الخلايا الجذعية: منبع الحياة والصحة الأفضل

يتكون جسم الإنسان من العديد من الخلايا المهمة لصحتنا اليومية، وهذه الخلايا مسؤولة عن الكثير من العمليات في أجسامنا. فخلايا القلب مسؤولة عن دقات القلب، وخلايا الدماغ مسؤولة عن التفكير، أما خلايا الكلية فمسؤولة عن تنظيف الدم، وخلايا الجلد تقوم باستبدال خلايا الجلد عند الحاجه. تتميز الخلايا الجذعية تتميز على الإنقسام لتجديد نفسها وأيضا لتكوين أنواع مختلفة من الخلايا، على سبيل المثال الخلايا الجذعية للجلد تستطيع تكوين خلايا جذعية للجلد وأيضاً خلايا متخصصة تقوم بوظيفة معينة مثل تكوين صبغة الميلانين.

 

عندما نمرض أو نتعرض لإصابه، فإن خلايانا أيضاً تتضرر أو تموت. وعندما يحدث ذلك، فإن الخلايا الجذعية تنشط وتعمل على إصلاح الخلل في الخلايا أو الأنسجة عن طريق تعويض الخلايا الميتة أو المتضررة. وبهذه الطريقة تبقينا الخلايا الجذعية أصحاء وتمنعنا من الشيخوخة قبل أوانها.

 

الخلايا الجذعية توجد في أشكال عديدة ومختلفة. ويعتقد العلماء أن كل عضو في جسم الانسان يمتلك نوعاً خاصاً به من الخلايا الجذعية. 

 

هناك نوعان من الخلايا الجذعية  النوع الاول هو الخلايا الجذعية الجنينية التي تتكون في المراحل الأولى من التكوين البشري. هذة الخلايا تتميز بقدرتها على بناء كل الأعضاء والأنسجة في أجسامنا خلال التطور البشري. 

النوع الثاني هو الخلايا الجذعية البالغة، هذه الخلايا توجد في الأطفال والبالغين. الخلايا الجذعية البالغة تمتلك القدرة على تعويض الجسم بما فقده من خلايا متخصصة. والفرق بين الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة هو أن الأولى لديها القدرة على إنتاج كل أنواع الخلايا في الجسم، أما الثانية فلديها القدره على تكوين أنواع متخصصة من الخلايا. بالإضافه إلى ذلك، فالخلايا الجذعية الجنينية مبرمجةٌ لإنتاج أي نوع من الأعضاء والأنسجة، بينما الخلايا الجذعية البالغة لا يمكنها ذلك، وهذا يوضح سبب قدرة الخلايا الجذعية الجنينية على إصلاح الخلل في الأنسجة المريضة.

 

يمكن تنمية الخلايا الجذعية الجنينية في المعامل وذلك بأخذ الخلايا الجذعية المتكونة خلال الأيام الأولى من التخصيب الجنيني.

 

بما أن الخلايا الجذعية تمتلك القدرة على تبديل الخلايا القديمة والمريضة فإن العلماء متأكدون من قدرة استخدام الخلايا الجذعية لعلاج العديد من الأمراض، وتقوم الفكرة على زراعة الخلايا الجذعية أو الخلايا الجذعية البالغة للمريض.على سبيل المثال، إذا كان المريض مصاباً بأزمة قلبية فإن زراعة الخلايا الجذعية له يؤدي لإصلاح الخلل في قلبه. وتساعد زراعة خلايا الجذعية للمريض من قدرة الجسم على إصلاح الخلل بالرغم من قلة العدد الطبيعي للخلايا الجذعية.

 

يبقى التخوف من تحديات العلاج بالخلايا الجذعية لقدرتها على تكوين خلايا سرطانية وأيضاً رفض الجهاز المناعي لها. لكن من المحتمل أن تحدث الخلايا الجذعية تطوراً هائلاً في العلاج خلال السنوات القادمة، وهي تبشَر بعلاج أغلب الأمراض كالسرطان، وأمراض القلب، ومرض باركنسون، والتصلَب المتعدد ، والسكتة الدماغية، ومرض هنتنغتون، إصابات الحبل الشوكي وغيرها من الامراض.