أساس صحة العقل والجسد معًا .. إليك فوائد التغذية السليمة في تعزيز نمو طفلك
تلعب التغذية السليمة للطفل وبخاصة في السنوات الخمس الأولى من عمره دورًا كبيرًا في تعزيز نموه العقلي والجسدي والروحي أيضًا. وتعد الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية المتنوعة، وكذلك الفيتامينات والمعادن المهمة أساسًا قويًا يرتكز عليه نمو الطفل، ما يعني ضرورة حرص الأم على تقديم الأطعمة الصحية لطفلها، واستبعاد الأطعمة غير الصحية لتلبية إحتياجاته الأساسية خلال مراحل عمره المختلفة.
ولأهمية هذا الموضوع، نقدم في ما يلي إفادة من خبير التغذية معتز الشريف لتسليط الضوء على دور التغذية السليمة في تعزيز نمو الطفل.
كيف يؤثر الغذاء على نمو الطفل؟
يؤثر الغذاء بشكل كبير على نمو الطفل، حيث يلعب دوراً حاسماً في توفير العناصر الغذائية الضرورية لبناء الأنسجة وتطوير الجسم. إذا لم يتلقَ الطفل الغذاء الكافي والمتوازن، فقد يؤثر ذلك سلباً على نموه الجسدي والعقلي. ومن العناصر الغذائية الضرورية التي يجب أن تتضمنها التغذية السليمة للطفل، البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والمعادن، وجميعها ضرورية لنمو صحي للطفل. إذ تساهم البروتينات في بناء الأنسجة والعضلات، في حين توفر الكربوهيدرات الطاقة اللازمة لنشاط الطفل ونموه، وتقوم الدهون بتعزيز تطوير الدماغ والجهاز العصبي للطفل.
في حين تعمل الفيتامينات على تقوية جهاز المناعة، وتعزيز نمو العظام والأسنان، وتطوير وظائف العقل والنظر. ولذلك من الضروري أن يحصل الطفل على حفنة متنوعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المختلفة لضمان حصوله على كل ما يحتاجه لنموه وتطوره بشكل صحي.
وعلى العكس من ذلك، وإذا لم يتم الاهتمام بالتغذية السليمة للطفل، فإن العديد من المخاطر الصحية تتربص به والتي من أهمها تأخر النمو، وضعف المناعة وغيرها.
ما هي التغذية السليمة للطفل؟
بحسب الشريف، يقصد بالتغذية السليمة النظام الغذائي الصحي الكامل المتوازن الذي يحتوي على كافة العناصر الغذائية والمغذيات الطبيعية والفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الطفل نموًا سليمًا ودون أي عوائق، وترتكز على ما يلي:
البروتين
وهنا يجب على الأم تقديم الأطعمة الغنية بالبروتينات الضرورية لتعزيز نمو الطفل، مثل: المأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهون والدجاج والبيض والبقوليات والبازلاء ومنتجات الصويا والمكسرات غير المملحة والحبوب.
الفاكهة
تدخل الفاكهة ضمن التغذية السليمة التي تضمن نمو الطفل نموًا سليمًا. ولذلك يجب على الأم تحفيز طفلها على تناول الفاكهة الطازجة على وجه الخصوص، لأنها تعد مصدرًا طبيعيًا للسكريات والألياف وكثير من الفيتامينات والمعادن الضرورية لجسد وعقل الطفل معًا.
الخضراوات
تلعب الخضروات دورًا كبير في تعزيز نمو الطفل، ولذلك يجب أن يندرج تحت التغذية السليمة كمية متنوعة من الخضروات خضراء اللون وغيرها إضافة إلى الحبوب التي تعد بمثابة مثاليًا للأطفال وخصوصًا في عمر المدرسة، ومنتجات القمح الكامل بمختلف أنواعها.
الحليب ومشتقاته
يعتبر الحليب ومشتقاته أحد أهم محتويات التغذية السليمة التي لا يجب الاستغناء عنها، لذا يجب تشجيع الطفل على تناول الحليب والجين بأنواعه لتعزيز نموه.
ما هي الأطعمة التي تتعارض مع التغذية السليمة للطفل؟
ثمة أطعمة وعناصر غذائية قد لا تحقق أي فوائد للطفل خلال مراحل نموه المختلفة، ويأتي على رأسها السكر الأبيض الصناعي، والأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة كالوجبات المقلية، والوجبات السريعة، والملح. كذلك لا يجب أن ننسى اللحوم المصنعة، والمعلبات والسكاكر، والحلوى المتنوعة التي تضر بصحة الطفل وتحول دون تغذيته بطريقة سليمة تحقق نموًا سليمًا له
ما هو دور التغذية السليمة في تعزيز صحة العقل والجسد؟
أولاً، وبالنسبة لدور التغذية السليمة في تعزيز صحة العقل؛ يقول الشريف أن تناول الطعام الصحي في مرحلة الطفولة المبكرة يحقق مكاسب صحية كبيرة للطفل ليس فقط في هذه المرحلة إنما في مراحل عمرية لاحقة وبدرجة كبيرة للغاية حيث تتطور دماغ الطفل بشكل سريع، وهنا تظهر أهمية التغذية السليمة، وأثر تناول الغذاء الصحي الغني بالغناصر الغذائية المتنوعة والفيتامينات والمعادن في تعزيز نمو الدماغ بشكل صحي وسليم.
وتتطلب التغذية السليمة للطفل وخصوصًا فيما يتعلق بنمو وتطور الدماغ، ضرورة تقديم نظام غذائي صحي يشمل الأسماك والبروكلي والتوت لاحتوائهم على الأميغا3 ومضادات الأكسدة القوية وكذلك فيتامين سي وغير ذلك من العناصر الغذائية المهمة التي تلعب دورًا كبير في تحقيق نمو سليم لدماغ الطفل.
وفي المقابل يجب على الأم منع تناول الحلويات الصناعية والأطعمة المصنعة لأنها تؤثر سلبًا على عقل الطفل وتضعف من ذاكرته وتقلل من تركيزه، ومن ثم التأثير على معدلات التحصيل الدراسي، وحدوث ما لا يحمد عقباه.
ثانيًا، وبالنسبة للجسم، يقول الشريف أن التغذية السليمة التي تقوم على نظام غذائي غني بالمغذيات والعناصر الغذائية المفيدة، يمد الطفل بالطاقة اللازمة للركض، وممارسة أي رياضة أخرى محببة للطفل كونه يعزز من قوة وسلامة الجسم ومن ثم تعزيز قوة العقل أيضًا.
كيف يمكن تعويد الطفل على التغذية السليمة والغذاء الصحي؟
يقول الشريف أن تعويد الطفل على تناول الغذاء الصحي يجب أن يبدأ منذ نعومة أظافره، وبعد الفطام حيث بدء إدخال الطعام الصلب إلى وجباته الغذائية، لأن الطفل الذي يعتاد على تناول الغذاء الصحي من الصغر لا يمكن أن يرفضه في أي وقت من الأيام. كما أن مسؤولية تعويد الطفل على التغذية السليمة دائمًا ما يكون أكثر سهولة في الصغر.
أما بالنسبة للطفل الذي لم يتم تعويده على التغذية السليمة منذ الصغر، يمكن تشجيعه على اتباع عادات صحية وسليمة مثل:
- تقديم قطعة من الفاكهة أو حفنة من المكسرات كوجبة خفيفة للطفل
- تقديم طبق خضراوات يحتوي على خضروات متنوعة اللون والمذاق والشكل.
- عدم تناول العصائر الجاهزة والمحلاة السكر لأن السكر يضعف من مناعة الإنسان
وختامُا ولتعزيز اقبال الطفل على تناول الغذاء الصحي، يجب على الأم تجنب الوقوع في خطأ السماح للطفل بتناول طعام ممنوع كمكافأة له، لأنها تهدر كل طاقاتها ومراكز القوة التي طالما سعت إليها لتعزيز اقبال طفلها على التغذية السليمة والغذاء الصحي.