وكان يخشى من عرض نفسه على المنتجين من أجل منحه فرصة للمشاركة في الأعمال، وقدم النجم جوناثان كي كوان عدد كبير من الأدوار والأفلام المميزة خلال مسيرته، وكانت موهبته محل الاهتمام الأكبر في فيلم "Everything Everywhere All at Once"، الذي منحه الفرصة والأمل الجديد لاستكمال رحلته مع التمثيل.
أول أوسكار للنجمة جيمي لي كورتيس تكريما لوالديها
جيمي لي كورتيس صاحبة عشرات الأفلام التي كان لبعضها تأثيرا مهما في تاريخ سينما الرعب حول العالم، فالنجمة التي توجت بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "Everything Everywhere All at Once"، لم يأت تتويجها بالصدفة، أو بعد رحلة قصيرة، بل أمتدت هذه الرحلة لأكثر من 45 عاما، حققت فيها جيمي لي كورتيس معادلات صعبة من النجاح كممثلة كانت البطلة الأبرز لسلسلة أفلام Halloween ، كما سعت طوال هذه السنوات الطويلة أن تحافظ على تاريخ أسرتها العريق حيث أنها ابنة الممثلين الراحلين توني كيرتس وجانيت لي، فلم تفقد إيمانها بموهبتها وقدرتها على الوصول إلى الأوسكار رغم تجاوزها الـ64 من عمرها، وأكدت جيمي لي كورتيس أن الجائزة التي توجت بها في الأوسكار تعد تكريما لوالديها، وأيضا لمسيرتها الطويلة التي جمعت بين الإيمان بالموهبة والعمل المتواصل بغض النظر عن الجوائز.
رحلة غاري أولدمان تويجت بالأوسكار عن فيلم "Darkest Hour"
غاري أولدمان صانع الأفلام الإنجليزي الممثل والكاتب والمصور، قدم عد كبير من الأعمال السينمائية المهمة طوال حياته، والتي كان لبعضها تأثيره الكبير على الجمهور والنقاد، لكن رغم تلك السنوات لم يتوج النجم الشهير بالأوسكار إلا بعد أن بلغ الـ59 عاما، وقد حصد النجم البريطاني جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم "Darkest Hour" الذي تم إنتاجه عام 2017، وكان من أنجح الأعمال السينمائية التي قدمها غاري أولدمان من حيث الضجة النقدية التي تسبب فيها دوره، وكذلك الاهتمام الجماهيري الكبير الذي سجل لحظة مصيرية في تاريخ بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
جيف بريدجز يفوز بالأوسكار أخيرا
تاريخ جيف بريدجز الحافل مع السينما والموسيقى كان له تأثير كبير في مسيرته، وظل لسنوات طويلة يقدم الأعمال الناجحة والتي حظت أيضا بتقدير جماهيري ونقدي، لكن لم يحصل النجم الشهير على أي من جوائز الأوسكار التي ترشح لها العديد من المرات، حتى جاء عام 2010 ليحصد جائزة أفضل ممثل عن دورها في فيلم "Crazy Heart" من إخراج تى بون برنيت، وذلك وهو في عمر الـ60 عاما، ومن الغريب أن جيف بريدحز كان في البداية رافضا لتأدية هذا الدور لكن في النهاية قرر المشاركة وتقديمه ليحقق النجاح الذي انتظره لسنوات طويلة.
الصور من حسابات النجوم على "انستجرام".