كيف تكون الحالة النفسية أحد عوامل قصر القامة؟
أوضح أستاذ مشارك واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالمعين عيد الأغا، أن قصر القامة هو أن يكون الطول أقل من 3% من منحنى الطول الطبيعي للطفل أو الطفلة عندما يرسم هذا الطول على الرسومات البيانية العالمية للنمو الخاصة لنفس الجنس والعمر والبلد، كما أن قصر القامة مشكلة شائعة عالميا ويقدر حدوثها بنسبة خمسة أطفال لكل 100 طفل. وأشار إلى أن هناك أسبابا لقصر القامة، منها عوامل مرضية وتتمثل في:
أولا: نقص الإفراز في هرمون النمو، حيث يفرز هرمون النمو من الغدة النخامية الموجودة في وسط الدماغ، ويحتاج الإنسان الطبيعي من أجل النمو الطبيعي لسلامة إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية، وتقدر حالات نقص هرمون النمو إلى حالة لكل 5000 حالة قصر قامة، ونقص هرمون النمو ليس من الأسباب الشائعة لهذا المرض، ولكنها من الأشياء الأساسية التي لابد التأكد من عدم وجودها لكل طفل يعاني من قصر القامة.
ثانيا: نقص هرمون الغدة الدرقية، فالغدة الدرقية موجودة في الجهة الأمامية من العنق أمام القصبة الهوائية، وهذه الغدة مسئولة عن إفراز هرمونا الغدة الدرقية T4 وT3، وهما هرمونا الثيروكسين والثيرونين وهما مسؤولان على عدة وظائف للجسم من أهمها النشاط والحيوية وكذلك النمو الطبيعي.
ثالثا: زيادة إفراز الغدة الكظرية الفوق كلوية، فإذا زاد إفراز هرمون الكورتيزون أو كان الطفل يعاني من أمراض تستوجب العلاج بمركبات الكورتيزون. جميع مستحضرات الكورتيزون لها تأثير سلبي فهي تؤدي إلى السمنة وقصر القامة.
رابعا: العامل النفسي، فللتأثيرات النفسية انعكاسات سلبية مؤثرة على طول الطفل. العديد من الأطفال يعانون من تأخرهم الطولي لا يكون وراء هذا التأخر سوى عوامل نفسية متراكمة قد يكون سببها داخل المنزل أو خارجه كالمدرسة أو غير ذلك من أنواع الحرمان العاطفي والنفسي.
خامسا: قلة الوزن عند الولادة، فوزن الطفل الطبيعي عن الولادة هو 4.0-2.5 كيلو جرام عند إتمام الحمل تسعة أشهر، والأطفال الذين تكون أوزانهم أقل من 2.5 كجم غالبا ما يعوضون نقص النمو الذي حدث لهم خلال فترة الحمل في العامين الأولين من عمرهم لكم 20 % من هذه الشريحة لا يعوضون النقص الذي حدث لهم خلال فترة الحمل.
سادسا: أمراض العظم الخلقية، حيث أن هناك بعض الأمراض الوراثية التي قد تؤدي إلى خلل في نمو عظام الطفل، وذلك بسبب نقص الغضاريف الموجودة في نهاية العظم وهذا السبب من أهم أسباب القزامة عند الأطفال.
سابعا: سوء التغذية فنقص التغذية يعتبر من أكثر المشكلات شيوعا في العالم، حيث يتعرض العديد من أطفال العالم لنقص النمو بسوء التغذية واضطراب التمثيل الغذائي داخل الجسم.
ثامنا: اعتلال في الكروموسومات (الأمشاج) أو بسبب وجود متلازمات مرضية
تاسعا: عوامل غير مرضية بسبب التأخر الفسيولوجي للنمو والبلوغ، وهذا الأمر شائع ويكون سببه تأخر في إفراز الهرمونات من الغدة النخامية بأسباب فسيولوجية وليس بأسباب عضوية. وخلص إلى القول أن العامل العاشر هو قصر القامة العائلي الوراثي، وهنا يكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيرا بالأصل، إذ أن للطول مورثات تنتقل من الوالدين، وفي هذه الحالة يكون الطفل بحالة صحية جيدة ووزنه متناسب مع طوله بشكل جيد والعمر العظمي مساو للعمر الزمني ولا يشكو من أمراض مزمنة ويكون الطفل بحيوية جيدة غير أنه يبقى قصيرا لأسباب وراثية.