مضاعفات نقص فيتامين د الخطيرة.. قد يُسبب الوفاة المبكرة
عندما نتحدث عن "فيتامين الشمس"، فإن النسبة الأكبر من الناس باتت تعلم أن هذه التسمية تُطلق على فيتامين د، أو فيتامين دال أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون التي يقوم الجسم بتصنيعها جراء التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وتُعتبر أشعة الشمس العامل الأهم في تصنيع فيتامين د بالجسم عبر الجلد.
وفيتامين د هو أحد الفيتامينات الأساسية في الجسم، من وظائفها الأساسية تأمين توازن المعادن في الجسم خصوصًا الكالسيوم والفوسفور، تعزيز عملية امتصاص المعادن في الأمعاء ومنع خسارتها في الكلى، التحكم بدخول وخروج المعادن من وإلى العظام، تنظيم نمو الخلايا، تثبيط نمو الخلايا السرطانية وزيادة نشاط الجهاز المناعي.
وأي نقص في معدلات هذا الفيتامين في الجسم قد تكون له مضاعفات وأعراض عدة، بعضها قد يكون بسيطاً مثل سهولة تكسر العظام أو عدم القدرة على خسارة الوزن؛ وبعضها الآخر خطير قد يصل لحد الوفاة المبكرة كما وجدت دراسات حديثة أجريت في أستراليا.
نقص فيتامين د قد يُسبب الوفاة المبكرة
هذا ما خلصت إليه دراسة قام بها باحثون من جامعة جنوب أستراليا في إديلايد ونُشرت نتائجها في مجلة "أنايوالز أوف إنترنال ميديسين"، مشيرة إلى أن نقص فيتامين د له ارتباط كبير بالوفيات المبكرة.
والدراسة التي أجريت على أكثر من 300 ألف بالغ في المملكة المتحدة، أكدت وجوب وضع استراتيجيات عاجلة من قبل هيئات الصحة العامة للحفاظ على مستويات صحية من فيتامين د لدى السكان، بعدما ربطت نتائج الدراسة بين انخفاض هذ الفيتامينات وزيادة معدل الوفيات، كما أورد موقع "سكاي نيوز عربية".
تفاصيل الدراسة
أجريت الدراسة على 307601 مشاركاً من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، لتقييم الأدلة الجينية حول دور انخفاض فيتامين د في التسبب بالوفيات. قام الباحثون خلالها بتقييم قياسات المشاركين في اختبار نقص الفيتامين "25-هيدروكسي" فيتامين (د)، والبيانات الجينية الأخرى، وعملوا على تسجيل وتحليل بيانات الوفيات الخاصة بكل الأسباب والسبب المحدد.
وعلى مدى 14 عاماً من فترة المتابعة للمشاركين، وجد الباحثون أن خطر الوفاة انخفض بشكل ملحوظ مع زيادة تركيزات فيتامين (د) لدى بعض المشاركين، فيما لوحظت أقوى التأثيرات على الأشخاص الذين عانوا من النقص الحاد بهذا الفيتامين.
كما لاحظ الباحثون أن التقديرات الأخيرة لانتشار النقص الحاد تتراوح بين 5 و 50% من السكان، مع تفاوت المعدلات حسب الموقع الجغرافي وخصائص السكان. وعليه، تؤكد الدراسة احتمال تأثير انخفاض مستويات فيتامين د في الجسم على الوفاة المبكرة، ما يستدعي الحاجة القصوى لتحرك الجميع للقضاء على نقص فيتامين د وتداعياته الخطيرة.
ما هي أضرار نقص فيتامين د
فضلاً عن زيادة احتمال الوفيات، فإن نقص فيتامين د يمكن أن تكون له مضاعفات عدة، نستعرضها سوياً كما جاءت على موقع "ويب طب":
- التأثير على صحة العظام: لجهة زيادة كسور العظام وهشاشتها عند الصغار والكبار على حد سواء.
- زيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد: أوضحت إحدى الدراسات وجود علاقة بين الخلل الجيني النادر الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين د وارتفاع خطر حدوث التصلب المتعدد.
- زيادة خطر الإصابة بالسكري: وهو ما أظهرته بعض الدراسات، مشيرة لوجود صلة بين أضرار نقص فيتامين د والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو النسخة الأكثر شيوعًا من اضطرابات السكر في الدم.
- زيادة خطر الإصابة بالسمنة: كون الدهون المتراكمة في الجسم تحجز هذا الفيتامين، مما يجعله متاحًا بنسبة أقل للاستخدام في الجسم.
- زيادة خطر الأصابة بأمراض القلب: وجد الباحثون أن انخفاض مستويات فيتامين د يزيد من خطر الاصابة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب.
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان: تظهر دراسات جديدة أن الأشخاص الذين يمتلكون مستويات جيدة من فيتامين د في دمائهم، قد يكونون أقل عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون. كما أشارت الدكتورة دانا حموي، أختصاصية التغذية العلاجية إلى أن انخفاض فيتامين د في الجسم، يزيد من تعرض المرأة للإصابة بسرطان الثدي.
في النهاية، لا يسعنا سوى دعوتك عزيزتي للإستفادة من أشعة الشمس المجانية للحصول على نسبة جيدة من فيتامين د، إضافة لتناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين مثل الأسماك كالسلمون والماكريل، صفار البيض والحليب المدعم لتحسين مستوياته ومنع مضاعفاته الخطيرة على صحتك وصحة عائلتك.