
كبح فضوله يدمر شخصيته.. إليكِ أفضل الطرق للتعامل مع الطفل كثير الأسئلة
إن فضول الطفل يعكس إقباله على التعلم والبحث والاستكتشاف، وهي أمور جيدة وعلامات إيجابية واعدة لمستقبل الطفل الباهر، لأن الطفل كثير الأسئلة بحسب وصف الخبراء له هو طفل ذكي ومقبل على الحياة بشغف، وهو طفلًا طبيعيًا، يفكر ويتعمق في تفكيره، ويبحث ويستكشف، ولذلك عليكِ عزيزتي الأم أن لا تكبحي فضوله لأي سبب من الأسباب بل إن الأمر يتطلب منكِ التعامل معه بحكمة وذكاء عاطفي شديد، حتى تكوني مصدره لاستكشاف العالم من حوله.
لأهمية هذا الموضوع، يروق لي أن أقدم لكِ ولكل أم، خلاصة توصيات الخبراء في التعامل مع هذا النوع شديد الذكاء من الأطفال بطريقة سليمة وصحيحة، من خلال تسليط الضوء على أكثر التساؤلات الشائعة حول الطفل كثير الأسئلة. تابعي معي بدقة أنت وكل أم تريد معرفة الطريقة الأمثل للتعامل مع الطفل الذي يسأل أسئلة كثيرة، لتكون هذه المعلومات مرجعًا لك في التعامل مع طفلكِ.

على ماذا تدل كثرة أسئلة الطفل؟
بحسب أميرة داوود، دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، تدل كثرة أسئلة الطفل على يقظة عقله، وعلى ذكائه الشديد. كما أن في طرح الطفل كثير الأسئلة العديد من التساؤلات إشارة قوية إلى نموه العقلي السليم، ونموه الفكري المتميز. كما أن كثرة أسئلة الطفل تعكس فضوله الطبيعي، ورغبته الشديدة في التعلم، وقدرته على التواصل، وذلك لامتلاكه مهارات لغوية وتعبيرية.
من ذلك يتضح لكِ عزيزتي الأم أهمية استيعاب الطفل والإجابة على أسئلته بشفافية ووضوح، وذلك تحفيزًا لنموه العاطفي، ونموه العقلي، وتوسيعًا لمداركه. كما أن في تلبية رغبة الطفل، والإجابة على أسئلته كبير الأثر في تحقيزه على الإستقلالية.
هل كثرة الأسئلة تدل على الذكاء؟
بحسب كثير من الدراسات التي طرحت حول الطفل كثير الأسئلة، فقد توصل الخبراء، ووفقًا لما ذكرته الدكتورة أميرة، توجد مؤشرات عديدة تدل على الذكاء مثل امتلاك الطفل مهارات لغوية كبيرة، ولذلك نجده كثير الكلام. كما أنه توجد كثير من الدلالات الأخرى التي تشير إلى ذكاء الطفل، لذلك يجب على الأم التعامل مع الطفل بذكاء عاطفي يناسب ذكائه، تحقيقًا لنموه نموًا سليمًا ومن جميع النواحي.
كيف أتعامل مع طفلي كثير الأسئلة؟
يعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة شيوعًا بين صفوف الأمهات. لذا تابعي معي بدقة أهم توصيات الخبراء المختصين في ما يتعلق بطريقة التعامل مع الطفل الفضولي الذي لا يتوقف عن طرح الأسئلة، وهذه التوصيات هي:
-
فهم دوافع الطفل كثير الأسئلة
يتطلب التعامل مع الطفل كثير الأسئلة، فهم الدوافع التي تدفعه إلى طرح كم كبير من الأسئلة، والتي من المؤكد أنها دوافع قوية تتخطى رغبته في الحصول على إجابات لها، إذ تشير إلى تطوره العقلي والعاطفي. وهذه الدوافع هي رغبة الطفل في اكتساب المعرفة والوعي، وهذا بالضبط ما يجب عليكِ اتباعه عزيزتي الأم في التعامل مع طفلك الذي يطرح كثير من الأسئلة.
-
الانصات له بدقة
عندما يسأل الطفل، لابد أن يتم الانصات له بعناية ودقة، بحيث يجب أن يمتد انصات الأم إلى ما وراء طرح السؤال. كما أن انصات الأم بدقة إلى طفلها يعزز من ثقته بنفسه، ويحفزه على طرح مزيد من الأسئلة التي حتمًا سيكون من المفيد جدًا له الإجابة عليها.

-
الاستعداد الدائم للإجابة على أسئلة الطفل
يجب على كل أم أن تكون على استعداد دائم للإجابة على أسئلة طفلها، والحذر من التهرب منها، ويتحقق ذلك من خلال حرص الأم على تثقيف نفسها، واستشارة المختصين حول أي من الاستفسارات المهمة، ومعرفة الطريقة السليمة للتعامل مع كثرة أسئلة الطفل.
-
تقديم إجابات واضحة وبسيطة
يجب أن تكون الإجابة على أسئلة الطفل واضحة وبسيطة، كما يجب إيجاد إجابات تتناسب مع عمره، ومستوى فهمه، تشجيعًا له على طرح مزيد من الأسئلة، وتجنبًا لشعوره بالإحباط في حال الإجابة عليه بطريقة معقدة أو مبهمة. يجب الإجابة على الأسئلة التي تحتاج إلى جواب علمي دقيق بمرونة لحين إستشارة المختصين عن الطريقة الأفضل في الإجابة وتوصيل المعلومة.
-
تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة المفيدة
القراءة، والمعرفة، والألعاب التعليمية، وزيارة الأماكن التي تعزز من فضول الطفل مثل المكتبات، والمتاحف، والحدائق، من الأمور التي يجب الاهتمام بتحقيقها للطفل، لأنها تساعد على توسيع مداركه، وإثراء معرفته أكثر وأكثر.
-
التحلي بالصبر والمرونة
من الضروري أن تتحلى الأم بالصبر وكذلك الأب، وجميع أفراد الأسرة، وعدم إهمال أسئلة الطفل، والإجابة عليها. ويؤكد الخبراء أنه من الطبيعي أن يطرح الطفل العديد من الأسئلة في فترة قصيرة، لذا يجب على الأهل عدم الشعور بالملل من كثرة الأسئلة، ومساعدته على التطور، وتلبية رغبته في استكشاف العالم من حوله.

-
الحذر من السخرية من أسئلة الطفل
عليك عزيزتي الأم، وعلى جميع أفراد الأسرة أيضًا، تجنب السخرية من أسئلة الطفل، وتحقيق شعوره بالإرتياحية عند طرح السؤال، تعزيزًا لثقته في نفسه. لذا، يجب أن يشعر الطفل بأن أسئلته محل تقدير.
خلاصة القول
يتطلب التعامل مع الطفل كثير الأسئلة فهم أهمية الاستجابة لفضوله، وكيف أنه يساعد في تعزيز نموه العقلي والعاطفي. كما أن تطوير مهارات الطفل في التفكير والكلام يتحقق بطرحه كثير الأسئلة، وتلقي الإجابة عليها بوضوح وبمرونة.