"اللطف يجعلنا أقوى" .. توعية بأهمية ممارسة اللطف والاحترام لدى الأطفال بمناسبة يوم الطفل الإماراتي

إن بناء شخصية قوية ومستقلة لدى الطفل يتطلب أكثر من مجرد التعليم الأكاديمي أو التدريب على المهارات الحياتية، إذ يشمل أيضًا غرس القيم الأساسية التي تساعدهم على التفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي وصحي. من أهم هذه القيم التي ينبغي توعيتهم بها هي اللطف والاحترام باعتبارهما أساسًا لبناء علاقات صحية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتعزيز الوعي الاجتماعي.

عندما يتعلم الأطفال أن يكونوا لطفاء مع من حولهم ويحترمون الآخرين، فإنهم يكتسبون القدرة على مواجهة تحديات الحياة بشكل أعمق وأكثر سلاسة، مما يساعدهم على بناء شخصيات قوية.

اللطف يجعلنا أقوى

بالتزامن مع يوم الطفل الإماراتي، شاركت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال في الفعاليات التي تنظمها مستشفى الجليلة للأطفال التابع لدبي الصحية، بهدف تعزيز الوعي بحقوق الأطفال وترسيخ مفاهيم الحماية والرعاية الشاملة، وذلك بمشاركة عدد من الجهات المعنية، من بينها هيئة تنمية المجتمع، والقيادة العامة لشرطة دبي. قامت المؤسسة بتنظيم فعالية بعنوان "اللطف يجعلنا أقوى" وعمل ورش توعوية تفاعلية تهدف إلى تعزيز مفاهيم اللطف والاحترام والتسامح لدى الأطفال، باعتبارها أدوات فعالة للوقاية من التنمر والحد من السلوكيات السلبية في البيئة المحيطة بهم.

كما تسعى الفعالية أيضا إلى غرس قيمة التعاطف كقوة اجتماعية تحمي الطفل وتدعم استقراره النفسي، من خلال أنشطة ورسائل تربوية بسيطة تعزز ثقافة التعامل الإيجابي مع الآخرين، وتشجع على بناء بيئة مدرسية ومجتمعية آمنة وخالية من التنمر.

تعليم الأطفال كيفية اكتشاف الذات

تم توزيع قصة "قلم الرصاص الذي اكتشف نفسه"، والتي تقدم للأطفال رسائل ملهمة حول اكتشاف الذات، وبناء الثقة بالنفس، والتعرف على القدرات الشخصية لكل طفل. وتساعد القصة في ترسيخ أهمية تقدير الذات، وإدراك قيمة الاختلاف، بما يسهم في تعزيز شعور الطفل بقيمته في المجتمع، ويدعمه في مواجهة التحديات بثقة ووعي، حيث بلغ عدد المستفيدين من 80 طفل

بيئة آمنة تحقق استقرار الطفل

وفي هذا الإطار، أكدت شيخة سعيد المنصوري، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، أن مشاركة المؤسسة في هذه الفعالية تأتي احتفاءً بيوم الطفل الإماراتي، الذي يمثل مناسبة وطنية مهمة لتجديد الالتزام بحقوق الطفل وضمان رعايته وحمايته، مؤكدة على أن الاستثمار الحقيقي في المستقبل يبدأ من حماية حقوق الطفل وتمكينه من النمو في بيئة تضمن له الأمان والاستقرار النفسي والاجتماعي.

من جانبه قال الدكتور محمد العوضي، نائب المدير التنفيذي لمستشفى الجليلة للأطفال ومستشفى لطيفة وأضاف:" نؤمن في دبي الصحية بأن بناء جيل أكثر صحة ووعي يبدأ من توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، تعزز نموهم النفسي والاجتماعي، كما أن ترسيخ ثقافة اللطف والتسامح لديهم يلعب دورًا جوهريًا في بناء شخصيتهم لتكون أكثر قوة وثقة بالنفس، وهو ما نحرص عليه من خلال برامجنا العلاجية والتوعوية".

من جانبها، قالت الدكتورة غنيمة البحري، مدير إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال: "تأتي مشاركتنا في فعاليات يوم الطفل الإماراتي تأكيدًا على أهمية هذه المناسبة الوطنية التي تعكس التزام الدولة برعاية الطفولة وحمايتها. ومن خلال تقديم برامج توعوية وتفاعلية موجهة للأطفال، نسعى في المؤسسة إلى غرس قيم الأمان واللطف والوعي بالحقوق، وتعزيز قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم ومعرفة سبل الحماية الذاتية في بيئة داعمة وآمنة. ويظل تركيزنا قائمًا على بناء شخصيات قوية وواثقة قادرة على مواجهة التحديات"

هذا وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال لتعزيز التكامل مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة في دعم المبادرات المجتمعية التي تركز على حماية الأطفال وتمكينهم، انسجاماً مع مستهدفات عام المجتمع وتحقيقًا لرؤية دولة الإمارات في صون حقوق الطفل وضمان رفاهيته، وبما يرسخ مكانة الدولة كحاضنة للطفولة الآمنة والمستدامة.