هل من مخاطر خفية لحمية الديتوكس؟

بين أكثر الأمور التي تشغل بال الناس وتقض مضاجعهم، يبقى موضوع السمنة والنحافة الأكثر إشغالاً لهم، وهو يستحوذ على نسبة عالية من تفكيرهم وأدائهم طوال الوقت. تأسرهم الإعلانات عن حميات سريعة تضمن لهم خسارة أوزان كبيرة بوقت قياسي، فيهرعون للإلتزام بهذه الحميات من دون الأخذ بالإعتبار ما إذا كانت مفيدة لهم ومن دون الإنتباه إلى أي مخاطر صحية قد تؤثر عليهم سلباً.
 
وقد تكاد تكون حمية الديتوكس الأكثر شيوعاً بين غيرها في هذه الأيام، لأنها تمثل الأمل لكثيرين في تخليص أجسامهم من السموم الكيمائية والمكوَنات المصنَعة بغية التخلص من الوزن الزائد في نهاية المطاف. لكن المشكلة مع هذه الحمية أنها تتضمن نقصاً كبيراً ومفاجئاً في السعرات الحرارية والطاقة من النظام الغذائي، ما قد يفضي إلى سوء التغذية والجوع. بالإضافة إلى مخاطر صحية يمكن أن ترافق هذه الحمية في حال لم يتم اتباعها بطريقة صحيحة. 
 
في ما يلي نورد بعض هذه المخاطر الصحية:
 
1.نقص الفيتامينات: عندما يقوم الجسم بحرق السعرات الحرارية في غياب مواد غذائية لتعويض الطاقة، ينتج عن ذلك غياب مجموعة واسعة من الفيتامينات والمواد المغذية ما قد ينعكس خطراً على صحة المرء في حال استمر هذا الغياب لأكثر من أسبوع. من العوارض التي تنتج عن نقص الفيتامينات: ضعفٌ عام، وصداع، وخفقان في القلب، بالإضافة إلى نقص المناعة ومشاكل بصرية.
 
2.خفقان القلب: عادةً ما تسبَب حميات قاسية مثل حمية الديتوكس عدم انتظام في ضربات القلب نتيجة لعدم توازن الشوارد أو الإلكتروليات، وهي المسؤولة عن توفير الطاقة اللازمة للأعصاب والعضلات للقيام بوظائفها ما يؤثر بالتالي على انتظام ضربات القلب.
 
3.تدهور حالة العضلات: قد يؤدي نقص المواد الغذائية لفترة طويلة إلى وضع الجسم في موضع التجويع، ما قد يجعله يلجأ إلى الحفاظ على الدهون والتحول إلى استهلاك الطاقة من أنسجة العضلات، ما قد يُسبَب تدهوراً في حالة العضلات مع الوقت.
 
4.آلام البطن واضطرابات الجهاز الهضمي: إن الوجبات الغذائية السائلة ضمن حية الديتوكس التي لا تحتوي على ما يكفي من الزنك والبروتين وفيتامين أ وفيتامين بي، يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى الإسهال والجفاف وتورم في البطن وألم في بطانة الأمعاء. وذلك لدور هذه المواد العناصر الغذائية في انتظام حركة الأمعاء على نحو سلس ومريح، ما يعني أن نقص هذه المواد يجعل حركة الهضم والأمعاء مؤلمةً ومختلةً وظيفياً.
 
5.نقص المناعة: إن حرمان الجسم من العديد من الفيتامينات والمغذيات يؤدي إلى خلل في وظائف العديد من أجهزة الجسم ومنها جهاز المناعة، ما يعرَض الجسم للعديد من الأمراض.
 
6.الأنيميا: الحمية القاسية وحمية التخلص من السموم تؤدي في كثير من الأحيان إلى نقص الحديد، ما يؤدي بالتالي إلى فقر الدم ونقص في خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين في الدم. ويرجع ذلك إلى الحد من الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، وعدم تناول منتجات الالبان، واللوز، والبقوليات، والمكسرات وكلها أطعمة تساعد على امتصاص الحديد.
 
7.حصوات المرارة: التغيير الحاد في النظام الغذائي والذي يحد من تناول الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية يمكن أن يترك الجسم عرضة لحصى في المرارة. ويحدث هذا خلال فترات فقدان الوزن ما يدفع الجسم إلى إفراز الكولسترول الزائد والعصارة الصفراء، الأمر الذي يؤدي إلى تشكَل حصى في المرارة.
 
8.فقدان الشعر وترققه: سوف تحرم حمية التخلص من السموم الجسم من الفيتامينات والمعادن الضرورية التي تسبَب جفاف الشعر وترققه وتساقطه في نهاية الأمر. فاتباع نظام غذائي صحي يلعب دوراً كبيراً في دورة نمو الشعر. ونقص المواد الغذائية لا يتسبب فقط في نمو الشعر بوتيرة أبطأ ولكنه يمنع أيضاً نمو شعر جديد لتعويض الشعر المتساقط.
 
9.الإكتئاب: تفويت عدد كبير من الوجبات يتسبب في كثير من الأحيان في سرعة الإنفعال وتقلب المزاج. والسبب الرئيسي لذلك هو تفاقم انخفاض نسبة السكر في الدم تليها أعراض الإكتئاب إذا ما استمرت الحمية لفترة طويلة. هذا بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية مثل حمض الفوليك وفيتامين بي 12 التي تسبَب انخفاضاً في الطاقة وسوء الحالة المزاجية.
 
10.تضرر البشرة: نقص فيتاميني أ وإي يؤثر بشكل كبير على البشرة ويسبَب ظهور نوبات مفاجئة من حب الشباب وجفاف الجلد وتشققه.
 
قبل اتخاذ القرار باتباع حمية الديتوكس، ننصحك عزيزتي باستشارة أخصائي التغذية للتأكد من اتباعك الطريقة الصحيحة والسليمة وذلك لتجتيبك أي مخاطر صحية لاحقة.