هل تستعد ملكة إسبانيا السابقة صوفيا لاعتزال العمل العام؟
احتفلت ملكة إسبانيا السابقة صوفيا Queen Sofía of Spain، وهي زوجة ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس الأول Juan Carlos I، ووالدة ملك إسبانيا الحالي، الملك فيليب السادس Felipe VI، بعيد ميلادها الخامس والثمانين بعد يومين فقط من احتفال حفيدتها الأميرة ليونور Leonor, Princess of Asturias، ولية عهد إسبانيا وأميرة أستورياس وبعيد ميلادها 18 عام، تزامن هذين الحدثين أثار الكثير من التكهنات حول مستقبل الملكة السابقة صوفيا، وما إذا كان بلوغ حفيدتها، الأميرة ليونور والتي ستصبح ملكة مستقبلية لإسبانيا في يوم ما، لسن الرشد، يعني أن الوقت قد حان للملكة السابقة صوفيا، للتقاعد عن العمل الرسمي، والعام، والتوقف عن تمثيل إسبانيا في المناسبات الرسمية في داخل وخارج إسبانيا، لإفساح الطريق أمام حفيدتها، ملكة إسبانيا المستقبلية.
كيف استمرت الملكة السابقة صوفيا في القيام بدور محوري في العائلة المالكة الإسبانية بعد تنازل زوجها عن العرش
منذ أن أصبحت الملكة السابقة صوفيا ملكة قرينة، بعد وصول زوجها خوان كارلوس إلى العرش الإسباني في سبعينيات القرن الماضي، خصصت الكثير من الوقت للعمل العام والعمل الرسمي، ومثلت الحكومة الإسبانية في مناسبات عديدة داخل وخارج إسبانيا، واستمرت في القيام بذلك حتى بعد تنازل زوجها خوان كارلوس الأول، عن العرش في عام 2014 وإعلان ابنهما الملك فيليب (أو فيليبي كما يطلق عليه في إسبانيا)، ملك لإسبانيا لاحقا.
خلال السنوات التالية لتنصيب ابنها الملك فيليب ملكا لإسبانيا، حافظت الملكة صوفيا على دور مركزي داخل العائلة المالكة الإسبانية، وواصلت دعم العمل الذي يقوم به ابنها ملك إسبانيا، وزوجة ابنها، كما استمرت أيضا في القيام بمهام عملها الرسمي كعضو عامل في العائلة المالكة الإسبانية، والتركيز على دعم القضايا الخيرية والإنسانية القريبة من قلبها، الملكة صوفيا كانت أيضا ضيف دائم في حفل توزيع جوائز أميرة أستورياس السنوي، حتى قبل أن تبدأ حفيدتها الأميرة ليونور في حضور الحفل بصفتها رئيسة فخرية لمؤسسة أميرة أستورياس الخيرية التي تنظم الحفل، وعلى العكس من زوجها، خوان كارلوس الأول والذي لاحقته تهم الفساد المالي وكانت سببا في اختياره الإقامة في منفى اختياري في أبو ظبي في الإمارات، لتجنب الملاحقة القضائية في إسبانيا، استمرت الملكة صوفيا، في التمتع بشعبية كبيرة بين الشعب الإسباني، وذلك بفضل تفانيها في العمل الرسمي والعام، وميلها للاقتصاد في نفقاتها الشخصية.
في الوقت ذاته، استمرت الملكة صوفيا في الاحتفاظ بصلات وثيقة مع عائلتها الأم، العائلة المالكة اليونانية، وكانت تقوم برحلات متكررة لزيارة أفراد عائلتها من العائلة المالكة اليونانية، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت زيارتها بشكل متكرر إلى اليونان لتكون بجوار شقيقها ملك اليونان السابق، قسطنطين الثاني King Constantine II، وشقيقتهما الصغرى الأميرة أيرين Princess Irene، لأن كلاهما في ذلك الوقت لم يكن يتمتع بصحة جيدة على عكسها، وبعد وفاة شقيقها الملك السابق قسطنطين في يناير بعد تعرضه لسكتات دماغية متكررة، وبسبب ضعف حالة شقيقتهما الأميرة إيرين الصحية، قامت الملكة صوفيا بإحضار شقيقتها الأميرة أيرين إلى إسبانيا لتكون بجوارها.
أسباب جعلت الملكة السابقة صوفيا تبدأ في الابتعاد تدريجيا عن المناسبات الرسمية
في حين أن الملكة السابقة صوفيا ظلت واحدة من أكثر أفراد العائلة المالكة الإسبانية نشاطا وتفانيا في العمل الرسمي والعام، لسنوات عديدة، إلا أنها بدأت مؤخرا في الابتعاد تدريجا عن المناسبات الرسمية، وتجنب حضور الاحتفالات الرسمية والوطنية التي يحضرها عادة أفراد العائلة المالكة الإسبانية، وكان آخرها احتفال عيد الميلاد الثامن عشر لحفيدتها الأميرة ليونور، ووفقا للتقارير المنشورة فإن قيام الملكة صوفيا بذلك قد جاء بسبب رغبتها في رفع الحرج عن زوجها الملك خوان كارلوس، والذي لم يعد يسمح له بالظهور في المناسبات الملكية الرسمية بسبب اتهامه بتهم فساد، حتى أن البرلمان الإسباني رفض صراحة الموافقة على السماح للملك خوان كارلوس، بزيارة إسبانيا استثنائيا، لحضور احتفالات عيد الميلاد الثامن عشر لحفيدته الأميرة ليونور، ولذلك اختارت الملكة صوفيا عدم الحضور، وهو ما كان مفاجأة للجميع نظرت لعلاقتها الجيدة للغاية بحفيدتها الأميرة ليونور والتي بدون شك، افتقدت وجود جدتها بجوارها في ذلك الوقت.
والآن، وبعد أن أكملت الملكة صوفيا عامها الخامس والثمانين في الثاني من نوفمبر، وعلى الرغم من أنها لا تزال تتمتع بصحة جيدة، يتساءل الكثيرون عما إذا كان اختيارها عدم حضور احتفالات عيد الميلاد الثامن عشر لحفيدتها ملكة إسبانيا المستقبلية، يعد تمهيدا لانسحابها تدريجيا من الحياة العام، وإذا كان الأمر كذلك، ما هي خططها المستقبلية.
وفقا للخبراء، فإنه من المستبعد أن تترك الملكة صوفيا إسبانيا، لتنضم إلى زوجها في أبو ظبي، وهي منفاه الاختياري منذ عام 2020 وسافر إليها، هربا من بعض التحقيقات والأسئلة حول قراراته المالية (ولهذا السبب لم يقر البرلمان قرار يسمح بتواجده على الأراضي الإسبانية)؛ وبدلا من ذلك، يبدو أن الملكة صوفيا تخطط للاستمرار في الإقامة في إسبانيا، والتركيز على قضاء المزيد من الوقت بصحبة أفراد أسرتها، وربما تكرس نفسها أيضا لرعاية أفراد عائلتها من العائلة المالكة اليونانية بينما تبذل في الوقت نفسه قصارى جهدها لمواصلة دعم ابنها الملك فيليب السادس في مهمته اليومية الشاقة المتمثلة في استعادة الثقة في النظام الملكي.
من هي ملكة إسبانيا السابقة صوفيا؟
ملكة إسبانيا السابقة صوفيا والتي كانت تعرف وقت ولادتها بالأميرة صوفيا أميرة اليونان والدنمارك Princess Sophia of Greece and Denmark، ولدت في يوم 2 نوفمبر 1938، في قصر تاتوي Tatoi Palace في أتشارنيس، في مدينة أثينا، عاصمة اليونان، وهي الابنة الكبرى للملك بول ملك اليونان King Paul وزوجته الملكة فريدريكا Queen Frederica، وشقيقة آخر ملوك اليونان، قسطنطين الثاني.
عندما اضطرت عائلتها إلى الذهاب إلى المنفى خلال الحرب العالمية الثانية، أمضت، الملكة السابقة صوفيا، جزء من طفولتها في مصر، وهناك تلقت تعليمها المبكر في كلية النصر للبنات El Nasr Girls' College في الإسكندرية، قبل أن تنتقل وأسرتها إلى جنوب أفريقيا (حيث ولدت شقيقتها الأميرة إيرين)، وفي عام 1946، عادت مع أسرتها إلى اليونان،
قبل أن تسافر إلى ألمانيا لإنهاء تعليمها الثانوي في مدرسة شلوس سالم Schloss Salem الداخلية المرموقة في جنوب ألمانيا، ثم درست بعدها مجالات رعاية الأطفال والموسيقى وعلم الآثار في أثينا، كما درست في كلية فيتزويليام، كامبريدج، وهي كلية تأسيسية لجامعة هارفارد، الملكة السابقة صوفيا، كانت أيضا عضو احتياطي، إلى جانب شقيقها ملك اليونان السابق قسطنطين، في فريق الإبحار اليوناني الحائز على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1960.
قصة زواج الملكة السابقة صوفيا من ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس
التقت الملكة السابقة صوفيا، بزوجها المستقبلي وملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس، والذي كان وقتها يعرف بإنفانتي خوان كارلوس أمير إسبانيا Infante Juan Carlos of Spain، بفضل صلة القرابة التي تجمع بين عائلتيهما، وكان لقائهما الأول في رحلة بحرية في الجزر اليونانية عام 1954، بعدها التقيا مرة أخرى في حفل زفاف دوق كينت Duke of Kent، وهو أحد أبناء أبناء عمومتها، والذي أقيم في كاتدرائية يورك في يونيو 1961، ويبدو أن الملكة السابقة صوفيا والملك السابق خوان كارلوس، قد اتفقا على الزواج خلال تلك الفترة حيث تزوجا، بعدها بعام واحد تقريبا، في احتفال زفاف ملكي أقيم في يوم 14 مايو 1962، في كاتدرائية القديس ديونيسيوس الكاثوليكية في أثينا، الملكة السابقة صوفيا تحولت بعدها من المذهب الأرثوذكسي اليوناني إلى الكاثوليكي لتصبح أكثر قبولا لدى الشعب الإسباني الكاثوليكي، وبالتالي تخلت عن حقوقها في العرش اليوناني.
الملكة السابقة صوفيا كانت في زيارة عائلية لليونان لقضاء بعض الوقت بصحبة شقيقها الملك قسطنطين الثاني وأسرته، عندما وقع الانقلاب العسكري اليوناني عام 1967، والذي أنهى حكم شقيقها لليونان، وباستثناء زيارتها القصيرة لليونان في وقت لاحق، لحضور جنازة والدتهما في عام 1981، لم تقم الملكة السابقة صوفيا بزيارة اليونان مرة أخرى حتى عام 1998.
كيف أصبحت الملكة السابقة صوفيا ملكة لإسبانيا
في عام 1969، عين الدكتاتور الإسباني، وحاكم إسبانيا وقتها، فرانثيسكو فرانكو Francisco Franco، خوان كارلوس خلفا له ومنحه لقب أمير إسبانيا، وأصبح خوان كارلوس ملكا لإسبانيا، عام 1975، بعد وفاة فرانثيسكو فرانكو، وأصبحت زوجته صوفيا منذ ذلك الحين ملكة لإسبانيا، وحتى تنازل الملك خوان كارلوس على العرش لصالح ابنهما الملك فيليب السادس، في عام 2014.